عالم الفن يتحرك لمنع أعمال نهب الآثار وتدميرها في سوريا

خبير لدى الإنتربول يطالب باستهداف التجار بقوانين أكثر صرامة

يرى خبراء آثار أنه من المستحيل تحديد قيمة قطع الآثار التي نُهبت في سوريا ({الشرق الأوسط})
يرى خبراء آثار أنه من المستحيل تحديد قيمة قطع الآثار التي نُهبت في سوريا ({الشرق الأوسط})
TT

عالم الفن يتحرك لمنع أعمال نهب الآثار وتدميرها في سوريا

يرى خبراء آثار أنه من المستحيل تحديد قيمة قطع الآثار التي نُهبت في سوريا ({الشرق الأوسط})
يرى خبراء آثار أنه من المستحيل تحديد قيمة قطع الآثار التي نُهبت في سوريا ({الشرق الأوسط})

خلال الإعلان عن إقامة جناح جديد للفن الإسلامي بالمتحف البريطاني بلندن، قال نيل مكروغر مدير المتحف، إن الخبراء في المتحف العريق يقومون بمتابعة ظهور الآثار المسروقة من البلدان العربية، وأشار إلى أن فريق العمل يقوم بالتنسيق مع البوليس والجمارك في بريطانيا لمراقبة القطع الأثرية المنهوبة.
وبشكل أوسع، تحاول السلطات الأوروبية بالتعاون مع تجار التحف الفنية التحرك منع تهريب الآثار وبيعها لتمويل الجهاديين بعد أعمال التدمير والنهب التي تعرضت لها مواقع أثرية في كل من سوريا والعراق.
ونقلت الصحافة الفرنسية عن خبير التحف الفنية المسروقة كريس مارينيلو في لندن أنه رأى صورا لقطع أثرية من سوريا عرضت عليه للبيع، وكان رأيه أنها كانت «منهوبة بالتأكيد».
وهو ما يؤكده مدير مؤسسة «أرت ريكوفري إنترناشونال»، بقوله: «كان في إمكاننا أن نرى الغبار على بعض هذه القطع»، مما يؤكد أنها كانت أخرجت من تحت الأنقاض.
وازداد القلق فيما يتعلق بملف سوريا، مع تقدم «داعش» في هذا البلد وفي العراق على الأرض، المصحوب بأشرطة فيديو دعائية ظهر فيها عناصره وهم يدمرون بعض المواقع الأثرية مثل مدينة نمرود.
وكان مجلس الأمن قد طالب في فبراير (شباط) الماضي الحكومات التحرك للتصدي لتهريب التراث الحضاري من هذين البلدين، مشددا على أن هذه التجارة تشكل مصدر تمويل مهما لتنظيم «داعش». وبحسب خبراء، فمن المستحيل تحديد قيمة قطع الآثار التي نُهبت في سوريا، مهد حضارات كثيرة، منها الكنعانية والعثمانية. وترى الجمعية الدولية لتجار التحف الفنية ومقرها لندن أن السوق المشروعة للقطع الأثرية مثلت 150 إلى 200 مليون يورو في 2013. وأكد مارينيلو أن زبائنه وهم تجار «يحرصون على عدم شراء أي قطعة قد تكون سرقت خلال موجة النهب الأخيرة».
ومن جانبه، يؤكد هرمن بارزينغر عالم الآثار ورئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي في ألمانيا أن هناك سوقا لهذا النوع من التحف معربا عن الأسف للخسارة الثقافية الهائلة المرتبطة بعمليات النهب والاتجار. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «الإطار المهم لإعادة تكوين الحضارات قد دمر تماما».
واقترحت الحكومة الإيطالية على منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو) تشكيل قوة عسكرية لحماية المواقع الأثرية في مناطق الحرب، لكن معظم الخبراء يرون أنه ليس هناك الكثير الذي يمكن القيام به لوقف عمليات التدمير ويقولون إنهم تحولوا إلى متفرجين عاجزين.
وذكر فرنون رابلي الذي عمل في وحدة مكافحة تهريب الآثار والتحف الفنية لدى اسكوتلانديارد أن السوق أغرقت بالقطع المسروقة بعد الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان، مما أدى إلى تراجع الأسعار. ويتوقع هذه المرة أن يتم تخزين الكثير من القطع المسروقة في سوريا «في مستودعات في البلاد» لطرحها في الأسواق في وقت لاحق تفاديا لظاهرة انخفاض قيمتها.
وللتصدي بشكل أفضل لأعمال النهب يرى ستيفان تيفو المسؤول في الوحدة الخاصة بالتحف الفنية لدى الإنتربول أنه يجب استهداف التجار، وطالب بقوانين وطنية أكثر صرامة، وهو احتمال تدرسه السلطات الألمانية. وقال: «علينا السعي إلى الحد من السوق غير المشروعة، أملا منا بأن يتراجع العرض مع تراجع الطلب. لكن التحقق من أن قطعا أثرية مسروقة ليس بالأمر السهل، وليس فقط لأن ذلك لا يشكل أولوية بالنسبة إلى الشرطة».
ويلزم القانون الحكومات بإعطاء أدلة على السرقة والنهب وانتقال قطعة فنية أو أثرية من شخص لآخر لسنوات يسهم في خلط الأوراق حول مصدرها الأصلي. وخلال مؤتمر نظم هذا الأسبوع في متحف فيكتوريا والبرت في لندن، أكد علماء الآثار على أهمية وضع قائمة بالثروات الأثرية.
ويمكن العثور بسهولة أكبر على القطع التي تم تصويرها وسجلت في فهارس رقمية وتقوم شرطة الإنتربول بوضع قاعدة بيانات للآثار المسروقة. ودعا جيمس ايدي العضو في الجمعية الدولية لتجار التحف الفنية المؤسسات الثقافية إلى تقاسم معلوماتها مع اليونيسكو، لمساعدة المتاحف في وضع الفهارس.
وقال: «هذه القطع ستظهر في يوم من الأيام في الأسواق. والتحدي يكمن في التعرف عليها لإعادتها إلى موقعها الأصلي بعد استتباب الأمن».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.