{اكتشاف المهن} تحدد المسارات العملية المستقبلية للطلاب والطالبات في السعودية

استفاد من المبادرة 60 ألفًا.. وتمثل شراكة نموذجية بين القطاعين الحكومي والخاص

تضم المهن التي يتم اكتشافها من قبل المتقدمين للاستفادة من هذا المعرض 26 مهنة ({الشرق الأوسط})
تضم المهن التي يتم اكتشافها من قبل المتقدمين للاستفادة من هذا المعرض 26 مهنة ({الشرق الأوسط})
TT

{اكتشاف المهن} تحدد المسارات العملية المستقبلية للطلاب والطالبات في السعودية

تضم المهن التي يتم اكتشافها من قبل المتقدمين للاستفادة من هذا المعرض 26 مهنة ({الشرق الأوسط})
تضم المهن التي يتم اكتشافها من قبل المتقدمين للاستفادة من هذا المعرض 26 مهنة ({الشرق الأوسط})

تتواصل مبادرات كثير من القطاعات الخاصة بالسعودية للمساهمة مع الدولة في تحقيق خطط التنمية والاستثمار أولا في أبناء هذا الوطن، إذ إن الاستثمار في الإنسان، وتحديدا المواطن يعد الاستثمار الأكثر فائدة ونجاعة لأي موطن، كون ذلك يساهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويسهم في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية، وتعزيز الجانب الاقتصادي، خصوصا أن العمالة الأجنبية تلتهم من مداخيل الوطن مليارات الريالات، من خلال مهن يمكن أن يشغلها مواطنون لا يزالون إلى الآن مصنفين ضمن عداد البطالة، وهي من أبرز التحديات التي تواجه الدول، بما فيها الكبرى على مستوى العالم، لما للبطالة من آثار اقتصادية وأمنية واجتماعية سيئة جدا.
وفي المنطقة الشرقية تحديدا، أطلقت مدينة الخبر «روابي القابضة» مبادرة فريدة من نوعها، لكنها أثبتت جدواها، وحققت الكثير من الإيجابيات والأهداف التي كان وسيكون لها أثر جميل على مستقبل الاقتصاد السعودي، خصوصا في ظل التعاون المباشر والقوي مع عدة جهات حكومية تتقدمها وزارة العمل، ممثلة في صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) ووزارة التعليم وغيرها، من الجهات ذات العلاقة حيث تحمل هذه المبادرة عنوان «اكتشاف المهن»، التي تقام للموسم الخامس على التوالي حيث تتوسع أنشطتها من عام لآخر.
وتحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف تم إطلاق النسخة الجديدة من هذه المبادرة في مقر مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية (سايتك) على كورنيش الخبر، بعد أن كانت المبادرة المتمثلة في معرض لاكتشاف المهن، وفق إحدى السبل العلمية الحديثة، قد قامت بجولة شملت العاصمة الرياض مرورا بمدينة جدة على الساحل الغربي وتبوك شمال المملكة وعودة إلى الخبر، حيث كانت الانطلاقة الأولى لهذه المبادرة.
وتضم المهن التي يتم اكتشافها من قبل المتقدمين للاستفادة من هذا المعرض 26 مهنة، بحيث يتم إجراء اختبارات للطلاب والطالبات تحديدا بطرق حديثة لتحديد توجهات كل فرد منهم والعمل على تحقيق هذا التوجه، كون الأماني عادة تختلف عن الواقع، ولذا يتم توجيه المتقدم إلى المسلك الذي يستطيع من خلاله الإبداع، في حياته العملية المستقبلية.
يقول الدكتور عبد العزيز التركي صاحب هذه المبادرة إن الكثير قد يعمل في قطاعات أو أقسام لا تناسب إمكانياته وقدراته، ولذا لا يمكن أن يكون ناجحا ومنتجا بالصورة المثلى في عمله، إذ إن اختيار المسار الوظيفي المناسب يمثل أهمية بالغة، فليس من مصلحة الموظف أن يبقى في مكان لا يرى نفسه فيه قادرا على الإنتاجية والإبداع، ويكون الراتب الشهري هو المحفز الوحيد له على البقاء.
ويضيف التركي لـ«الشرق الأوسط»، كما أن جهة العمل لهذا الموظف لا يمكن أن تنال حقها من هذا الموظف، إن لم يكن لديه طموح ويعمل في مكان لا يناسب قدراته، ولذا كانت مبادرة اكتشاف الوظائف تركز على هذا الجانب من خلال تحديد مسار الطالب المستقبلي في الوظيفة، منذ سن مبكرة، وقبل أن ينهي التخرج من المرحلة الثانوية، إذ إن الفئة المستهدفة مابين 16 و24 عاما، وهي السن المتفق عليها أن المرحلة التي يمكن من خلالها الطالب تحديد مساره العملي المستقبلي.
