هل اللغة العربية قادرة على مجاراة متطلبات الحياة المعاصرة؟

مؤتمر ينطلق في الرياض اليوم ويتناول ما تواجهه من مشكلات

هل اللغة العربية قادرة على مجاراة متطلبات الحياة المعاصرة؟
TT

هل اللغة العربية قادرة على مجاراة متطلبات الحياة المعاصرة؟

هل اللغة العربية قادرة على مجاراة متطلبات الحياة المعاصرة؟

هل اللغة العربية قادرة على مجاراة متطلبات الحياة المعاصرة؟ أم هي لغة متقوقعة حول ذاتها ولا تستطيع حمل العلوم والتقنيات الحديثة؟
هذان السؤالان يطرحهما المؤتمر الدولي للغة العربية والدراسات البينية، الذي ينطلق صباح اليوم الثلاثاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، بتنظيم من مركز دراسات اللغة العربية وآدابها في الجامعة، ويتناول ما يسمى «عزلة اللغة العربية ودمجها مع علوم العصر».
ويسلط المؤتمر الضوء على لغة الضاد التي تتجاوز عدد كلماتها حدود 500 مليون كلمة، ويستخدمها مئات الملايين حول العالم، حيث يكشف القائمون على المؤتمر أن لديهم رؤية في إنشاء التصور الأولي نحو مشروع وطني لدمج اللغة العربية في الحياة العامة، من خلال الشراكات مع الجهات المعنية؛ وزارة التعليم، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة العدل، ومجلس الشورى.. وغيرها.
ويرى الدكتور أحمد العضيب، رئيس الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، أن «البعض يظن أن اللغة العربية تخصص منطوٍ على نفسه وليس له علاقة بالعلوم الأخرى»، مضيفا: «هذا خطأ كبير، لأن اللغة العربية هويّة، ولا بد أن تكون لجميع التخصصات علاقة وثيقة باللغة العربية»، متوقعا أن يسهم المؤتمر في تحسين هذه النظرة، خصوصا أنه يأتي بمشاركة عدد كبير من العلماء والمفكرين من أنحاء العالم.
من ناحيته، يوضح الدكتور فهد العسكر، وكيل الجامعة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن «المؤتمر يناقش قضية علمية مهمة تعنى بالمساحات البحثية بين العلوم، وأبرز التقاطعات بينها، وهي من الموضوعات الجديدة التي بادرت الجامعة لتنظيم مؤتمر حولها»، بحسب قوله، مفيدا بأن عدد الأفكار المقدمة إلى المؤتمر بلغ 326 فكرة، وأن التحكيم العلمي أقر 60 ورقة بحثية، وسبع تجارب دولية في مجال البحث.
ويكشف العسكر أن هذا المؤتمر يأتي بعد تحضيرات بدأت قبل نحو عام ونصف العام، مشيرا إلى أن اللجان المعنية أكملت استعداداتها لهذا الحدث العلمي الذي يمتد لعدد من التخصصات العلمية التي تتقاطع مع اللغة العربية، لافتا النظر إلى أن هناك إصدارات علمية من المركز ستدشن خلال المؤتمر.
ويتطلع هذا المؤتمر إلى أن يُفيد المختصين باللغة العربية من العلوم المتخصصة في الدراسات البينية في مختلف أنشطة التواصل العلمي والاجتماعي، بحسب ما يفيد القائمون عليه عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر، وأن تسهم نتائج هذه الدراسات في تطوير دراسات اللغة العربية بصفتها لغة تخاطب ومجالا حيويا، وبصفتها نشاطا اجتماعيا وحضاريا، ولكونها في الوقت ذاته لغة حاملة للعلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة.
وتتضمن قائمة أهداف المؤتمر؛ تطوير الآفاق المعرفية في المجالات البينية، وتحفيز الباحثين في اللغة العربية على التفاعل مع التخصصات الأخرى، والإفادة منها لخدمة اللغة العربية، والإفادة من الفرص المتاحة للباحثين في اللغة العربية لإنجاز مشروعات ذات مردود عملي واجتماعي، إلى جانب إشراك المجتمع في إيجاد حلول عملية لجعل اللغة العربية لغة وظيفية.
في حين تتناول محاور المؤتمر؛ الجذور التاريخية للدراسات البينية، وواقع الدراسات البينية وصلتها باللغة العربية، والخبرات الدولية في الدراسات البينية، والعلوم الإنسانية والتطبيقية وتجديد الدراسات الأدبية، والتفاعل بين نظريات الاكتساب اللغوي والنظريات التربوية، وآفاق التفاعل بين الدراسات العربية ونظم المعلومات.
يضاف إلى ذلك، تفعيل العلاقات بين العربية وعلوم الاتصال ووسائله، ودور الترجمة في تقريب العلوم الحديثة إلى العربية، وإسهام اللغة العربية في مجالات التجارة والاقتصاد والقانون، والبحوث النظرية والتجارب المجتمعية المنجزة لجعل اللغة العربية لغة وظيفية، وآفاقها المستقبلية.
يأتي ذلك، في حين تُظهر دراسة حديثة أن اللغة العربية هي الرابعة من حيث الانتشار عالميا بعد الأوردو والإنجليزية والصينية، وبينما تعد اللغة الإنجليزية هي لغة المحادثة في 101 دولة، فإن العربية هي لغة المحادثة في 60 دولة، بينما تتحدث 51 دولة اللغة الفرنسية، و33 دولة الصينية، و31 دولة الإسبانية، و29 دولة الفارسية، و18 دولة الألمانية، و16 دولة الروسية، و13 دولة الماليزية، و12 دولة البرتغالية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.