الناطق باسم المقاومة الشعبية في عدن: الميليشيات محاصرة في المطار

تحذيرات من عمليات تهريب سلاح عبر القوارب الصغيرة

الناطق باسم المقاومة الشعبية في عدن: الميليشيات محاصرة في المطار
TT

الناطق باسم المقاومة الشعبية في عدن: الميليشيات محاصرة في المطار

الناطق باسم المقاومة الشعبية في عدن: الميليشيات محاصرة في المطار

تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على الجهة الخلفية للمطار الدولي في عدن وفرضت حصارا على مواقع تجمع الميليشيات. وفرضت المقاومة الشعبية سيطرتها بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثيين على أطراف عدن، بالقرب من مصنع «الحديد» الذي اتخذته قوات صالح والحوثيين في وقت سابق مقرا لتخزين الأسلحة المتوسطة، ونقطة لتجمع أفرادها لشنّ هجمات على المدن والقرى القريبة من المصنع، في حين تمكنت المقاومة من بسط نفوذها على عدد من الفنادق بعد تطهيرها من القناصة على طول الطريق بين عدن وتعز.
وقال لـ«الشرق الأوسط» منذر السقاف، الناطق باسم المقاومة الشعبية في عدن، إن هناك معارك دائرة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثيين في المعلا، التي تسيطر فيها قوات صالح والحوثيين على الخط الخلفي للميناء، والصوامع، ومحطة حجيف الكهربائية التي تغذي ثلاث مديريات رئيسية في الشق الجنوبي من اليمن.
وأضاف السقاف أن قوة المعارك في المعلا دفعت الحوثيين إلى قطع التيار الكهربائي عن المعلا والقلوعة والتواهي لتدخل هذه المديريات يومها السابع من دون كهرباء بسبب أعمال التخريب من الميليشيات، وهو ما يشكل أزمة إنسانية للمدنيين، لافتا أن المقاومة الشعبية أجبرت الميليشيات الحوثية وأعوانها على الخروج من التواهي والقلوعة بعد معارك كبيرة خاضتها المقاومة التي تسيطر على الأوضاع في الوقت الراهن بالمديريتين وتعمل على تحصينهما.
وعن المواجهات العسكرية في كريتر، قال الناطق باسم المقاومة الشعبية، إن المقاومة تقوم بعمل بطولي في مواجهة ميليشيات الحوثيين وحليفهم العسكري علي عبد الله صالح، رغم الحصار المفروض على المديرية من قبل الحوثيين، إلا أن المقاومة تعمل بما لديها من إمكانات على منع دخول الميليشيات إلى كريتر، وما زالت المعارك جارية في هذه المديرية حتى يتم دحر المعتدين، كما وصفهم السقاف.
وحول المعارك الدائرة في محيط مطار عدن الدولي، قال السقاف: «بالنسبة للمعارك الدائرة في الميدان، ما زالت الجبهة الخلفية للمقاومة موجودة في مطار عدن، والمطار أصبح محاصرا من جهتين، وتتقدم المقاومة من الجهة الخلفية في اتجاه مواقع تمركز الحوثيين، ونجحت المقاومة في الوصول إلى مقر الشرطة الجوية والسيطرة عليه، ويجري تطهير المطار والتعامل مع الميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة من المطار»، موضحا أن «المقاومة الشعبية تتعامل الآن مع بعض فلول الحوثيين بالقرب من الكورنيش على خط الساحل باتجاه أبين، والمقاومة حريصة بكل أفرعها على إخراج الحوثيين من منطقة الكورنيش والمطار».
ولفت السقاف، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المقاومة الشعبية، قاتلت بشدة للسيطرة على «مصنع الحديد» الذي يقع على أطرف مدينة عدن؛ إذ يعد المصنع من أهم المواقع العسكرية للحوثيين وحليفهم صالح، في تخزين الأسلحة الحيوية للميليشيات، الذي تقوم من خلاله الجماعات المسلحة بمهاجمة المدن ومنها عدن والقرى القريبة من المدينة، وهو نقطة لتجمع أفراد الميليشيا لإعادة ترتيب عملياتهم، موضحا أن سقوطه بيد المقاومة يعد نقطة تحول في موازين القوى وقطع إمداد الحوثيين من هذا الموقع.
