«المقاومة الشعبية» الموالية للشرعية في اليمن تستعيد بعض القطاعات من الحوثيين

مسؤول يمني: البلاد ستشهد انقطاعا للاتصالات والإنترنت بشكل كلي خلال أسبوع

«المقاومة الشعبية» الموالية للشرعية في اليمن تستعيد بعض القطاعات من الحوثيين
TT

«المقاومة الشعبية» الموالية للشرعية في اليمن تستعيد بعض القطاعات من الحوثيين

«المقاومة الشعبية» الموالية للشرعية في اليمن تستعيد بعض القطاعات من الحوثيين

تبادل المتمردون الحوثيون ومقاتلو فصائل محلية موالية للشرعية، إطلاق نيران المدفعية وقذائف المورتر في حي خور مكسر في عدن بمحيط المطار خلال ليل أمس (الأربعاء).
وقتل عشرات المقاتلين من الجانبين خلال الصراع.
وقال سكان ان ستة حوثيين على الاقل واثنين من الفصائل المحلية قتلوا في اشتباكات الليلة الماضية.
وقال خالد بحاج نائب الرئيس اليمني إن انقسام جيش اليمن خلال الصراع يساعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب -وهو أنشط فروع القاعدة- وان الحوثيين لا يواجهون التنظيم.
وقال في تصريحات صحافية، ان الحوثيين يحاربون شعب اليمن لا "القاعدة"، مشيرا الى أن التنظيم تقدم واستولى على بعض المواقع في اليمن بسبب الفراغ الأمني والعسكري.
من جهة أخرى، كثف التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته الجوية اليوم (الخميس) على مواقع للمتمردين الحوثيين في جنوب اليمن، حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين مقاتلين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة.
وأشارت مصادر مؤيدة للرئيس المعترف به دوليا، الى ان مقاتلات قصفت مواقع للحوثيين في خور مكسر ودار سعد في عدن (جنوب) ما ساعد المقاتلين للموالين لهادي في استعادة السيطرة على بعض القطاعات.
واشارت مصادر في "المقاومة الشعبية" الى ان مواقع المتمردين تعرضت لغارات جوية في محافظتي لحج وأبين في الجنوب.
كما قصف طيران التحالف الذي تقوده السعودية اليوم معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة تعز وسط اليمن.
وقالت مصادر محلية يمينة إن التحالف شن عدة غارات جوية على معسكر قوات الأمن الخاصة، مرجحين سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين المرابطين في المعسكر.
وأضافت المصادر أن أعمدة الدخان تصاعدت من الموقع، وسمع دوي انفجارات عنيفة في محيط المعسكر الواقع تحت سيطرة القوات الموالية لجماعة أنصار الله الحوثية.
ويأتي ذلك تزامناً مع قصف عنيف شنه الحوثيون على منطقة "الكمب" قرب القصر الجمهوري في تعز، بحسب المصادر.
وتشهد مدينة تعز منذ أكثر من أسبوع اشتباكات مسلحة بين القوات الحوثية والمقاومة الشعبية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
على صعيد آخر، أكد سامي شبيل رئيس نقابات البريد والاتصالات في الجمهورية اليمنية، اليوم، أن الاتصالات السلكية واللاسلكية وخطوط الإنترنت ستنقطع بشكل كلي في اليمن خلال أقل من أسبوع.
وقال شبيل إن وزارة النفط وفرت 10 آلاف لتر من مادة الديزل، بينما تشغيل الاتصالات في العاصمة صنعاء ليوم واحد فقط يحتاج إلى ضعف الكمية.
وأشار إلى أن مسألة انقطاع الاتصالات عن اليمن واردة خلال أقل من أسبوع، في حال لم تحُل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن حتى وإن صرح وزير الاتصالات بأن ذلك الأمر غير صحيح.
وأكد شبيل أنه خلال اليومين القادمين ستنقطع الاتصالات بشكل كلي عن أربع مدن يمنية هي عدن ولحج والضالع وأبين، على الرغم من وجود مخزون خاص من مادة الديزل لتلك المناطق. وأشار إلى عدم استطاعتهم إيصال مادة الديزل إلى تلك المناطق جراء استمرار الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية رغم المحاولات المستمرة معهم للسماح بإيصال مادة الديزل لاستمرار الاتصالات في هذه المدن المنكوبة، إلا أن هذه الأطراف لم تسمح بذلك.
وقال شبيل إن محافظة تعز الواقعة وسط اليمن هي الأخرى ستشهد خلال اليومين القادمين انقطاعا في شبكة الاتصالات اللاسلكية، يليها بعد أيام الاتصالات السلكية وخطوط الإنترنت.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.