اتهمت «منظمة العفو الدولية» أمس الثلاثاء النظام السوري بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في حلب بقصفه المدينة بشكل عشوائي، كما اتهمت فصائل المعارضة بارتكاب «جرائم حرب»، في الوقت الذي حذرت فيه منظمة «أطباء بلا حدود» من تداعيات وقف العمل في مستشفى رئيسي في مدينة حلب نتيجة الأضرار التي لحقت به إثر غارات جوية استهدفت المدينة الواقعة في شمال سوريا الأسبوع الماضي.
وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان في تقرير جديد إن الغارات الجوية المتواصلة التي يشنها سلاح الجو السوري على العاصمة الاقتصادية السابقة للبلاد، أجبرت السكان على «العيش تحت الأرض». وأكد التقرير أن «بعض أفعال الحكومة في حلب يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية». وانتقدت المنظمة في تقريرها خصوصا استخدام قوات النظام في غاراتها الجوية البراميل المتفجرة.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، إن «مستشفى الصاخور تعرض للقصف مرتين على الأقل خلال يومين متتاليين الأسبوع الماضي، وهو أحد مستشفيين موجودين في المنطقة وأجرى عمليات من شأنها إنقاذ الحياة وكان يقدم خدماته لنحو 400 ألف نسمة». وأضافت: «أوقفت الآن جميع الأنشطة، بما فيها تلك المتعلقة بإصابات الحرب والعمليات الجراحية»، مشيرة إلى أن المستشفى عالج «خلال شهر مارس (آذار) فقط 2444 مريضًا وأجرى أكثر من 300 عملية جراحية».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء الماضي بإلقاء الطيران الحربي التابع لقوات النظام براميل متفجرة استهدفت منطقة قريبة من مشفى الهلال الأحمر في حي الصاخور. وقال إن القصف بالبراميل المتفجرة تجدد الخميس على الحي.
ويقع حي الصاخور الخاضع لسيطرة كتائب المعارضة في شرق حلب التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012. وتقصف قوات النظام بانتظام الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة جوا، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت مئات القتلى، فيما يستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف.
وأشار تقرير المنظمة التي تقدم مساعدات وتجهيزات طبية لعدد من المستشفيات والمرافق الطبية في سوريا، إلى أنه «ليس واضحًا متى أو إذا ما كان المستشفى سيستأنف خدماته، خصوصا وأن طواقمه تعمل حاليا على تقييم الأضرار الكبيرة التي لحقت بأجزاء عدّة من المبنى». وقالت مديرة عمليات أطباء بلا حدود راكيل آيورا «نجدد دعوتنا إلى الأطراف المتحاربة لاحترام المدنيين والمرافق الصحية والطواقم الطبية». وأضافت «هذه الهجمات الأخيرة على البنى التحتية الطبية غير مقبولة».
وليست هذه هي المرة الأولى التي يغلق فيها المستشفى أبوابه منذ بدء النزاع قبل أربعة أعوام في سوريا. إذ لحقت به أضرار هائلة جراء غارات جوية في يونيو (حزيران) الماضي وفق المنظمة.
وأشار التقرير إلى تعرض «مركز طبي آخر للاستهداف وتعليق جميع خدماته منذ 17 أبريل (نيسان)». وقال: «قبل أربعة أيام أسفرت غارة جوية استهدفت سيارة إسعاف أثناء عملها، عن مقتل سائقها وثلاثة من أفراد طاقمها الطبي ومدني واحد، إضافة إلى إصابة ستة مدنيين».
في السياق نفسه، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الكوادر الطبية خلال شهر أبريل من قبل أطراف النزاع في سوريا. ووثق التقرير مقتل 7 أشخاص من الكوادر الطبية يتوزعون إلى 5 أشخاص على يد القوات الحكومية، هم طبيب ومسعف وممرضان، أحدهما سيدة، كما قتل متطوع في الهلال الأحمر تحت التعذيب. ووثق قتل اثنين من متطوعي الهلال الأحمر على يد مجموعات لم تستطع الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحديد هويتها.
8:18 دقيقة
حلب مدينة مفتوحة على «جرائم ضد الإنسانية»
https://aawsat.com/home/article/353656/%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%C2%BB
حلب مدينة مفتوحة على «جرائم ضد الإنسانية»
منظمة «أطباء بلا حدود» تندد بوقف العمل في مستشفى حلب بعد تعرضه للقصف
حلب مدينة مفتوحة على «جرائم ضد الإنسانية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة