الاتحاد الأوروبي ينتقد خطط إسرائيل لبناء مستوطنات جديدة في القدس

حماس ترحب بدعوة البرلمان الأوروبي لوقف العمل باتفاقيات الشراكة مع تل أبيب

جانب من مستعمرة رامات شلومو في القدس الشرقية، حيث تشتد الانتقادات الغربية ضد قرارات اسرائيل مواصلة بناء المستعمرات (أ.ف.ب)
جانب من مستعمرة رامات شلومو في القدس الشرقية، حيث تشتد الانتقادات الغربية ضد قرارات اسرائيل مواصلة بناء المستعمرات (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي ينتقد خطط إسرائيل لبناء مستوطنات جديدة في القدس

جانب من مستعمرة رامات شلومو في القدس الشرقية، حيث تشتد الانتقادات الغربية ضد قرارات اسرائيل مواصلة بناء المستعمرات (أ.ف.ب)
جانب من مستعمرة رامات شلومو في القدس الشرقية، حيث تشتد الانتقادات الغربية ضد قرارات اسرائيل مواصلة بناء المستعمرات (أ.ف.ب)

انضم الاتحاد الأوروبي أمس إلى الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية في انتقاد خطط إسرائيل بناء 900 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي أن «تصميم إسرائيل على مواصلة سياستها الاستيطانية رغم دعوات المجتمع الدولي، يهدد إمكانية تحقيق حل الدولتين، كما أنه يشكك بشكل جدي في التزامها بالاتفاق الذي جرى التفاوض عليه مع الفلسطينيين». وأكد أن «المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي». وكانت منظمة «السلام الآن» قد أوضحت أن إسرائيل «وافقت على بناء 900 وحدة سكنية استيطانية في حي رمات شلومو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة». وبحسب حاغيت أوفران، المتحدثة باسم «السلام الآن» فإن لجنة التخطيط اللوائية في القدس وافقت الأربعاء الماضي على طلب البناء، والآن سيسمح ببنائها.
وجاءت الموافقة الأربعاء الماضي قبل ساعات فقط من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تشكيل ائتلاف حكومي، بحسب المنظمة. من جانبه، وصف جيف راثكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، القرار بأنه «مضر ومخيب للآمال». وأضاف موضحا «هذا تطور مخيب للآمال، ونحن قلقون بشأن القرار الذي جاء مع الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة.. والتحرك باتجاه بناء وحدات سكنية في القدس الشرقية مضر.. ونحن نواصل الاتصال بأعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية، ونواصل توضيح موقفنا بأننا نعتبر ذلك غير شرعي».
من ناحيته، أكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن «دولة فلسطين ستواصل تحركاتها على الصعيد الدولي للانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني، خاصة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية التي تمت وافتتحت عملها بمواصلة جريمة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية».
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي، وفقا للقانون الدولي. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها «الأبدية والموحدة»، في حين يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. من جهتها، رحبت حركة حماس الفلسطينية أمس بدعوة المجموعة البرلمانية الأوروبية لوقف العمل باتفاقيات الشراكة مع إسرائيل على خلفية هجومها الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي، إذ قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحافي «نثمن دعوة المجموعة البرلمانية الأوروبية لوقف العمل باتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، وإنهاء العمل بأي اتفاقيات معه وبشكل نهائي، وحذف أي نوع من الامتيازات الاقتصادية مع الكيان».
وأضاف برهوم «ندعو إلى مزيد من هذه الجهود والمواقف والدعوات والقرارات ومن كل الأطراف العربية والدولية، التي ستشكل رادعا قويا للكيان الإسرائيلي وحماية فعلية للشعب الفلسطيني». كما أكد الناطق باسم حماس على ضرورة الإسراع في إجراءات محاكمة قيادات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم وانتهاكاتهم في المحاكم الوطنية والدولية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.