«داعش اليمن» يزاحم {القاعدة}

مسؤولون أميركيون: عناصره موجودون في 3 محافظات بالوسط والجنوب

«داعش اليمن» يزاحم {القاعدة}
TT

«داعش اليمن» يزاحم {القاعدة}

«داعش اليمن» يزاحم {القاعدة}

لم يترك تنظيم «داعش» أي بلد عربي إلا وزرع عناصر فيه، فله أتباع في معظم البلدان العربية، ومنها مصر، وتونس، وليبيا، وأخيرا ظهر لهذا التنظيم أتباع في اليمن، الذين يقومون بالقتال هناك ضد الحوثيين. ومنذ أيام نشر موالون لتنظيم «داعش» مقطع فيديو زعموا إنه لعناصر التنظيم في اليمن يوجهون رسالة تهديد لجماعة الحوثي.
وقال ملثم زعم أنه من عناصر التنظيم في التسجيل المزعوم الذي لم تتمكن «الشرق الأوسط» من التأكد من صحته: «فوالذي رفع السماء بغير عمد، لقد جئناكم بالذبح، جئناكم برجال يتعطشون لشرب دمائكم، فبيننا وبينكم أيام يشيب منها الولدان، وسنستعيد الأراضي التي احتللتموها». وأضاف: «الحمد لله الذي منّ علينا بـ(بيعة الخليفة)، وجعلنا من جند (الخلافة)، ووفقنا للتدريب والإعداد تحت راية (دولة الإسلام)». وأظهر مقطع فيديو تبلغ مدته 9 دقائق و20 ثانية، نحو 20 مقاتلاً، يجرون تدريبات عسكرية، واستعراضًا عسكريًا باستخدام الأسلحة الآلية.
وجاء بالمقطع الذي نُشر على حساب حمل اسم «ولاية صنعاء» على «تويتر»، دعوة تحث على النفير إلى حيث «جنود الخلافة» والعمل على إسقاط الحوثيين.
وقال العنصر المزعوم في الفيديو: «جئناكم بالذبح.. إلى متى هذا التخاذل في نصرة إخوانكم؟!» .
وكشف مسؤول يمني طلب عدم ذكر اسمه أن تنظيم داعش باشر الانتشار في اليمن وتشكيل حضور ميداني له وتجنيد الأنصار في البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية واسعة مع التوتر المتصاعد منذ سيطرة ميليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقال المسؤول اليمني، في حديث لموقع «سي إن إن» في واشنطن، إن التنظيم الذي يقوم التحالف الدولي بضرب معاقله عبر غارات جوية منذ أشهر في سوريا والعراق، بات موجودا في ثلاث محافظات بجنوب ووسط اليمن، وقد بدأت المنافسة تشتد بينه وبين الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، المعروف باسم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».
وأضاف المسؤول أن التنافس بين التنظيمين وصل إلى حد المواجهة المسلحة في مناطق بشرق البلاد الشهر الماضي، وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل حول نتائج تلك المواجهات، علما بأن «سي إن إن» لم تتمكن من تأكيد صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
ويرى مسؤولون أميركيون أن «داعش» يحاول بالفعل تجنيد عناصر في اليمن، لكن «القاعدة» تبقى القوة المهيمنة في صفوف المتطرفين بذلك البلد. ويرى محللون، بينهم كاثرين زيمرمن، الباحثة في مؤسسة «أميركان إنتربرايز» أن محاولة «داعش» التغلغل في اليمن مبررة، نظرا للأهمية التاريخية لليمن لدى المسلمين، إلى جانب كثرة المقاتلين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات ضمن صفوف الجماعات المسلحة، مما يدل على وجود فرص كبيرة للتجنيد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».