رئيس الائتلاف السوري يحث واشنطن على إقامة «مناطق آمنة» بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي

كيري: يجب ملاحقة الأسد قضائيًا على الجرائم التي ارتكبها

وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في طريقهما إلى مؤتمر صحافي بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في طريقهما إلى مؤتمر صحافي بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

رئيس الائتلاف السوري يحث واشنطن على إقامة «مناطق آمنة» بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي

وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في طريقهما إلى مؤتمر صحافي بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في طريقهما إلى مؤتمر صحافي بواشنطن أمس (أ.ف.ب)

دعا الدكتور خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض واشنطن إلى المساعدة في إقامة مناطق آمنة داخل سوريا في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، وشكر أثناء لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مبنى الخارجية الأميركية بواشنطن، الولايات المتحدة لتقديمها أكثر من 3 مليارات دولار كمساعدات للشعب السوري منذ اندلاع أعمال العنف في 2011. وفي هذه الأثناء أعلن النظام السوري التنسيق العسكري مع إيران، أصدر الرئيس بشار الأسد الخميس مرسوما يقضي بتوفير العلاج المجاني وحسومات على أجرة النقل لعائلات القتلى والمفقودين من نظامه جراء النزاع المستمر منذ أربع سنوات.
وقال خوجة في واشنطن إنه اطلع كيري على آخر التطورات السياسية والعسكرية، وأضاف: «نحن هنا أيضا لنطلب مساعدة الولايات المتحدة في إقامة مناطق آمنة في المناطق المحررة». ومن جهته، رد وزير الخارجية الأميركي بتكرار القول، إن الأسد «فاقد الشرعية، وهو ليس جزءا من مستقبل سوريا». وأردف: «يجب ملاحقته قضائيا (..) على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري». وجاء هذا اللقاء في العاصمة الأميركية قبيل مشاركة وفد من الائتلاف السوري المعارض في مناقشات تجري في جنيف الاثنين يجري خلالها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا محادثات منفصلة مع الأطراف المتنازعة في سوريا.
في هذه الأثناء، وفي طهران، تلقى وزير دفاع النظام السوري فهد جاسم الفريج وعودًا باستمرار الدعم الإيراني، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقال الفريج في ختام زيارة استغرقت يومين التقى خلالها مسؤولين إيرانيين، إن «التنسيق والتعاون المشترك ضروري ومهم في مختلف المجالات ومنها الاقتصادية والعسكرية بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة». وفي المقابل، أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان حسب وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية: «توافق الطرفين على مواصلة التعاون الثنائي لمواجهة الإرهاب والتطرف والعنف بهدف إرساء الاستقرار في المنطقة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.