الجيش التونسي يفكك ألغامًا زرعها مسلحون في جبل السلوم

الرئيس الألماني يقف أمام اللوحة التذكارية لضحايا الإرهاب في متحف باردو

الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت ووزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر يقفون أمام اللوحة التذكارية لضحايا الإرهاب في متحف باردو بالعاصمة التونسية صباح أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت ووزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر يقفون أمام اللوحة التذكارية لضحايا الإرهاب في متحف باردو بالعاصمة التونسية صباح أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش التونسي يفكك ألغامًا زرعها مسلحون في جبل السلوم

الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت ووزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر يقفون أمام اللوحة التذكارية لضحايا الإرهاب في متحف باردو بالعاصمة التونسية صباح أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الألماني يواكيم غوك وزوجته دانييلا شادت ووزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر يقفون أمام اللوحة التذكارية لضحايا الإرهاب في متحف باردو بالعاصمة التونسية صباح أمس (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع التونسية، أمس، عن تفكيك عدد من الألغام زرعتها جماعات مسلحة في جبل السلوم، التابع لولاية القصرين خلال عملية عسكرية ضد عناصر إرهابية.
وأفاد المتحدث لحسن الوسلاتي، في تصريح لوسائل الإعلام، أمس، بأن الوحدات العسكرية ففكت 11 لغمًا زرعتها جماعات مسلحة خلال عملية عسكرية في جبل السلوم المحاذي لجبل الشعانبي، الذي يعد البؤرة الرئيسية لعناصر «كتيبة عقبة بن نافع» التي تقف وراء أغلب العمليات الإرهابية في تونس، بما في ذلك أحداث متحف باردو.
وكانت العملية العسكرية، التي انطلقت الأربعاء الماضي، قد أفضت إلى القضاء على 14 إرهابيا كانوا متحصنين في الجبل، في مقابل مقتل ثلاثة جنود في صفوف الجيش.
وعلى صعيد متصل، قال محمد ناجم الغرسلي، وزير الداخلية التونسي، إن الوضع الأمني بدأ يتحسن بشكل تصاعدي، وأقر في المقابل بوجود عدة صعوبات تقف في وجه الوحدات الأمنية والعسكرية خلال تعاملها مع المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال، ومن أبرزها صعوبة الحصول على المعلومات الاستخباراتية الضرورية لاستباق العمليات الإرهابية وإبطالها في المهد.
وأضاف الغرسلي على هامش يومي دراسي حول موضوع «الإرهاب والإعلام بين الهاجس الأمني والحق في المعلومة»، أن استراتيجية وزارة الداخلية تغيرت بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية، وأن القيادات الأمنية أصبحت مقتنعة بأن العمل الأمني يجب ألا يتضارب مع حرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات. وتضمن برنامج اليوم الدراسي عددا هاما من المداخلات تناولت «الاستراتيجية الإعلامية لوزارة الداخلية في تغطية الأحداث الإرهابية»، و«الإعلام والإرهاب والمقاربة القضائية»، ودعا الغرسلي خلال نفس المناسبة إلى القطع مع انحرافات الماضي، وكل المعلومات المبنية على الإشاعات التي من شأنها تعكير صفو النظام العام، على حد تعبيره.
من جهة ثانية، زار الرئيس الألماني يواكيم غوك صباح أمس متحف باردو بالعاصمة التونسية، وذلك في نهاية زيارة إلى تونس دامت ثلاثة أيام. ووقف أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء ضحايا الهجوم الإرهابي الذي شهده هذا المتحف يوم 18 مارس (آذار) الماضي، والذي أودى بحياة 21 سائحا أجنبيا وجرح 43 آخرين. كما طاف الضيف الألماني بعدد من قاعات المتحف، الذي يعد الأكبر على المستوى المحلي، وأبدى تعاطفه مع السلطات التونسية في حربها على الإرهاب، مشيرا إلى أن الحلول الاقتصادية قد تخفف الكثير من الضغوط المسلطة على تونس، والتي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الإرهاب.
وكان الرئيس الألماني قد عبر خلال لقائه أول من أمس مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن دعم بلاده للمسار الانتقالي في تونس، ومساندتها للتوجه السياسي المبني على التوافق بين الحكومة ومختلف الأحزاب السياسية. وقد اعتبر عدد من المحللين السياسيين والاقتصاديين أن زيارة الضيف الألماني إلى تونس واطلاعه على أحد المشاريع الألمانية الناجحة قد تفتح شهية رأس المال الألماني للتوجه إلى تونس.
وعلى صعيد منفصل، شهدت تونس خلال اليومين الماضيين موجة من الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بتحسين رواتب العاملين في عدة قطاعات، ومن بينها قطاع الصحة والقضاء والاتصالات. كما هددت عدة قطاعات أخرى بشن مجموعة من الإضرابات، من بينها قطاع التعليم.
وفي هذا السياق، نفذ القضاة خلال يومي 28 و29 أبريل (نيسان) الحالي إضرابا في مختلف المحاكم التونسية، احتجاجا على القانون المنظم للمجلس الأعلى للقضاء، واتهموا الحكومة بالسعي إلى خرق الدستور، ومحاولة السلطة التنفيذية، ممثلة في وزارة العدل، والسيطرة على السلطة القضائية بالترفيع في عدد القضاة المعينين من قبل الحكومة على حساب عدد القضاة المنتخبين ضمن تركيبة المجلس الأعلى للقضاء.
كما نظم موظفو قطاع الصحة العمومية (نحو 50 ألف موظف) إضرابا عن العمل دام يومين، وذلك للتنديد بالوضع المتردي الذي بات يعاني منه قطاع الصحة، حسب بيان الجامعة العامة للصحة (الهيكل النقابي).
وتطالب الهياكل النقابية الناشطة في مجال الصحة بتأهيل القطاع الصحي، ومراجعة التعريفة المتعلقة بالصندوق التونسي للتأمين على المرض، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير أطباء الاختصاص في القطاع الصحي العام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.