مقال صحافي يتسبب في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا

الرئيس الموريتاني يحذر الصحافيين من الارتباط بأي «أجندات خارجية»

مقال صحافي يتسبب في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا
TT

مقال صحافي يتسبب في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا

مقال صحافي يتسبب في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا

تسبب مقال نشره صحافي موريتاني عبر موقع إلكتروني إخباري، الأسبوع الماضي، في أزمة دبلوماسية بين الجارتين موريتانيا والجزائر، وذلك بعد أن اتهمت السلطات الموريتانية دبلوماسيًا جزائريًا بالوقوف وراء المقال، الذي رأت فيه «محاولة للمساس بعلاقاتها الخارجية».
المقال المثير للجدل تحدث عن شكوى تقدمت بها موريتانيا لدى الأمم المتحدة من كميات المخدرات الكبيرة التي تدخل من المغرب، وتمر عبر الأراضي الموريتانية باتجاه شمال مالي غير المستقر، لكن موريتانيا نفت ما أورده المقال، وقالت مصادر شبه رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن «ما أورده المقال غير صحيح ويسعى إلى التأثير على العلاقات الموريتانية بالمغرب».
وفي سياق تعاملها مع المقال، قررت السلطات الموريتانية الجمعة الماضية طرد الدبلوماسي الجزائري بلقاسم شرواطي، الذي يعمل مستشارًا أول في السفارة الجزائرية في نواكشوط، كما أوقفت الصحافي الذي نشر المقال وحققت معه لثلاثة أيام قبل أن تفرج عنه بكفالة.
من جهتها، ردت السلطات الجزائرية على نظيرتها الموريتانية بمبدأ المعاملة بالمثل، وطردت دبلوماسيًا موريتانيًا من نفس رتبة شرواطي. وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إن تصرف السلطات الموريتانية «غير مفهوم»، وطلبت من السفير الموريتاني بالجزائر «تقديم توضيحات» خلال لقاء لم يدم أكثر من أربع دقائق.
في غضون ذلك، التزمت السلطات الرسمية الموريتانية الصمت تجاه الموضوع، فيما عقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لقاء مع ممثلين عن الهيئات الصحافية في بلاده، حذرهم فيه مما قال إنه «ارتباط بجهات أجنبية». وقال إن الدولة لن تتساهل مع الصحافيين الذين يرتبطون بأجندات قد توثر على مصالح موريتانيا.
وأفاد مصدر صحافي حضر اللقاء، الذي استمر لساعتين بمكتب الرئيس في القصر الرئاسي بنواكشوط، بأن ولد عبد العزيز أكد للصحافيين تمسكه بحرية الصحافة في موريتانيا، لكنه في الوقت نفسه انتقد بشدة ما قال إنه «سلوك بعض الصحافيين الذين تسخرهم جهات أجنبية للمس بمصالح موريتانيا». وأضاف موضحا أنه يتوجب «على الصحافيين أن يعبروا عن وجهات نظرهم الشخصية، ولكن عليهم أن يكونوا حذرين من استغلالهم من طرف جهات خارجية لنشر أخبار تسيء لمصالح موريتانيا».
وفي سياق حديثه عن استغلال الصحافيين من طرف من وصفها بـ«الجهات الخارجية»، تطرق ولد عبد العزيز إلى حادثة طرد الدبلوماسي الجزائري بلقاسم شرواطي، الذي اتهمه بتسريب معلومات تسيء لمصالح موريتانيا إلى أحد الصحافيين. كما أشار إلى حادثة سابقة طردت فيها موريتانيا صحافيًا مغربيًا عام 2011 بعد اتهامه بربط «علاقات مشبوهة» مع بعض الصحافيين الموريتانيين للتأثير على مصالح موريتانيا.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.