هل نحتاج حقا إلى تربة لزراعة حديقة مستدامة؟ الجواب لا، إذ يمكنك زراعة نباتات وسط الهواء، أو تعويمها في مياه غنية بالمعادن، أو إضافة مواد مغذية لمحصول عضوي باستخدام السمك للحصول على مواد مخصبة. ويمكن استخدام كل تلك الطرق داخل المنزل وطوال أيام العام.
* زراعة دون تربة
* قد تكون تكنولوجيا الزراعة المائية هي الأشهر في مجال الزراعة دون تربة Hydroponics، وتشمل تلك الطريقة زراعة النباتات بتعويم جذورها في مياه معززة كيميائيا، ويمكن أتمتة العملية بواسطة نظم لضبط الوقت المخصص لها العملية. وهناك أنظمة منها تكون محمولة. أما طريقة التربية المائية Aquaponics فتجمع بين تربية الأسماك في أحواض، وبين طريقة الزراعة المائية. ويتم ضخ المياه الغنية بفضلات الحيوانات العضوية من حوض سمك إلى أحواض زراعة النباتات حيث يتم فيها استخلاص المواد المغذية. ويتم بعد ذلك إعادة استخدام المياه التي تم تنقيتها إلى حوض الأسماك حيث يتم تجديد إنتاج النترات.
ولا يتم استخدام وسيلة نمو في الزراعة الهوائية Aeroponic، حيث يتم تعليق النباتات في أعلى حاويات، ويتم ترطيب الجذور بمحلول غني بالمواد المغذية. وتقول سيلفيا برنشتاين، صاحبة «أكوابونيك سورس» في لونغمونت في كولورادو: «التكنولوجيا التي تحفز هذا التوجه، الذي لا يقوم على استخدام تربة، هي نشر أضواء قليلة الاستهلاك للطاقة وشديدة الفعالية في عملية الإنبات». وأضافت في حديث نقلته وكالة «أسوشييتد برس»: «مع تلك الأضواء، يمكن لأي مساحة أن تكون حديقة طوال أيام العام. لقد عملت مع ناس يزرعون في الأقبية، وأماكن ركن السيارات، وغرف غسيل الملابس، والمخازن، والحجرات الدراسية».
وأوضحت أنه من السهل تعلم تلك الأنظمة والحفاظ عليها. وقالت: «أولا لن يكون هناك حشائش. ولأنك تستطيع وضع حوض الزراعة على أي ارتفاع يناسبك، يمكن جعل الانحناء والانثناء في أدنى حد له». كذلك الري أسهل خاصة في طريقة التربية المائية. وأوضحت برنشتاين قائلة: «إنك تلقي نظرة على الأحواض مرة خلال فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، على عكس طريقة الزراعة التقليدية، التي تحتاج إلى ري يومي لأي حديقة في الخارج».
وطريقة الزراعة المائية ليست طريقة معقدة لزراعة الخضراوات حسب ما أوضح ريتشارد تيسون، مدير مركز «أورانج كاونتي» بولاية فلوريدا. وقال تيسون: «نظام التعويم من أقل الأنظمة تكلفة، ولا يتضمن قدرا كبيرا من التكنولوجيا، وطالما أنك لا تريد سوى زراعة خضراوات السلطة والأعشاب، فهو واحد من أفضل الأنظمة التي تناسب المبتدئين».
* أسماك ونباتات
* أما بالنسبة إلى الحدائق التي تزرع بتقنية الزراعة الهوائية، فهي لا تحتاج سوى إلى مساحة صغيرة، لذا تلقى قبولا لدى من يسكنون الشقق. مع ذلك البيئة الرطبة عرضة لنمو البكتريا والأمراض، لذا يجب الحفاظ على نظافتها. ويمكن استخدام تقريبًا أي مياه عذبة تستطيع الأسماك العيش بها في تقنية التربية المائية بداية بسمك الزينة الذهبي، ومرورا بالقرموط، ووصولا إلى جراد البحر. يمكن شراء السمك من مزارع مرخصة، ويمكن شراء الأدوات المستخدمة في الزراعة المائية والهوائية من المتاجر المتخصصة والمتاجر على الإنترنت.
وقالت برنشتاين: «أفضل سمك يمكن تربيته بطريقة التربية المائية هو السمك الذي يلائم أغراضك سواء كان غرضك تناوله كطعام أم الاستمتاع بتربيته أم الاثنين معا. ويساعد هذا على زراعة النباتات التي تهتم بزراعتها». وأشارت إلى أن السمك البلطي الذي ينمو سريعا من الأنواع المنتشرة. وأوضحت قائلة: «يمكنك دائما تناول تلك السمكة مكتملة النمو». وأضافت: «في المستقبل غير البعيد أعتقد أن الحدائق، التي تتم زراعتها بطريقة الزراعة المائية، سوف تنتشر وتصبح سائدة. وسوف يبدأ أصحاب المنازل يفكرون في هذا الأمر في إطار بيئة تحضير الطعام ليكون بمثابة مزرعة».