في خرق واضح للقانون.. الجيش الإسرائيلي يعتقل طفلاً عمره 6 سنوات فقط

ارتفاع عدد الأسرى الأطفال إلى ألف حالة سنة 2014

في خرق واضح للقانون.. الجيش الإسرائيلي يعتقل طفلاً عمره 6 سنوات فقط
TT

في خرق واضح للقانون.. الجيش الإسرائيلي يعتقل طفلاً عمره 6 سنوات فقط

في خرق واضح للقانون.. الجيش الإسرائيلي يعتقل طفلاً عمره 6 سنوات فقط

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية في حي وادي الجوز بالقدس الشرقية المحتلة، طفلين شقيقين، أحدهما في السادسة من العمر، والثاني في الثانية عشرة، بدعوى ضبطهما متلبسين بقذف الحجارة على حافلة ركاب، وتم منع ذويهما من الوصول إليهما، وخلال التحقيق معهما طرح عليهما المحققون أكثر من مرة السؤال التالي «هل تنوي الموت (شهيدا)؟».
ووقعت هذه الحادثة مساء أول من أمس، عندما دخلت الحي المذكور دورية من المستعربين (رجال الشرطة السرية اليهود الذين يجيدون اللغة العربية ويرتدون اللباس العربي)، وتوقفت بجانب الطفل (أ) الذي لا يتجاوز عمره ست سنوات ونصف السنة، وشقيقه الذي يبلغ من العمر 12 سنة، وقاموا باعتقالهما، بدعوى أن الطفلين ألقيا الحجارة على حافلة ركاب.
ومع أن القانون الإسرائيلي يمنع اعتقال أو احتجاز طفل يقل عمره عن 12 عاما، فإن الشرطة قامت باحتجاز الطفلين ونقلهما إلى موقف السيارات في مقر القيادة القطرية. وقد شاهد أبناء العائلة طفليهما يجلسان داخل سيارة الدورية حتى الساعة 11 ليلا، دون أن يسمح لهم بالاقتراب منهما. وعند حدود الساعة 11:30 ليلا فقط تم نقل الطفلين إلى محطة الشرطة، أطلق سراح الطفل الأصغر في الساعة الثالثة والنصف فجرا.
وحول عملية الاعتقال قال عم الطفلين للصحافيين الذين تم استنفارهم من جمعيات حقوق الإنسان: «لم يسمحوا لنا طوال هذا الوقت برؤيتهما، فقلت للشرطي: أليس لديك أطفال؟ هذا طفل عمره ست سنوات ونصف السنة فقط، ويحاصره أفراد الشرطة المسلحون، دعونا نره، لكنهم طردونا». وأضاف والد الطفل إيهاب، أنه طلب من الشرطة السماح لولديه بتناول الطعام والشراب، فوعدوه بأنهم سيفعلون ذلك، ولكن عندما أطلق سراح الطفل الصغير قال لوالده إنهم لم يقدموا له حتى كأس ماء، وكان فمه جافا نتيجة الجوع والعطش»، حسب تصريح الأب.
وعندما أطلق سراح الطفل في الساعة 3:30 فجرا، أطلع المحققون والد الطفل على برتوكول التحقيق معه. وقال الأب حول تفاصيل التحقيق مع ابنه: «لقد سأله المحقق إن كان يريد أن يصبح (شهيدا)، وإن كان يريد الموت، فقال له: نعم. وقد قلت للشرطي: ما الذي اعتقدت أنه سيقوله؟ إنه خائف. وصباح أمس، أحضرت الشرطة الطفل الثاني إلى المحكمة وطلبت تمديد اعتقاله لثلاثة أيام، لكن القاضي قرر إطلاق سراحه بشروط مشددة، بينها دفع كفالة مالية عالية، ونقله للاعتقال المنزلي في تل أبيب، كما تم مساء أمس اعتقال ابني عمه (13 و15 عاما) أيضا بشبهة رشق الحجارة». وبهذا الخصوص قال المحامي باسم أسعد، الذي يترافع عن الطفل الصغير من قبل الدفاع العام: «لا أعرف في أي دولة في العالم يعتقلون طفلا في السادسة والنصف من عمره لمدة ثماني ساعات، قبل أن يسمحوا لذويه برؤيته. إن الأطفال في هذا الجيل لا يتحملون المسؤولية الجنائية ويمنع حتى التحقيق معهم».
وادعت الشرطة أنه «تم القبض على الطفلين متلبسين برشق الحجارة على الحافلة، وتم إخراجهما من المنطقة لمنع وقوع شغب، وتمت دعوة ذويهما لمركز الشرطة، وبعد انتهاء التحقيق معهما تم إطلاق سراح الطفل الصغير وتحويل تقرير إلى خدمات الرفاه، فيما تم تقديم الثاني إلى المحكمة».
وتأتي هذه العملية ضمن سياسة التخويف التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية. وبموجبها تقتحم قوات الجيش بيوت المواطنين في ساعات الليل المتأخرة وحتى الفجر، وتطلب الأطفال بالاسم، وبعدما تحدث أجواء من الرعب، تهددهم وتهدد أهاليهم، ثم تغادر المكان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.