الحوثيون يحولون مدينة الحديدة إلى ساحة مواجهات.. جوع وتفجير منازل وإغلاق محلات

أبناء تهامة يوجهون نداء استغاثة لقبائل الزرانيق

الحوثيون يحولون مدينة الحديدة إلى ساحة مواجهات.. جوع وتفجير منازل وإغلاق محلات
TT

الحوثيون يحولون مدينة الحديدة إلى ساحة مواجهات.. جوع وتفجير منازل وإغلاق محلات

الحوثيون يحولون مدينة الحديدة إلى ساحة مواجهات.. جوع وتفجير منازل وإغلاق محلات

لليوم الثالث على التوالي، تستمر المواجهات بين مسلحين من المقاومة الشعبية من أبناء تهامة في مدينة الحديدة، غرب اليمن، من جهة، وبين جماعة الحوثي المسلحة، من جهة أخرى، في ظل تزايد سقوط القتلى والجرحى في المواجهات التي استخدم فيها الطرفان الأسلحة الرشاشة. وفي الوقت الذي لم يتسن فيه معرفة عدد القتلى من الجانبين، فقد أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» مقتل قيادي حوثي في المواجهات، يكنى بـ«أبي طلال»، وقد قتل في المواجهات بحارة اليمن بمدينة الحديدة.
وقال مواطنون في مدينة الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحوثيين يفرضون حصارا كاملا على حيي اليمن والكورنيش ومنطقة باب مشرف في المدينة، ويمنعون السكان من الخروج من منازلهم أو فتح محلاتهم التجارية، في الوقت الذي قاموا فيه بتفجير عدد من منازل المواطنين، ممن يعتقد الحوثيون أنهم يشاركون في المقاومة الشعبية التي تشكلت مؤخرا في الحديدة لرفض وطرد الحوثيين من المحافظة وإقليم تهامة بصورة كاملة». ووجه سكان الحديدة، خصوصا حارتي اليمن والكورنيش، نداء استغاثة لإنقاذهم من جماعة الحوثي المسلحة ومن الكارثة الإنسانية الوشيكة التي تريد الجماعة إلحاقها بهم.
وقال نداء الاستغاثة، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الأطفال والمسنين باتوا يأكلون الكراتين جراء الجوع بسبب الحصار الذي يفرضه عليهم المسلحون الحوثيون». ووجه الأهالي نداء إلى قبائل الزرانيق التهامية الشهيرة ومشايخ القبائل في بيت الفقيه وبيت الشامي، لإنقاذهم من سطوة الحوثيين وحصارهم. وقالت مصادر محلية خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي المسلحة تقوم باستفزاز المواطنين ناهيك باختطاف الشباب من منازلهم بقوة السلاح، وقد اختطف ما يزيد على 60 شابا من مختلف الأعمار احتجزوا في قلعة الكورنيش التاريخية التي أصبحت معتقلا لهم، واستخدام المعتقلين دروعا بشرية، بالإضافة إلى تحويلها مكتبا لأنصار الله (الحوثيين)».
وأضافت المصادر المحلية أن «القناصين اعتلوا أسطح المنازل والمدارس، وأن العشرات من المسلحين الحوثيين وصلوا إلى محافظة الحديدة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كتعزيزات بشرية من أجل بسط السيطرة على المحافظة الساحلية التي تعدّ ثاني أكبر ميناء في اليمن. ومنذ خروج أبناء إقليم تهامة في محافظة الحديدة لتأييد عملية (عاصفة الحزم) والشرعية الدستورية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، بدأت جماعة الحوثي المسلحة في حملة ملاحقات واعتقالات مكثفة ضد المناوئين لهم، وفرقت مسيرات جماهيرية حاشدة قتل فيها وجرح العشرات، ولا يزال مؤسس الحراك التهامي السلمي العميد خالد خليل، معتقلا حتى اللحظة لدى هذه الجماعة».
وبينما جرت وساطات من قبائل ومشايخ وأعيان أبناء تهامة ورجال دين مع جماعة الحوثي المسلحة لفك الحصار المفروض على سكان بعض الأحياء في مدينة الحديدة خاصة حارات اليمن والحوك والكورنيش، رفضت الجماعة الوساطات مع استمرار مواجهتها بكل أنواع الأسلحة لمن يعارضهم، في حين أغلقت جميع المحال التجارية أبوابها في مدينة الحديدة وأجبرت المواطنين البقاء في منازلهم.
ويؤكد شهود من أبناء حي (اليمن) لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي نشرت مسلحيها في جميع المداخل والمخارج بشكل غير ملحوظ، وتقوم باستفزاز الأهالي، باعتقال شخصيات اجتماعية ودينية وناشطين من الشباب والحراك التهامي السلمي. وقد أصيبت امرأة إصابة مباشرة في الصدر والظهر أثناء محاولتها الدفاع عن زوجها من خلال إمساك السلاح (الآلي) لمنعهم من اختطافه، فقاموا بإطلاق الرصاص عليها وخطفوا زوجها الذي ليس له أي انتماء سياسي ولا علاقة له بأي مكون سياسي أو ثوري». وأضاف شهود العيان أن «المسلحين الحوثيين يقتحمون المنازل بقوة السلاح من دون مراعاة لحرمة المنزل». وقال المواطنون لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي لم تكتف بملاحقة واعتقال الناشطين والشباب، بل إنها شددت على الأحياء في مدينة الحديدة وخصوصا مديرية الحوك وحي اليمن، بضرورة إبلاغهم فور مشاهدتهم لأي تجمع شبابي بعد العاشرة مساء كل يوم»، وهو ما يعني فرض حظر التجوال على مدينة الحديدة ليلا.
وبدأت وتيرة الأحداث تشتد في مدينة الحديدة، غرب اليمن، بعد قيام مجهولين بإلقاء قنبلة صوتية على قلعة الكورنيش التاريخية على ساحل البحر الأحمر، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، فجر السبت الماضي، الأمر الذي تسبب بعدها بتبادل لإطلاق للرصاص بين المسلحين الحوثيين والمجهولين، وجرت اشتباكات استمرت لفترة قصيرة بينهم نتج عنها وقوع جرحى من الطرفين.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.