يتّجه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى الدعوة لعقد اجتماعات تمهيدية في جنيف منتصف شهر مايو (أيار) المقبل، مع ممثلين من المعارضة والنظام على أن يليها مؤتمر قد يحمل عنوان «جنيف 3» يجمع الطرفين، وفق ما يشير إليه الحراك الذي يقوم به موفدون من قبله، بحسب ما قال هشام مروة، نائب رئيس الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة، متوقعا أن تصل الدعوات في الأيام القليلة المقبلة. في غضون ذلك، وبينما تعقد لقاءات تجمع فصائل عسكرية معارضة في تركيا، كشف مروة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن اجتماع موسع سيعقد في وقت قريب، يجمع الفصائل مع الائتلاف للبحث في «الوثيقة السياسية» التي كانت قد أعدتها الهيئة السياسية ليتم التوافق عليها من كلّ الأفرقاء وتكون جاهزة لاعتمادها أمام أي جهة دولية.
وفي الإطار نفسه، كشف مصدر دولي في نيويورك لوكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، أن دي ميستورا يعتزم دعوة الأطراف المتحاربة إلى عقد اجتماعات في جنيف بحلول منتصف الشهر المقبل.
وقال المصدر إن «دي ميستورا سيطلع أعضاء مجلس الأمن على تفاصيل هذه اللقاءات التي سيجريها مع كل طرف على حدة في محاولة لإيجاد الطريقة المناسبة لتنفيذ بيان جنيف من الناحية العملياتية، ولا سيما أن كل الأطراف أعلنت موافقتها على هذا البيان الذي أقر في 30 يونيو (حزيران) 2012، إثر مفاوضات أجريت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون، بمشاركة المبعوث الدولي سابقًا كوفي أنان».
ولفت إلى أن المساعي الدبلوماسية تتركز على إيجاد تفسيرات موحدة لنصوص هذا البيان، ولم يتضح بعد ما إذا كان دي ميستورا سيدعو أطرافا خارجية، مثل روسيا والولايات المتحدة، إلى هذه المشاورات، مستبعدًا جلوس الحكومة والمعارضة على طاولة واحدة في الوقت ذاته.
وأوضح نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، أنّه، ووفقا للقاءات التي جمعت موفدين من قبل دي ميستورا وممثلين من الائتلاف، فإن اجتماعات جنيف المرتقبة ستبحث في إيجاد آليات للحل وتطوير رؤية شاملة مستندة إلى مقررات مؤتمر جنيف. وفيما لا تزال مشاركة إيران في أي مؤتمر متعلق بسوريا غير محسومة، أشار مروة إلى أن النظام وحلفاءه، ووفق الوقائع والمعطيات المتوفرة، لا يملكون أي رغبة بأي حل سياسي بل على العكس سيستمر في الحل العسكري، معتبرا في الوقت عينه أنّ الوقائع الميدانية في الفترة الأخيرة وما ستشهده المرحلة المقبلة ستضع النظام أمام واقع جديد. وبينما تتكثف الاجتماعات في تركيا بين فصائل معارضة عدّة، وكثر الحديث في الأيام الأخيرة عن دور لقائد «جيش الإسلام»، زهران علوش، بعد خروجه من الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، باتجاه تركيا، وإمكانية فتح جبهة العاصمة دمشق، توقّعت مصادر في المعارضة أن يكون لـ«عاصفة الحزم» اليمنية ارتدادات عسكرية على الساحة السورية، وأن تظهر مستجدات لافتة على الأرض.
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «تأثير (عاصفة الحزم) لن يكون فقط سياسيا بل عسكريا أيضا، وقد يظهر بالدرجة الأولى من خلال الدعم العسكري النوعي، مشيرة في الوقت عينه إلى أن إنجازات المعارضة في بعض المناطق السورية في الفترة الأخيرة تؤكد هذا الأمر بعدما حصلت الفصائل على دعم»، مضيفة: «ما تحتاجه المعارضة السورية هو الدعم العسكري النوعي وستتمكن، ومن دون أدنى شك، من القضاء على النظام و(داعش) معا».
في غضون ذلك، وضمن سلسلة زيارات يقوم بها الائتلاف، التقى وفد من الائتلاف الوطني السوري في قطر، أمير الدولة تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية القطري خالد العطية.
وضم الوفد كلاً من رئيس الائتلاف خالد خوجة، ونوابه، والأمين العام، وعددًا من أعضاء الهيئة السياسية والهيئة العامة، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة.
وأكد تميم على استمرار دعم بلاده للثورة السورية ومطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة، وفق ما جاء في بيان للائتلاف، مشيرا إلى أنّه تم البحث خلال اللقاء بالقضايا المشتركة والدور القطري في دعم الثورة السورية، وأكد الأمير تميم على استمرار الدعم للائتلاف الوطني السوري ومؤسساته بكل أشكال الدعم، لتتمكن من القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري.
كما ناقش الطرفان تطورات المشهد السوري والانتصارات الأخيرة التي حققها الثوار في كل الجبهات وتراجعات نظام الأسد وخسائره، إضافة إلى التوغل الإيراني الفاضح ومشاركتهم في حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد على السوريين.
اجتماعات عسكرية وسياسية في صفوف المعارضة السورية.. ومباحثات مرتقبة تمهيدًا لـ«جنيف 3»
توقعات بأن تنعكس ارتدادات «عاصفة الحزم» على سوريا في المرحلة المقبلة
اجتماعات عسكرية وسياسية في صفوف المعارضة السورية.. ومباحثات مرتقبة تمهيدًا لـ«جنيف 3»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة