مركز بحوث «هارفارد»: إصلاح الصناديق السيادية السعودية قد يوفّر تريليون دولار

استغلال الاحتياطات الأجنبية لمواكبة انخفاض أسعار النفط قد يهدد الاستقرار المالي

مركز بحوث «هارفارد»: إصلاح الصناديق السيادية السعودية قد يوفّر تريليون دولار
TT

مركز بحوث «هارفارد»: إصلاح الصناديق السيادية السعودية قد يوفّر تريليون دولار

مركز بحوث «هارفارد»: إصلاح الصناديق السيادية السعودية قد يوفّر تريليون دولار

أصدر معهد كينيدي بجامعة هارفارد ثلاث دراسات مفصّلة عن السّياسات والضوابط الفنية التي ينبغي أن تكون عليها الصناديق والاستثمارات السيادية لدعم السياسات المالية وتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي. وتشمل هذه الدراسات تحليلا مفصّلا للصناديق السيادية السعودية ونظامها المالي.
وتقدّم هذه الدراسات تحليلاً نوعيًا في مجال التطبيقات العملية والضوابط السيادية للاستثمارات الخارجية للاقتصادات التي تعمل بصناديق سيادية. وهي بمثابة دليل استرشادي لعدد من الدول التي تسعى إلى الاستفادة من الفوائض المالية التي قد تحدث من فترة لأخرى نحو تحقيق استقرار مالي على المدى البعيد.
وتوضح في مجملها أهمية استقلال إدارة الاستثمارات الخارجية عن البنك المركزي ووزارة المالية، ودخول الصناديق السيادية في من إطار كامل لضبط السياسة المالية من خلال آليات واضحة للإنفاق الحكومي والادخار الوطني. وتشمل هذه البحوث دراسة مستقلة للسياسة المالية السعودية خلال السنين الماضية وتطبيق الآليات والضوابط المقترحة على الاستثمارات الخارجية السعودية، وتنتهي بتوصيات محددة لإنشاء جهاز مستقل للاستثمارات السعودية.
ويوضح خالد السويلم، الباحث الرئيسي في الدراسة وعضو وخبير بمعهد كينيدي والمدير العام السابق بمؤسسة النقد العربي السعودي، أنه كان بإمكان السعودية تحصيل 1.865 تريليون دولار بنهاية 2014 من عائدات صندوقي الادخار والاستقرار المالي لو اتبعت نظام الإصلاحات المقترح، وهو يفوق بتريليون دولار ما حصّلته مؤسسة النقد العربي السعودي في 2014 والذي يقدّر بقيمة 750 مليار دولار.
وأصدر السويلم عددا من التوصيات لإصلاح الصناديق السيادية السعودية في ظلّ انخفاض أسعار النفط. ويشير السويلم إلى أن الإصلاحات مهمة وعاجلة لحماية والحفاظ على أصول السعودية في الخارج. يوضّح السويلم: «قد يؤدي استغلال الاحتياطات الأجنبية لتمويل الإنفاق خلال السنوات المقبلة في ظل انخفاض أسعار النفط، إلى تقليص حجم الصناديق السيادية وبالتالي تهديد الاستقرار المالي المستقبلي وأسعار الصرف». ويضيف أن: «السعودية لديها فرصة استغلال احتياطاتها الأجنبية لإنشاء إطار مالي مستدام ومصدر دخل دائم للمستقبل». ويقترح السويلم وضع نحو 500 مليار دولار من الأصول الخارجية الحالية في صندوق ادّخار و250 مليار المتبقّية في «صندوق للاستقرار المالي».
ويطمئن السويلم أن هذه الإصلاحات لا تعني بالضرورة تقليص الإنفاق بشكل كبير، حتى في سياق توقعات انخفاض عائدات النفط خلال السنوات الخمس المقبلة. ويقول: «إن اعتمدت هذه الإصلاحات قبل عشر سنوات، ما كانت ستؤثر على الإنفاق في المشاريع التنموية، بل كانت سترشد الإنفاق العام». فضلا عن ذلك، يرى السويلم أن توقعت انخفاض عائدات النفط تقرّ ضرورة تطبيق هذه الإصلاحات، إذ ستساهم الصناديق السيادية والنظام المالي في مواكبة فترة انخفاض أسعار النفط.



منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».