يسود هدوء حذر بلدة عرسال الحدودية الواقعة في شمال شرقي لبنان، التي تستقبل ما يزيد على 80 ألف لاجئ سوري، بعيد انطلاق المواجهات في جبهة منطقة جبال القلمون السورية بين حزب الله وجيش النظام السوري من جهة و«جيش الفتح» الذي يضم فصائل المعارضة السورية مجتمعة من جهة أخرى. وتُساند البلدة اللبنانية، ذات الأكثرية السنيّة، المعارضة السورية منذ اندلاع الأزمة قبل 4 سنوات، ولطالما شكّلت «قاعدة خلفية» لإمداد المقاتلين بالمؤن الغذائية والطبية التي يحتاجونها، حتى إنه تم إنشاء مستشفى كان يُعنى باستقبال المقاتلين الجرحى الذي يسقطون في منطقة القلمون الحدودية.
أكثر من مصدر في عرسال قال لـ«الشرق الأوسط» إنّه جرى خلال الساعات الماضية إطلاق دعوات وخاصة من داخل عدد من مخيمات اللاجئين عبر مكبّرات الصوت لنصرة مقاتلي المعارضة في القلمون. وأبلغنا خالد سلطان، وهو أحد أبناء البلدة ويمتلك متجرا في وسطها، عن «تلبية عدد محدود من الشبان السوريين الدعوات وتمكنهم من سلوك منافذ غير شرعية إلى وادي حميد ومنه إلى القلمون»، لافتا إلى أن «وجود الجيش اللبناني على المنافذ الرئيسية يمنع توافد أعداد كبيرة من المقاتلين من عرسال إلى مناطق الاشتباك السورية». وأشار سلطان إلى أن الوضع داخل عرسال حاليا «طبيعي جدا، باعتبار أن المعارك لا تزال بعيدة عن البلدة»، لكنه أشار إلى أن المعطيات لا توحي باستمرار هذا الهدوء مع اقتراب المواجهات إلى البلدات السورية المقابلة لعرسال.
من جهة أخرى، أوضحت مصادر ميدانية فضّلت إغفال ذكر اسمها أن «الجيش اللبناني الذي يفرض نوعا من الحزام الأمني على عرسال يتفادى أي مواجهة مع مجموعات قد يرصدها متوجهة إلى الجرود وغير مسلحة، كما أنه لا وجود له داخل البلدة تجنبا لأي احتكاك مع المجموعات التي تزور عائلاتها التي تعيش في المخيمات بين الحين والآخر». وقالت المصادر «الوضع في البلدة ما زال تحت السيطرة رغم الدعوات التي أُطلقت للانضمام للمقاتلين في القلمون».
كذلك يبدو رئيس بلدية عرسال علي الحجيري مطمئنا للوضع الحالي في البلدة، إذ يستبعد أن يؤدي احتدام المعارك في الجهة السورية المقابلة إلى انعكاسات سلبية داخلها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نحاول تحييد بلدتنا عمّا يحصل في القلمون.. فليتقاتلوا هم على الأراضي السورية وليتركوا بلدتنا بحالها».
هذا، وكان الوضع الأمني قد توتر في عرسال في الفترة الماضية على خلفية إقدام مسلحين يتمركزون في المنطقة الجردية على اختطاف عدد من أهالي البلدة وتصفية أكثر من 4 منهم على خلفية مشاكل فردية، ما أدّى لرد فعل عكسي من قبل باقي الأهالي الذين اختطفوا في المقابل عددا من اللاجئين السوريين الذين بودلوا بمختطفين لبنانيين في الجرود.
وبحث تيار المستقبل وحزب الله في الجلسات الحوارية القائمة بينهما بطرح تفكيك المخيمات الموجودة في عرسال ونقل من فيها إلى مخيمات في مناطق أخرى بعيدة عن الحدود «كي لا يشكل الشبان السوريون عنصر دعم للجماعات المسلحة في أي هجوم مرتقب على الأراضي اللبنانية»، إلا أن هذا الطرح لم يلق طريقه للتطبيق. ومعلوم أن تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» يحتجزان أكثر من 20 جنديا لبنانيا سبق اختطافهم خلال محاولة التنظيمين المذكورين السيطرة على بلدة عرسال في شهر أغسطس (آب) الماضي، كما أنهما أقدما على إعدام 4 من الجنود المختطفين.
هدوء حذر في عرسال بعيد انطلاق المواجهات في القلمون
دعوات داخل البلدة اللبنانية للاجئين السوريين لنصرة مقاتلي المعارضة
هدوء حذر في عرسال بعيد انطلاق المواجهات في القلمون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة