يتعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق بعد نحو شهر من سيطرة تنظيم داعش وجبهة النصرة على القسم الأكبر منه، وبشكل يومي لقصف صاروخي والبراميل المتفجرة أدّى إلى دمار قسم كبير منه وإلى تراجع كبير في عدد سكانه من 160 ألفا قبل 4 سنوات إلى 7 آلاف حاليا عالقين داخله.
لم تستجب الأطراف المتقاتلة لدعوات الأمم المتحدة المتكررة لوقف العمليات العسكرية داخله والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين، لا بل احتدمت المواجهات أخيرا داخله بين الفصائل الفلسطينية وقوات الدفاع الوطني من جهة وعناصر تنظيم داعش و«النصرة» من جهة أخرى. وفي حين أكد خالد عبد المجيد، أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وأمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا، سيطرة التنظيمين فقط على 40 في المائة من مجمل مساحة المخيم، أشار مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إلى استمرارهما بالسيطرة على 80 في المائة من مساحته.
عبد المجيد أبلغ «الشرق الأوسط» عن «اشتباكات عنيفة يشهدها المخيم تتراجع حدتها أحيانا»، لافتا إلى أنها قد أدّت إلى «دحر عناصر (داعش) إلى المنطقة الجنوبية من المخيم المحاذية للحجر الأسود». وأضاف «أما كتائب (أكناف بيت المقدس) فتتمركز في وسط المخيم وتنسّق مع الفصائل الفلسطينية المقاتلة». ونفى عبد المجيد وجود أي نية لدى النظام السوري لاقتحام المخيم مشيرًا إلى أن قواته تشارك في المعارك المحتدمة في شارع الثلاثين والحجر الأسود المتاخمين لـ«اليرموك»، ومذكرا بوجود «اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل الفلسطينية بأن تتولى الأخيرة التصدي لـ(داعش)».
وأفاد عبد المجيد بوضع «مأساوي وصعب جدا» يرزح تحته 7 آلاف مدني من سكان اليرموك الذين لم يغادروه، مشيرا إلى أنّهم غير قادرين على الإطلاق على التحرك داخله.
من ناحية ثانية، قال رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيير كرينبول في وقت سابق إن «السلطات السورية تسمح بدخول محدود للمساعدات الإنسانية إلى المخيم»، واصفا الحياة داخله بـ«الجحيم». وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن سكان المخيم باتوا محاصرين بين العناصر المسلحة داخل المخيم وقوات النظام خارجه. وحول الوضع قال رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «المخيم يتعرض وبشكل يومي لقصف صاروخي وبالبراميل المتفجرة»، مستبعدا أن يكون النظام بصدد اقتحام المخيم، نظرا لعدم قدرته على ذلك وعدم امتلاكه الكثير اللازم لخوض المعركة. وتحدث عبد الرحمن عن تعزيزات للنظام في محيط المخيم وليس عن حشود. وأضاف: «هناك معلومات عن تحضيرات لعملية عسكرية لاقتحام المخيم من قبل منظمات فلسطينية مؤيدة للنظام على أن تُغطى ناريا من قبل القوات الحكومية».
ما يذكر أن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، كان أعلن في التاسع من الشهر الماضي أن أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك توافقت على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لإخراج تنظيم داعش منه، إلا أنه وبعد ساعات عادت المنظمة لتسحب موقفها هذا مؤكدة في بيان رفضها الانجرار إلى أي عمل عسكري مهما كان نوعه أو غطاؤه داخل المخيم، ودعت لـ«اللجوء إلى وسائل أخرى حقنا لدماء شعبنا ومنعا للمزيد من الخراب والتهجير لأبناء المخيم». وأعلن زكريا الآغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين قبل أيام عن زيارة وفد المنظمة برئاسته إلى سوريا يوم غد الاثنين للقاء المسؤولين السوريين ومعالجة أزمة مخيم اليرموك. وأشار الآغا إلى أن الحكومة السورية اعتذرت عن لقاء الوفد الأسبوع الماضي بسبب انشغالاتها وارتباطها بمواعيد أخرى، فتم تحديد الاثنين موعدا جديدا للقاء.
سوريا: مخيم اليرموك في مرمى البراميل المتفجرة والصواريخ وسط معلومات عن تحضيرات لاقتحامه
عدد سكانه انخفض إلى7 آلاف وتعزيزات للنظام على تخومه
سوريا: مخيم اليرموك في مرمى البراميل المتفجرة والصواريخ وسط معلومات عن تحضيرات لاقتحامه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة