مخزون غذاء المنطقة العربية يواجه تحديات غير مسبوقة

نتيجة ندرة المياه والتغيرات المناخية

مخزون غذاء المنطقة العربية يواجه تحديات غير مسبوقة
TT

مخزون غذاء المنطقة العربية يواجه تحديات غير مسبوقة

مخزون غذاء المنطقة العربية يواجه تحديات غير مسبوقة

حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الثلاثاء من أن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يواجه تحديات غير مسبوقة لأمنه الغذائي والتغذية؛ جراء ندرة المياه والطلب المتزايد على الغذاء وتغير المناخ.
وقال المدير العام المساعد لـ«الفاو» والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لورشة العمل الإقليمية الرابعة لأصحاب المصلحة المتعددين حول الأمن الغذائي والتغذية التي انطلقت أعمالها اليوم في عمان، إن الإقليم يستخدم أكثر من 80 في المائة من المياه العذبة المتاحة للزراعة، لكنه يستورد أكثر من 50 في المائة من السعرات الحرارية باستثناء بعض البلدان، لافتا إلى أنه توجد مشكلة في تخصيص مياه أكثر للإنتاج الزراعي. وأضاف أن النسب المرتفعة لفقد وهدر الغذاء والتي تقدر بنحو 20 في المائة من إجمالي مخزون الغذاء في الإقليم تعتبر تحديا كبيرا آخر تواجهه دول الإقليم، مبينا أن التحدي الشامل للأمن الغذائي والتغذية سوف يظل مرتبطا بالحاجة إلى زيادة الاستثمار في الزراعة من ناحية الإنتاج.
وأعلن أنه تم وضع أنظمة لدعم الغذاء والوقود، وستكون موضع التنفيذ قريبا في كل بلدان الإقليم، منوها بأن نظام شبكة سلامة الغذاء أسهم في الحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، إلا أنه تم فعل القليل لتحسين وضع التغذية خصوصا في ما يتعلق بالأطفال.
وشدد على أن تحديات الأمن الغذائي والتغذية في الإقليم تظل مصدرا لقلق صانعي السياسات، وهو ما يتطلب تعاونا إقليميا معززا لتحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدا على أن هذه الدورة الرابعة هي بمثابة فرصة لمختلف أصحاب المصلحة والفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين للنظر في وضع الأمن الغذائي في الإقليم وتبادل الرؤى والتوصل إلى توصيات فاعلة حول السياسات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.