المتمردون يقمعون مظاهرات تطالب بالوقود.. والمقاومة تتصدى لتغلغل ميليشيات حوثية في الضالع

الطيران يقوم بضربات نوعية في صنعاء.. ومقاومة عدن تطالب بتدخل بري

المتمردون يقمعون مظاهرات تطالب بالوقود.. والمقاومة تتصدى لتغلغل ميليشيات حوثية في الضالع
TT

المتمردون يقمعون مظاهرات تطالب بالوقود.. والمقاومة تتصدى لتغلغل ميليشيات حوثية في الضالع

المتمردون يقمعون مظاهرات تطالب بالوقود.. والمقاومة تتصدى لتغلغل ميليشيات حوثية في الضالع

كثفت قوات التحالف قصفها لمواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات التي تشهد مواجهات.
وذكر شهود عيان في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن طيران التحالف العربي استهدف، أمس «ميدان السبعين يوما»، قرب دار الرئاسة في جنوب العاصمة صنعاء، وأسفر القصف عن تدمير جانب من الميدان. وأشارت المعلومات إلى أن عمليات القصف تمت عقب قيام الميليشيات الحوثية بمحاولة إزالة الحواجز الخرسانية الممتدة على طول الميدان والتي تقسمه إلى شوارع واتجاهات، حيث يعتقد أن الهدف كان تحويل الميدان إلى مدرج للطائرات للإقلاع أو الهبوط. وقد نفى مسؤول في السلطة المحلية بصنعاء هذه المعلومات. ويسود اعتقاد في الشارع اليمني بأن أنفاقا واسعة توجد أسفل الميدان وترتبط مباشرة بدار الرئاسة، وهي أنفاق بنيت في عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وكانت عبارة عن ممرات يتنقل خلالها من منطقة إلى أخرى في جنوب العاصمة.
وشملت عمليات القصف، في العاصمة، مطار صنعاء الدولي وأجزاء من «قاعدة الديلمي» الجوية العسكرية. وامتد قصف طيران التحالف ليمتد إلى منطقة حريب في محافظة مأرب. وبحسب شهود عيان فقد استهدفت الطائرات المنطقة بنحو تسع غارات جوية هي الأعنف في تلك المناطق منذ اندلاع المواجهات، الشهر الماضي. ويحاول الحوثيون السيطرة على مدينة مأرب، عاصمة المحافظة، لكنهم يواجهون مقاومة شرسة من القوات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية الدستورية.
على صعيد آخر، شهدت مدينة إب، في وسط اليمن، أمس، مظاهرات حاشدة للمواطنين الرافضين لوجود الميليشيات الحوثية والحرب على المدن. وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المختطفين لدى الميليشيات من خصومها السياسيين. في حين شهدت بعض المناطق مظاهرات أخرى، منها محافظة حجة، وذلك للتنديد بانعدام المشتقات النفطية والكهرباء والغاز المنزلي وغيرها من الخدمات الضرورية لحياة المواطنين. ويقول الكثير من المواطنين اليمنيين إن الكثير من عناصر وقيادات الميليشيات الحوثية يقومون بعملية المتاجرة في المشتقات النفطية التي انعدمت، بشكل كامل، في الوقت الذي أكدت فيه الكثير من التقارير أن الحوثيين خصصوا كميات البنزين والديزل المخصصة للمواطنين، لما يسمونه «المجهود الحربي».
وفي التطورات في جنوب اليمن، استمرت المواجهات المسلحة في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى. وقال مصدر في قيادة المقاومة في عدن، لـ«الشرق الأوسط»، إن عدن بحاجة إلى قوات برية لتأمين المناطق التي تم دحر القوات المتمردة منها، من أجل عدم عودة جيوب تلك القوات لفتح جبهات جديدة. وأضاف المصدر أن وجود قوات نظامية في عدن «بات ضرورة قصوى، إضافة إلى أن وجود مؤسسات للدولة سوف ينهي كل ازدواجية وتشتت لقوى المقاومة والمنظمات الإغاثية العاملة في عدن». وأشار المصدر إلى أن جماعة الحوثي وصالح «مستميتة وتحاول، بكل الصور والأشكال، الدخول إلى قلب عدن والسيطرة عليها»، لكنه أكد أن «طرق الإمدادات لتلك القوات الغازية قد قطعت بالكامل، وما تحتاجه المقاومة هو المزيد من الصمود».
على صعيد التطورات الميدانية في محافظة الضالع، التي تعد من أقوى الجبهات في الجنوب إلى جانب عدن، عاشت المدينة ساعات من التراشقات والاشتباكات التي سمعت أصواتها فجر وعصر أمس السبت. وقال مصدر في المقاومة بمدينة الضالع، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الرئيس المخلوع وزعيم جماعة الحوثيين استخدمت مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأشار المصدر إلى أن المواجهات ناتجة عن محاولة تسلل لميليشيات الحوثي المدعومة بكثافة نيرانية، إذ تم التصدي لهذا التغلغل إلى أحد مواقع المقاومة في غرب مدينة الضالع والقضاء على المجموعة التي تسللت ليلا إلى منزل قريب من موقع المقاومة، والاستيلاء على سلاحها، لافتا إلى أن المقاومة خسرت في مواجهات أمس شابا اسمه مهدي علي محمد علي، إلى جانب إصابة أربعة أفراد منهم اثنان في حالة خطرة، وخمستهم تم ضربهم بقذيفة دبابة.
وعلى الصعيد ذاته، وفي جبهة سناح (20 كم شمال مدينة الضالع)، نجحت المقاومة في هذه الجبهة في تفجير طقم عسكري تابع للقوات الخاصة. وأكد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، أن كمينا نصبته المقاومة أمس السبت عند الساعة الحادية عشرة في الخط العام أمام مستوصف الأبجر، ونجح في تدمير طقم وقتل أفراده. وكانت المقاومة في الجبهة ذاتها (سناح) قد أفشلت محاولة لإدخال تعزيزات من مدينة قعطبة شمالا إلى مدينة الضالع جنوبا. وذكر مصدر في جبهة سناح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك عدة محاولات لإدخال هذه التعزيزات من مدينة قعطبة التي تعد مؤخرة للقوات الموالية لصالح والحوثي، إذ كانت المدينة قد استقبلت تعزيزات فمنذ أربعة أيام، والتعزيزات متواصلة من صنعاء إلى قعطبة وعن طريق نقيل الشيم وكذا طريق إب. وأضاف أن هذه التعزيزات تم توزيعها على عدة مناطق حول قعطبة خشية ضربات طيران التحالف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».