نازحو الأنبار.. «داعش» يطردهم ويثأر لهم في بغداد

مجلس المحافظة يناشد مجددا الحكومة حمايتهم

نازحو الأنبار.. «داعش» يطردهم  ويثأر لهم في بغداد
TT

نازحو الأنبار.. «داعش» يطردهم ويثأر لهم في بغداد

نازحو الأنبار.. «داعش» يطردهم  ويثأر لهم في بغداد

في مفارقة هي الأكثر لفتًا للنظر منذ بدء عملية النزوح المفاجئ لأهالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، نحو العاصمة العراقية بغداد قبل نحو أكثر من أسبوعين فإن تنظيم داعش، الذي سيطر على عدة مناطق عند محاذاة مدينة الرمادي مهددا باقتحامها مما تسبب في موجة نزوح غير عادية لعدة آلاف من العوائل، تبنى التفجيرات الدموية التي شهدها أول من أمس حي الكرادة وسط بغداد والتي قال إنها ثأر لما تعرض له النازحون من عمليات قتل وتهديد من قبل الجماعات والميليشيات المسلحة في أحياء مختلفة من العاصمة العراقية.
وشهدت بغداد في الآونة الأخيرة تدهورا أمنيا غير مسبوق تزامنت معه موجة من التحريض العنيف ضد النازحين بعد ورود أنباء عن دخول أكثر من ألف إرهابي تحت ستار النازحين لتنفيذ عمليات إرهابية في بغداد.
وفي هذا السياق، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان والنائب عن محافظة الأنبار محمد الكربولي لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك عمليات خطف وقتل وتغييب ممنهج وبوتيرة يومية متصاعدة هو ما تعرض وما يتعرض له نازحو الرمادي»، مضيفا أن «هذه الأمور بات من الصعب السكوت عليها في الوقت الذي نستغرب فيه سكوت الجهات الرسمية عن مثل هذه الممارسات، يضاف إلى ذلك ازدياد ظاهرة الجثث المجهولة الهوية وهو ما نعده تقصيرا متعمدا من قبل الجهات التي يفترض أنها مسؤولة عن حفظ الأمن في بغداد».
وأوضح الكربولي أن «أكثر المناطق التي شهدت عمليات الخطف والقتل والتهجير في بغداد هي السيدية والبياع والجهاد والدورة والشعب والصليخ والحسينية»، مشيرا إلى أن «ما يعيشه نازحو الأنبار نزوح مزدوج وخصوصا في مناطق العمليات العسكرية، إذ إن أغلب النازحين في مناطق غرب اﻻنبار هم بالأصل نازحو مدينة الفلوجة واضطرهم القصف الحكومي العشوائي إلى مغادرة منازلهم إلى مناطق هيت والرطبة وغيرها، إﻻ أن تصاعد التهديدات الإرهابية لتنظيم داعش في تلك المناطق دفعهم إلى النزوح مجددا مما زاد من معاناتهم».
وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت ناشد أمس مجددا رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيري الدفاع والداخلية حماية النازحين من العصابات في بغداد. وقال كرحوت في تصريح إن «مجلس محافظة الأنبار يناشد رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد الغبان بضرورة توفير الحماية والأمن للأسر النازحة من الأنبار والموجودة في مناطق العاصمة بغداد». وأضاف كرحوت أن «النازحين في مناطق بغداد يتعرضون لشتى أنواع الحوادث من السلب والسرقة والتهديد وأمور أخرى، وهذا يستدعي تحرك الحكومة لإنقاذهم وحمايتهم».
من جهة أخرى، يشكو أهالي ناحية الخيرات (70 كم شرق الرمادي) من عدم إمكانية عودتهم إلى منازلهم رغم انقضاء أكثر من عام على تحرير الناحية من سيطرة مسلحي تنظيم داعش. وقال محمد جاسم الجنابي، مدير الناحية، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك أكثر من 3 آلاف عائلة من أهالي ناحية الخيرات بانتظار عودتهم إلى منازلهم بعد أن استطاعت القوات الأمنية العراقية تحرير الناحية بشكل كامل، لكن الدمار الهائل الذي خلفته المعارك أحال بعض مناطق المدينة إلى ركام».
وأضاف الجنابي: «نناشد الحكومة المركزية وجميع المنظمات الدولية الإنسانية تقديم العون والمساعدة لعودة سكان ناحية الخيرات الذين لم يعد باستطاعتهم العودة والعيش وسط الدمار، إذ تجاوزت نسبة الأضرار جراء عمليات التفجير التي قام بها مسلحو تنظيم داعش وما خلفته المعارك لطرد التنظيم الإرهابي 70 في المائة من الأحياء والمباني والبنى التحتية في المدينة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.