السفير الإريتري لـ («الشرق الأوسط»): أسمرة تؤكد للرياض أهمية التنسيق للعمل المشترك

أفورقي أكد للملك سلمان توافق الرؤى حول المستجدات على المستويين والإقليمي والدولي

السفير الإريتري لـ («الشرق الأوسط»): أسمرة  تؤكد للرياض أهمية التنسيق للعمل المشترك
TT

السفير الإريتري لـ («الشرق الأوسط»): أسمرة تؤكد للرياض أهمية التنسيق للعمل المشترك

السفير الإريتري لـ («الشرق الأوسط»): أسمرة  تؤكد للرياض أهمية التنسيق للعمل المشترك

قال لـ«الشرق الأوسط»، محمد عمر محمود سفير إريتريا لدى السعودية، إن الرئيس أسياس أفورقي جدد تأكيد سعيه لتمتين علاقة أسمرة مع الرياض، مشيرا إلى أنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن قضايا المنطقة العربية، لا سيما الوضع الراهن في كل من اليمن وسوريا وليبيا.
وأضاف محمود أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التنسيق والتشاور على مستوى القيادة في البلدين، درءا للمخاطر التي تحيق بالمنطقة، وتستهدف أمنها وسلامة مواطنيها واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مؤكدا توافق الرؤى والأفكار بين الرئيس أفورقي وخادم الحرمين الشريفين.
كما أكد السفير الإريتري رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، مبينا أن فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين كبيرة جدا، موضحا أن بلاده تعتبر مصدرا كبيرا للثروة الحيوانية بجانب الثروة الزراعية، وتمثل مجالا خصبا يمكن للقطاع الخاص السعودي استغلاله بشكل أفضل مما هو عليه سابقا.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد عقد جلسة مباحثات مساء أول من أمس مع الرئيس الإريتري، بحث الطرفان خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا تطورات الأوضاع على المستويين الإقليمي والدولي، كما عقد الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، اجتماعا في العاصمة الرياض أمس، بالرئيس الإريتري، استعرضا خلاله تمتين العلاقات بين الرياض وأسمرة وسبل دعمها وتعزيزها في المرحلة المقبلة.
يشار إلى أن إريتريا تتمتع بثروة معدنية مهمة يجري استثمار بعضها استثمارًا تجاريًا، بجانب بعض الصناعات البسيطة التي يتركز معظمها في العاصمة أسمرة، ومن أهمها صناعة الجلود والسماد والكبريت والصابون وتعليب اللحوم والفواكه والأسماك، والنسيج والبلاستيك والإسمنت.
ومن أبرز المعادن المكتشفة الذهب واللغنيت والحديد والألمنيوم والفضة والنفط والنحاس والبوتاس والنيكل، بينما كشف النفط في جزيرة دهلك وجنوب شرقي مدينة مصوع، وتقع أكبر مناجم النحاس في منطقة دياروا قرب أسمرة، وتستخرج الاستثمارات اليابانية نحو 6 آلاف طن من النحاس شهريًا، وتتوسع الشركات الأميركية باستخراج الفوسفات وتسويقه منذ عام 1949. وتعتبر الزراعة في إريتريا من مصادر الاقتصاد المهمة في البلاد، إذ تعد إريتريا بلدًا زراعيًا رعويًا، يمارس فيه أكثر من 90 في المائة من مجموع السكان الزراعة والرعي، وتؤلف زراعة الحبوب نحو 87 في المائة من مجمل المحاصيل، وأهمها الذرة والقمح والشعير والطاف، وتتوزع بقية المزروعات بين البن والتبغ والقطن والفواكه المدارية.
وتصدر إريتريا منتجات الثروة البحرية الكبيرة من الأسماك والأصداف، وتزيد قيمة صادراتها السنوية فيها على 50 مليون دولار، غير أن حرفة الرعي تهيمن إلى جانب الزراعة على قطاعات واسعة من السكان. وتمتلك إريتريا نحو 10 ملايين رأس من الأبقار والجمال والأغنام، وتحاول الشركات الأجنبية استثمار الإنتاج الحيواني في صناعة اللحوم لتصديرها إلى الخارج.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».