علاوي لـ {الشرق الأوسط} : قرار الكونغرس بشأن تسليح السنة والأكراد تملص عما يجري في العراق

نفى اتهامه للعبادي بإقصاء السنة

إياد علاوي
إياد علاوي
TT

علاوي لـ {الشرق الأوسط} : قرار الكونغرس بشأن تسليح السنة والأكراد تملص عما يجري في العراق

إياد علاوي
إياد علاوي

عبر نائب رئيس جمهورية العراق الدكتور إياد علاوي عن انتقاده لمشروع القانون المقدم من قِبل لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي بشأن تمويل والتعامل مع البيشمركة والمناطق السُنية. وقال علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الكونغرس الأميركي قدم هذا المشروع لتبرير فشله السياسي في دعم العراق ووحدته واستقراره الأمني وهو بهذا القرار أعلن التأكيد على حالة الهروب والتملص من مما يجري في العراق من تدهور أمني.
وأضاف علاوي «إن العراقيين لا يتلقون التعليمات من جهات خارجية أو من لجان في إحدى البرلمانات العالمية، ورغم أن الحكومة الأميركية لم تقم بإصدار أي تصريح حول مشروع القرار فإن هذا القرار نحن نرفضه رفضا قاطعًا لأنه يمس بسيادة العراق وتدخل سافر في شؤونه كدولة».
ونفى علاوي ما تناقلته وسائل الإعلام نقلاً عن صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية حيث نسبت أقوالا لنائب رئيس الجمهورية إياد علاوي مفادها بأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يحتفظ باستقلالية العراق، وأن العبادي قد انتهج سياسة إقصائية تجاه السنة، وهذا ما نفاه علاوي، وقال: «أنا ذكرت للصحيفة (أن سياسات الإقصاء والتهميش وتبني الطائفية السياسية هي التي أوصلت البلاد إلى ما نحن فيه)، وفيما يخص المصالحة الوطنية ذكرت (أن المصالحة هي ليست بين السنة والشيعة، وهذا ما نردده دائما. إنها (تكمن في الخروج من الطائفية السياسية من جهة وانتهاج سياسة التسامح والعفو من جهة أخرى)». وأن ما جاء بأقوال بعض الصحف نقلاً عن الصحيفة الفرنسية هو محض كذب وتحريف في أجزاء كبيرة منه، وسيتم التحقق من الصحيفة حول تطابق النشر مع مضامين التصريحات.
في غضون ذلك قررت رئاسة مجلس النواب العراقي، أول من أمس الخميس، رفع الجلسة الـ33 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الأولى إلى اليوم السبت، فيما شهدت الجلسة التصويت على تمديد الفصل التشريعي لمدة 30 يوما، وتأجيل الرد على مشروع قرار الكونغرس بتسليح قوات البيشمركة والعشائر السنية إلى الأسبوع المقبل بسبب الخلافات التي نتجت عن القبول بالقرار ورفضه، قال النائب في البرلمان العراقي عضو لجنة الأمن والدفاع نايف الشمري لـ«الشرق الأوسط»» بأن سيادة العراق خط أحمر ولا نقبل ولن نسمح بتجاوزه وأن هذا القرار هو مس بسيادة واستقرار وأمن العراق ووحدته ووحدة شعبه. وأضاف الشمري «نعم نحن طالبنا بتسليح عشائرنا وأبناء مناطقنا في الأنبار وصلاح الدين والموصل من أجل التصدي لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي، وطالبنا الحكومة الأميركية بتنفيذ التزاماتها في ما يتعلق بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق وأميركا وإرسال السلاح والعتاد والمشاركة الفعلية عن طريق الإسناد الجوي، ولكن نحن طلبنا هذا التجهيز أن يكون عن طريق الحكومة المركزية وليس العمل بشكل مباشر مع مكونات هي تتبع أصلاً لسيادة العراق ولحكومة العراق، نرفض هذا القرار وسنرفضه جميعًا في البرلمان العراقي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».