وامتد نفوذ المقاومة الشعبية، بحسب السقاف، ليصل إلى الطريق الرابط بين عدن وتعز، وقامت مباشرة بعد ضرب قوات التحالف مواقع تجمع الميليشيات في هذا الطريق، بمهاجمة عدد من الفنادق الواقعة على هذا الطريق وتطهيرها من بقايا الحوثيين والقناصة، ويجري التعامل مع بعض من ميليشيات الحوثيين على طول امتداد الطريق الذي يربط المدينتين، فيما تم تعزيز المواقع التي سيطرت عليها المقاومة بدبابات وأفراد للحفاظ على المكاسب العسكرية.
وقال السقاف إن الحوثيين ووفق أجندتهم العدوانية تجاه اليمن والمدنيين استهدفوا شبكات الإنترنت وأبراج الهاتف الجوال، وعمدوا إلى محاصرة بعض المديريات ومنع دخول الأغذية والمساعدات الإنسانية، وهناك بعض المديريات مقطوعة عنها الكهرباء منذ أسبوع، فيما شدد الحوثيون حصارهم على لحج في محاولة منهم لمنع الدخول لعدن.
وذكر السقاف أن استهداف الحوثيين لشبكات الإنترنت وأبراج الهاتف الجوال يرجع لعدة أسباب؛ في مقدمتها أن هذه الجماعة لا تهتم بمقدرات اليمن والحفاظ على البنية التحتية، كما أنها تسعى من خلال هذا العمل لقطع الاتصال بالعالم الخارجي وعدم بث تقارير مصورة عن الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين داخل المدن، إضافة إلى قطع الاتصال وتناقل المعلومات بين قيادات المقاومة حول تحرك الحوثيين.
وفي قراءة للمعطيات العسكرية على أرض الواقع، قال الدكتور علي التواتي، الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن المطلوب في الوقت الراهن تطهير منطقة عدن بالكامل، و«إذا تمكنت المقاومة من تأمين خور مكسر، وشبه جزيرة الصويرة، مع تأمين الأحياء، بحيث تكون جاهزة لتجمع المقاومة والقوات الموالية للشرعية، وإعادة تنظيمها وتسليحها من قبل قوات التحالف، وإعادة تأهيل المطار والميناء، فإنه وفي هذه الحال ستتغير موازين المعركة في وقت لا يتجاوز أسبوع واحد».
وأشار التواتي إلى أن «قوة الحوثيين، ووفقا للمعطيات العسكرية، تتزعزع على أرض الواقع، وتغيير المواجهة إلى معاداة السكان المحليين وضربهم مباشرة وبطردهم من منازلهم والتمركز فيها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، تكون هذه بداية الانهيار الفعلي لهذه القوة التي لا تهتم بحياة الإنسان»، موضحا أن «ميليشيات الحوثيين تعتقد أنه ومن خلال الأعمال العدوانية ضد المدنيين فهي تسيطر عليهم، وهي في الحقيقة تجبر من لم يحمل السلاح على حمله لمواجهة هذه القوة الغاشمة التي ضربت مصادر الحياة، وهي أفعال لا تمثل الجيش الذي تفترض عليه حماية المدنيين».
وعن التغير العسكري للحوثيين وقطعهم للاتصالات، قال التواتي، إن «عملية قطع الاتصالات لا تؤثر بشكل مباشر على المقاومة الشعبية، لأنها مزودة بأجهزة اتصال من خارج الشبكة عبر الأقمار الصناعية، وبالتالي هي توثر على السكان المدنيين»، موضحا أن «هذه الأعمال تبرهن بشكل كبير على يأس هذه الميليشيات في مواجهة قوات التحالف والمقاومة على الأرض».
وشدد التواتي على أن «المشكلة الكبيرة ما يرصد من فوضى في الحركة بخليج عدن، وتحرك قوارب صغيرة وقوارب صيادين من عدن باتجاه جيبوتي، وتحرك دائم لسفن ترصد خلالها عمليات تهريب أسلحة وإن كانت ضئيلة إلا أنها مؤثرة على ساحة المعركة، كما يرصد في منطقة (ذبار) على باب المندب».
وأشار التواتي إلى أن ما يثير القلق في الفترة الحالية تحرك السفن الإيرانية التي تحمل شحنات غير معروفة، مما أجبر الولايات المتحدة على زيادة قطعها البحرية في باب المندب وخليج عدن لمراقبة السفن التي عبرت هرمز باتجاه المياه اليمنية؛ إذ يعول الحوثيون عبر عمليات الكرّ والفرّ على أن تجد إيران من خلال هدنة إنسانية أو عبر أي ترتيب، طريقة لإيصال الإمدادات للحوثيين، خاصة أن حدود اليمن البحرية تصل إلى 2500 كيلومتر.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».