القضاء التركي يأمر باعتقال 12 رجل شرطة ضمن تحقيقات {الكيان الموازي}

محام تركي يقدم بلاغًا بحق قاضيين ويطالب باعتقالهما

القضاء التركي يأمر باعتقال 12 رجل شرطة ضمن تحقيقات {الكيان الموازي}
TT

القضاء التركي يأمر باعتقال 12 رجل شرطة ضمن تحقيقات {الكيان الموازي}

القضاء التركي يأمر باعتقال 12 رجل شرطة ضمن تحقيقات {الكيان الموازي}

أمرت محكمة تركية في ولاية «وان» شرقي تركيا، باعتقال 12 من عناصر الشرطة، من أصل 18 عنصرا أحالتهم إليها النيابة، ضمن تحقيقات التنصت غير المشروع في إطار الكيان الموازي.
ووجهت للمشتبه بهم تهم عضوية منظمة أنشئت بغرض ارتكاب جرائم، وتزوير وثائق رسمية، وانتهاك الخصوصية، والاحتفاظ ببيانات بشكل غير قانوني، كما قررت المحكمة إطلاق سراح المشتبهين الـ6 الآخرين، مع وضعهم تحت المراقبة القضائية.
وكان المشتبه بهم، قد تم اعتقالهم يوم 25 أبريل (نيسان) الحالي، ضمن عملية أمنية مركزها ولاية وان، وشملت 8 ولايات أخرى.
جدير بالذكر أن السلطات التركية، تصف جماعة فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ 1998 بـ«الكيان الموازي»، وتتهمها بالتغلغل داخل سلكي القضاء والشرطة، كما تتهم عناصر تابعة لها باستغلال مناصبها، وقيامها بالتنصت غير المشروع على مسؤولين حكوميين ومواطنين.
من جهة أخرى تقدم محام تركي ببلاغ ضد قاضيين في محكمتين تركيتين بمدينة إسطنبول، سبق أن أصدرا قرارين أحدهما يقضي بإخلاء سبيل متهمين معتقلين على خلفية عدد من القضايا المتعلقة بأنشطة «الكيان الموازي» وهي الصفة التي يعرف بها تنظيم فتح الله غولن، والثاني متعلق بقبول التماسات «رد قاضي» كان ينظر إحدى القضايا المذكورة، وحكم فيها بسجن المتهمين، مطالبا باعتقالهما، والتحقيق معهم.
وذكر مراسل وكالة الأناضول التركية أن المحامي محمد دمير لك أدلى بتصريحات أمس، أكد فيها أنه تقدم ببلاغ بحق قاضيين يعملان في محكمتي الجزاء الابتدائيتين الـ29 والـ32 بإسطنبول، لقيامهما يوم السبت الماضي بقبول التماسات «رد قاضي» ينظر عدة قضايا متعلقة بأنشطة «الكيان الموازي»، والتي تقدم بها دفاع المتهمين، ثم قرارهما بإخلاء سبيل جميع المتهمين المعتقلين في إطار تلك التحقيقات، ومن بينهم هدايت قاراجه مدير النشر في صحيفة «زمان» المحسوبة على التنظيم، فضلا عن عدد من المديرين الأمنيين.
وتقدم المحامي المذكور ببلاغه إلى النيابة العامة في منطقة «تورغوتلو» بولاية مانيسا غربي تركيا، وهي المنطقة التي يمارس فيها المحاماة، حيث طلب في بلاغه اعتقال كل من القاضي مصطفى باشر قاضي محكمة الجزاء الابتدائية الـ32 الذي أصدر قرار إخلاء سبيل المتهمين، والقاضي متين أوزجليك، قاضي محكمة الجزاء الابتدائية الـ29. الذي قبل التماسات دفاع المتهمين المتعلقة بـ«رد القاضي».
وذكر المحامي في حيثيات بلاغه للنيابة العامة أن القاضيين المذكورين أعلاه «يعملان قضاة في القصر العدلي بمدينة إسطنبول، وأنهما يقومان بعملهما لصالح منظمة فتح الله غولن الإرهابية»، مشيرا إلى أنهما ارتكبا جرائم تتمثل فيه «إساءة استغلال المنصب، وانتهاك الدستور، وتمكين متهمين من الهرب، وإخفاء وتغيير أدلة الجرائم».
وصدر القراران المذكوران عن المحكمتين يوم السبت الماضي، لكن محكمة الصلح الجزائية العاشرة بمدينة إسطنبول التركية، أصدرت في اليوم ذاته قرارا اعتبرت فيه أن قرار «رد القاضي» الذي أصدرته المحكمة الجزائية الابتدائية الـ29: «في حكم العدم وغير ساري قانونا» لعدم مطابقته الإجراءات والقوانين المعمول بها، ولعدم اختصاص المحكمة المذكورة. كما قررت المحكمة ذاتها إلغاء قرار إخلاء سبيل المتهمين الصادر عن محكمة الجزاء الابتدائية الـ32.
وفي السياق الأمني فقدر ألقت قوات الأمن، وخفر السواحل التركية أمس، القبض على 154 مهاجرا غير شرعي في ولايات «يالوفا»، و«أنطاليا»، و«أدرنة»، خلال محاولتهم التوجه إلى أوروبا بطرق غير شرعية.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول أن قوات تابعة لمكافحة الجريمة المنظمة التابعة مديرية أمن يالوفا، ألقت القبض على 39 شخصا 34 منهم أفغان، والآخرون من ميانمار، من خلال إيقاف الحافلة التي تقلهم في نقطة تفتيش على الطريق العام بين ولايتي «يالوفا»، و«كوجالي»، شمال غربي تركيا، أثناء محاولتهم التوجه إلى اليونان من خلال بحر إيجة.
وفي ذات السياق، ألقت خفر السواحل القبض على 43 مهاجرا غير شرعي من جنسيات سوريا، وأفغانية، وعراقية، داخل سفينة في ساحل قضاء «مناوكات» التابعة لولاية «أنطاليا» الساحلية جنوب تركيا، خلال محاولتهم التوجه إلى أوروبا.
كما ضبطت قوات الدرك 72 أجنبيا أثناء محاولتهم مغادرة البلاد، بطرق غير مشروعة، في ولاية أدرنة الحدودية مع اليونان وبلغاريا.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».