وبدأت روابي بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، في رحلات تعريفية لطلاب وطالبات المدارس الثانوية خلال الفترة من 19 أبريل (نيسان) وحتى 2 مايو (أيار)، كما نظمت ورش عمل وندوات عدة، وفعاليات إلكترونية مثل سلسلة «أكون» بالتعاون مع قناة «يوتيوب» (سين)، التي تبرز قصص نجاح من السعودية لجميع الفئات المستهدفة.
ووصل عدد المستفيدين من هذه المبادرة إلى أكثر من 60 ألف طالب وطالبة من بينهم 55 من الذكور. فيما زار المعرض في الأيام الأولى أكثر من 143 ألف طالب وطالبة من مدارس الشرقية، حيث تم إجراء الاختبارات اللازمة لهم لتحديد مساراتهم، فيما يكون المعرض في الفترة المسائية للعوائل.
من جانبه، أشاد مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) إبراهيم آل معيقل، بأهمية الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص لتوفير فرص تدريبية للطلاب، والدمج بين التطبيق التعليمي والعملي على حدٍّ سواء، معربًا عن أمله في تمتين الشراكة من أجل التوسع مستقبلاً.
وقال آل معيقل يهدف التعاون بين صندوق تنمية الموارد البشرية و«روابي» إلى تحقيق مزيدٍ من النجاحات فيما يخص التنمية البشرية عبر تسريع عجلة التدريب بغية تأهيل الشباب للوظائف التي تناسب ميولهم. وقد أثبت هذا المعرض المختص لاكتشاف المهن جدارته بتقديم رؤية مستقبلية واضحة المعالم.
وتتضمن فعاليات الجولة الأخيرة من المعرض، ورش عمل ومحاضرات وغيرها من الفعاليات الخاصة بصقل مهارات الشباب في كثير من المجالات، واستعراض النجاحات الشخصية لهم، كما يتم تنظيم عدد من الأنشطة واللقاءات على هامش المعرض لمساعدة الطلاب على وضع خطط مهنية للمستقبل، ويتم تمثيل المهن في أركان تفاعلية يشرف عليها أفراد من ذوي الاختصاص للتحدث عن طبيعة أعمالهم، وإعطاء دفعة معنوية للشباب نحو مستقبل أفضل.
ويستطيع الشباب التعرف أكثر على المهن المعروضة والفرص المتاحة في كثير من المجالات المهنية والأكاديمية والحرفية، كما يمكنهم تحميل تطبيق البوصلة المهنية، والمتابعة عن طريق المعلومات الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي.
كما يسلط المعرض الضوء على طبيعة المهن المختلفة المتاحة في المجتمع عن طريق استقطاب خبراء من شتى المجالات لتمثيل هذه المهن، ومناقشة خصائصها بهدف تحفيز الشباب، وتقديم رؤية واضحة المعالم لمستقبلهم، ومساعدتهم على اكتشاف قدراتهم وميولهم المخفية التي قد لا يستطيعون الوصول إليها إلا من خلال إجراء الاختبارات اللازمة المعدة في هذا الجانب.
من جانبه، بين الدكتور مبارك الدوسري المستشار التربوي والتعليمي أن هناك ضعفا كبيرا في مخرجات التعليم، وتعزيز الثقافة لدى الطلاب والطالبات في سن مبكرة عن المهن التي يمكن أن يعملوا بها مستقبلا، ويمكنهم الإبداع فيها، وهذا ما يجعل كثيرين منهم حينما يتخرجون في المرحلة الثانوية يعيشون حالة من الضياع حيث لا يعرفون إلى أين يتجهون، وأي المهن يمكن أن يعملوا بها ويكونوا مبدعين فيها، ولذا يرى الجميع أهمية مثل هذه المبادرات من القطاع الخاص الذي عليه الكثير من الواجبات تجاه هذا الوطن.
واعتبر أن هذا المعرض حقق الكثير من الأهداف من نشر الثقافة والمعرفة، وحدد مسارات مئات إن لم يكن آلاف الطلاب والطالبات منذ إطلاقه للمرة الأولى.
في حين يؤكد مدير المعرض نايف الغامدي المستشار في مجال التسويق أن هذه المبادرة تمثل أهمية بالغة طال انتظارها، خصوصا أن هناك مَن ينظر لبعض الوظائف المتاحة في السوق السعودية بمنظور سلبي يجعله غير قادر على إقناع نفسه بالعمل في القطاع الخاص، وإن كلفه ذلك أن يكون ضمن عداد البطالة. وبيّن الغامدي أن الكثير من المهن متاحة في القطاع الخاص للسعوديين، لكن لا يتم تسليط أضواء إيجابية تجاهها، مما يجعلها شاغرة للأجانب، وهذا بكل تأكيد له أثر على الاقتصاد والوضع الاجتماعي الوطني في نهاية المطاف.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.