أثرياء بريطانيا يضاعفون ثرواتهم منذ الأزمة المالية بزيادة 112 %

بلافاتنيك الأوكراني الأصل يتصدر القائمة وأول عربي يتراجع إلى المرتبة الـ15

أثرياء بريطانيا يضاعفون ثرواتهم منذ الأزمة المالية بزيادة 112 %
TT

أثرياء بريطانيا يضاعفون ثرواتهم منذ الأزمة المالية بزيادة 112 %

أثرياء بريطانيا يضاعفون ثرواتهم منذ الأزمة المالية بزيادة 112 %

أظهرت «قائمة أثرياء» تنشرها سنويا صحيفة «صنداي تايمز» أمس أن الملياردير المولود في أوكرانيا لين بلافاتنيك أصبح أغنى أغنياء بريطانيا بثروة قدرت بـ13.17 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار)، لكن الملكة إليزابيث تراجعت في ترتيب الأثرياء رغم نمو صافي ثروتها، بينما تراجع أول ثري عربي إلى المرتبة الـ15 بعد أن كان في العام الماضي في المرتبة الـ13، ويتعلق الأمر برجل الأعمال السعودي محمد بن عيسى الجابر، وذلك بثروة قدرت بـ5.93 مليار جنيه إسترليني (9 مليارات دولار).
وقالت الصحيفة إن أصحاب الثروات الضخمة زادوا ثرواتهم مجمعة بواقع المثلين منذ الأزمة المالية في 2009، وإن مجموع ثروات الألف الأكثر ثراء في بريطانيا يساوي 547 مليار جنيه إسترليني (67.‏830 مليار دولار) مقارنة بنحو 258 مليار جنيه في 2009، وهي زيادة بواقع 112 في المائة.
وبحسب «رويترز» من المتوقع أن يستغل الساسة هذه الأرقام قبل أسبوعين من الانتخابات الوطنية التي تشهد منافسة شرسة. ويتهم زعيم حزب العمال المعارض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالحكم لصالح الأغنياء على حساب الفقراء.
ويرفض كاميرون هذا الاتهام، لكن تزايد الفجوة بين من تشملهم القائمة وباقي البريطانيين - الذين بدأت مستويات معيشتهم تعود إلى المستويات التي كانت عليها قبل الأزمة - يمثل مشكلة لحملة إعادة انتخابه.
وأظهرت القائمة أن في بريطانيا 117 مليارديرا بالجنيه الإسترليني، أي أكثر من أي دولة في العالم باستثناء الولايات المتحدة والصين، كما زاد عدد المليارديرات في لندن ليصل إلى 80، وهو أكبر عدد تشهده المدينة على الإطلاق وأكبر من أي مدينة أخرى في العالم.
وقالت الصحيفة إن قيمة ثروة بلافاتنيك الذي ارتفع من المركز الرابع إلى المركز الأول هذا العام بلغت 17.‏13 مليار جنيه إسترليني مسجلة زيادة بواقع 17.‏3 مليار دولار في عام 2014. وفي ظل استثماراته في مجال الموسيقى والصناعة والإعلام فإن المواطن البريطاني العادي الذي يجني 25 ألف جنيه إسترليني في العام أمامه 526800 عام ليصل إلى نفس ثروة الملياردير البالغ من العمر 57 عاما.
وجاء الشقيقان هيندوجا (سري وجوبي) المولودان في الهند في المركز الثاني بعد أن كانا في المركز الأول العام الماضي. وقدرت قيمة ثروتهما بنحو 13 مليار جنيه، ولديهما مصالح في الصناعة وقطاع المال العالمي.
وحلت أسرة ويستون الإنجليزية الكندية التي تملك إمبراطورية متاجر للبيع بالتجزئة في المركز الثالث بثروة قيمتها 11 مليار جنيه.
وذكرت الصحيفة أن هناك أموالا جديدة تتدفق على بريطانيا مما يؤدي إلى تراجع البريطانيين في قائمة الأثرياء. وزادت ثروة الملكة إليزابيث بواقع 10 ملايين جنيه لتصل إلى 340 جنيه إسترليني، لكنها خرجت من قائمة أغنى 300 شخص في البلاد للمرة الأولى.
وتعهد حزب العمال في حال فوزه بالسلطة في انتخابات السابع من مايو (أيار) بإلغاء قواعد ضريبية تتيح للأفراد الأثرياء بشكل قانوني أن يخفضوا كمية الضرائب التي يدفعونها على الأموال التي يجنونها بالخارج.
وسيؤثر هذا التغيير على نحو 116 ألف شخص يعيشون في بريطانيا، بعضهم ضمن قائمة الأثرياء.
وقد حل سائق الفورمولا 1 لويس هاميلتون بطل العالم عامي 2008 مع ماكلارين و2014 مع مرسيدس، في المرتبة الأولى أغنى رياضي في إنجلترا بمبلغ يصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني (123 مليون يورو). وجاء هاميلتون أمام مهاجم مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا لكرة القدم واين روني (72 مليون جنيه، 5.‏100 مليون يورو)، ويأتي سائق الفورمولا الآخر جنسون باتون بطل 2009 مع ماكلارين أيضا في المرتبة الثالثة (71 مليون جنيه، 99 مليون يورو).
على صعيد آخر، فإن الروسي رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي متصدر الدوري حاليا يحتل المركز العاشر على اللائحة بمبلغ 29.‏7 جنيه إسترليني (2.‏10 مليار يورو)، لكن بانخفاض تجاوز المليار عن العام الماضي.



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»