شيوخ ينتقدون رفض العبادي تسليح عشائرهم في مواجهة «داعش»

اتهموه بـ«الازدواجية» وتعرضه لضغوط دولة إقليمية

شيوخ ينتقدون رفض العبادي تسليح عشائرهم في مواجهة «داعش»
TT

شيوخ ينتقدون رفض العبادي تسليح عشائرهم في مواجهة «داعش»

شيوخ ينتقدون رفض العبادي تسليح عشائرهم في مواجهة «داعش»

تعرض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لموجة من الانتقادات اللاذعة من شركائه السنة بالعملية السياسية لرفضه، ومنذ أكثر من عام، تسليح عشائر المحافظات السنية التي يحتلها تنظيم داعش منذ مطلع العام الماضي، لتعرضه لضغوطات من قبل دول إقليمية تدفعه إلى رفض تجهيز العشائر بالسلاح.
وقال النائب عن ائتلاف القوى العراقية السني محمد ناصر لوكالة الأنباء الألمانية «إن أبناء العشائر يقفون بوجه تنظيم داعش منذ بداية دخوله إلى المحافظات ويساندون القوات الأمنية ويقدمون تضحيات كبيرة في سبيل الخلاص من التطرف الذي اجتاح البلاد نتيجة الظلم والاضطهاد الذي مارسته الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي».
وأضاف: «إن عشائر الأنبار والموصل وديالى طالبت ومنذ أكثر من عام الحكومة المركزية بتسليحها بشكل يوازي تسليح المسلحين الذين يحوزون أسلحة متطورة بغية قلب وضعية المعركة لمصلحة القوات الأمنية وأبناء العشائر، لكن الحكومة تصر على عدم تزويدهم بالأسلحة».
ورأى ناصر أن الرفض الحكومي المتواصل لتسليح أبناء العشائر، سببه وجود رفض من قبل دول إقليمية تدفع العبادي على عدم تسليح العشائر السنية لأسباب وصفها بالطائفية.
لافتا إلى أن «العبادي يعاني أيضا من ضغوطات كبيرة من قبل كتل سياسية لم يسمها لا ترغب في استتباب الأمن في تلك المحافظات».
وتشكو العشائر العربية في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى من عدم وقوف حكومة الرئيس حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة بجانبها من حيث التسليح والدعم اللوجستي والأمني خلال معاركها المتواصلة منذ أكثر من عام ضد تنظيم داعش.
وبدوره قال أحد شيوخ عشائر البونمر في محافظة الأنبار نعيم الكعود أبرز شيوخ عشائر الدليم بالأنبار لوكالة الأنباء الألمانية «نقاتل تنظيم داعش منذ بداية
سيطرته على أغلب مدن الأنبار بسلاحنا الشخصي ونشتري السلاح رغم ظروفنا الصعبة التي نعانيها من جراء نزوحنا من منازلنا وتوقف كل أعمالنا منذ السنة تقريبا».
وأضاف الكعود «طالبنا الحكومة مرارا بتسليحنا والوقوف معنا في حربنا ضد الجماعات المسلحة، لكن الحكومة أصرت على صم آذانها نحو مطالبنا».
وأكد الكعود أن الحكومة المركزية تقوم بتزويد قوات الحشد الشعبي بأسلحة كبيرة، لكن بالمقابل ترفض تسليح أبناء العشائر الذين هم أيضا من يجابه تنظيم داعش. وأوضح «هناك ازدواجية واضحة من قبل الحكومة في التعامل مع أبناء شعبها فهي تعطي السلاح للحشد المكون من أبناء المحافظات الوسط والجنوب بينما ترفض إعطاءه لأبناء المحافظات السنية».
بينما أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكثر من مرة «إن رفض تسليحنا لأبناء المحافظات الخاضعة تحت سيطرة الإرهابيين المتطرفين تعود لمخاوفنا من أن يذهب السلاح إلى التنظيمات الإرهابية»، بعد أن أثار شبهات كثيرة بأن هناك صفقات أسلحة سابقة وصلت إلى «داعش» الإرهابي عن طريق تجار وسياسيين في محافظة الأنبار غرب العراق.
وقال الخبير الاستراتيجي ليث محمود «إن حكومة بغداد لديها مخاوف من وصول السلاح إلى يد العشائر وقد يصل إلى تنظيم داعش كما أثير من شبهات بيع سلاح وفساد في حكومة نوري المالكي السابقة».
وأضاف قائلا: «والأمر الآخر من التخوف أن حكومة العبادي تعاني ضغوطا من كتل وأحزاب سياسية لا ترغب أن يكون للعشائر دور في استتباب الأمن خوفا من أن تلعب دورا في المشهد السياسي بالعراق بالفترة المقبلة، لا سيما أن هذه القوى السياسية تعول على الحشد الشعبي الأمر الذي يجعل البلد على حاله ينغمس في الفوضى الطائفية».
وأوضح أن هذا الإجراء سيزيد من الاحتقان الطائفي ويفسد على البلد حسم الموضوع ويفشل حكومة العبادي ويعرقل ممارستها لدورها الذي خططت له في إدارة البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.