ألقت الولايات المتحدة باللوم على الحوثيين في تجدد القصف الجوي الذي تقوده المملكة العربية السعودية واتهمت الحوثيين باستغلال الهدوء النسبي في الضربات الجوية لمواصلة التقدم في ساحة المعارك بدلا من تهيئة الساحة لمحادثات سلام. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي بنيويورك «ما حدث أن الحوثيين بدأوا الاستفادة من غياب الضربات الجوية وتحركوا ليس فقط في مناطق إضافية في عدن بل تحركوا أيضا في أجزاء أخرى في اليمن ويقومون بتحريك مدفعية وقوات ويستهدفون عناصر بالجيش اليمني».
وفي أول لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني منذ إعلان صفقة الاتفاق الإطاري النووي في لوزان السويسرية بداية الشهر الحالي، تصدرت الأزمة في اليمن المحادثات في نيويورك أول من أمس حيث دعا كيري وزير الخارجية الإيراني أن يقوم بدوره لمحاولة تقليل العنف والسماح ببدء المفاوضات.
وقال كيري «ينبغي أن يقرر اليمنيون مستقبل بلادهم وكل اليمنيين لديهم الحق في الجلوس على طاولة المفاوضات لكن مستقبل البلاد يجب أن يقرره اليمنيون على جانبي الصراع وليس من أطراف خارجية أو وكلاء».
بينما أبدى محللون مخاوفهم من سعى الإدارة الأميركية لمنح إيران مزيد من الهيمنة الإقليمية من خلال السماح بتنسيق الجهود الدبلوماسية بين الخارجية الأميركية والإيرانية وأشار محللون إلى أن خطة كيري لدفع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتدخل للضغط على الحوثيين للعودة إلى طاولة المفاوضات هو اعتراف بقوة النفوذ الإيراني في اليمن.
وأشار جيف راثكي نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن وجهة نظر الولايات المتحدة أنه من الواضح أن الأعمال العدائية من جانب الحوثيين ومؤيديهم هي السبب في اضطراب عملية الانتقال السياسي، مشيرا إلى أن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين للتوصل إلى الهدف النهائي وهو حوار سياسي يؤدي إلى انتقال سياسي سلمي ضمن إطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.
وقال راثكي «نرى بوضوح تام أن العدوان الحوثي هو الذي تسبب في هذا الانهيار وأدى إلى العمليات العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية»، نافيا ما ادعاه المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بنعمر من اتفاق وشيك بين الأطراف المتنازعة في اليمن قبل اندلاع عاصفة الحزم، وقال: «كان هناك جهود مضنية من الأمم المتحدة لكن الحوثيين للأسف رفضوا الانخراط في عملية الحوار وفضلوا العنف الذي أوصلنا إلى الوضع الذي نحن عليه».
في غضون ذلك، قامت سفن إيرانية تابعة لفيلق الحرس الثوري باحتجاز سفينة شحن دنماركية أميركية.
وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن سفينة الشحن «ميرسك تيغرز» التي ترفع علم جزر مارشال في الخليج قد أجبرت على التوغل في المياه الإقليمية الإيرانية والتوجه إلى جزيرة قشم الإيرانية جنوب ميناء بندر عباس بعد أن أطلقت دورية إيرانية طلقات تحذيرية عليها، نافيا التقارير الإيرانية التي أشارت أن السفينة أميركية واصفا التحرك الإيراني بأنه «سلوك استفزازي».
وقال الكولونيل وارن للصحافيين إن خمسة زوارق دورية إيرانية - تابعة للحرس الثوري الإيراني وليس للقوات البحرية الإيرانية - قامت بإطلاق طلقات تحذيرية إلى سفينة الشحن «ميرسك تيغرز» التي ترفع علم جزر مارشال بينما كانت تعبر مضيق هرمز قادمة من ميناء جدة السعودي، وأجبرتها على التوقف وتغيير اتجاهها. وأشار الكولونيل وارن إلى أن ربان السفينة رفض في بداية الأمر الأوامر الإيرانية بمزيد من التحرك صوب المياه الإيرانية.
وأضاف المتحدث باسم البنتاغون أن سفينة الشحن امتثلت للطلب الإيراني دون وقوع أي إصابات، وقال: «نحن مستمرون في مراقبة الوضع والتواصل مع ممثلي شركة النقل البحري».
ونفى وارن وجود مواطنين أميركيين على متن السفينة، مشيرا إلى أن البنتاغون أصدر الأوامر إلى المدمرة الأميركية والطائرات الحربية والدوريات البحرية وقوات الاستطلاع بالتوجه إلى المنطقة لمراقبة الموقف بعد الاستجابة لإشارات الاستغاثة من السفينة ميرسك تيغرز. وقال وارين للصحافيين «هذا سلوك استفزازي لكن ليس لدينا كل الحقائق بعد».
يذكر أن السفينة ميرسك تيغرز المملوكة لشركة ميرسك لاين ليمتيد الدنماركية لديها عقود مع البنتاغون الأميركي لنقل وشحن معدات وعتاد، وتحمل السفينة علم جزر مارشال وهي جزر بالمحيط الهادي الغربي كانت خاضعة للولايات المتحدة واستقلت عام 1986 وتضم إحدى أهم القواعد العسكرية الأميركية في المحيط الهادي وتتحمل الولايات المتحدة مسؤولية الدفاع الدولي عن جزر مارشال، وفقا لاتفاقية وميثاق دفاعي حتى عام 2023.
وأشار مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لم يكن هناك أي مواجهة بين البحرية الإيرانية وأي سفن أميركية موجودة بالمنطقة.
كانت وكالة أنباء فارس الإيرانية قد أشارت إلى أنها احتجزت سفينة شحن أميركية على متنها 34 بحارا واقتادتها إلى ميناء بندر عباس الإيراني واتهمها بانتهاك المياه الإقليمية.
ويأتي حادث احتجاز سفينة الشحن ليسجل أحدث حوادث التوتر في منطقة الخليج في ظل تفاقم الأزمة اليمنية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية اليمنية المدعومة من الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية من جانب، وفي خضم المحادثات الحالية بين الولايات المتحدة والقوى الدولية وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني من جانب آخر.
كما يأتي الحادث وسط تحذيرات أميركية ومخاوف من قيام إيران بإرسال سفن تحمل أسلحة للتمرديين الحوثيين في اليمن في انتهاك لقرار مجلس الأمن 2216 الذي يحظر توريد أسلحة للحوثيين. وقد عززت البحرية الأميركية وجودها فبالة السواحل اليمنية وأرسلت حاملة الطائرات يو اي اي تيودور روزفلت والطراد يو اي اي نورماندي إضافة إلى حاملتي طائرات وثمانية سفن حربية أميركية، في خطوة لتأمين الملاحة البحرية ومنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
من جانب آخر، تبذل الإدارة الأميركية جهودا للضغط على الأطراف المعنية في الأزمة اليمنية للانخراط في مفاوضات تؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي في اليمن.
واشنطن تلقي باللوم على الحوثيين في تجدد الضربات الجوية وتعطيل العملية السياسية
البنتاغون: احتجاز إيران لسفينة الشحن «سلوك استفزازي»
واشنطن تلقي باللوم على الحوثيين في تجدد الضربات الجوية وتعطيل العملية السياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة