وصل نحو 300 مظلي أميركي إلى أوكرانيا، أمس، لتدريب جنود تابعين للحرس الوطني الأوكراني على مواجهة الانفصاليين الروس، مما أثار غضب الكرملين الذي عد الخطوة «مزعزعة للاستقرار».
وسيتمركز الجنود الثلاثمائة، الذين يوجدون عادة في إيطاليا، في يافوريف التابعة لمنطقة لفيف قرب الحدود البولندية، حيث سيقضون 6 أشهر. وشارك مدربون أميركيون سابقا في مناورات مشتركة مع الجيش الأوكراني، لكن هؤلاء المظليين سيدربون 900 جندي من الحرس الوطني الأوكراني. ويتألف الحرس الوطني التابع لوزارة الداخلية بشكل خاص من متطوعين كانوا في عداد ميليشيات الدفاع الذاتي في «ميدان» (الحركة الاحتجاجية المؤيدة لأوروبا في وسط كييف التي قمعت بعنف في فبراير/ شباط 2014).
ونددت موسكو بالوجود العسكري الأميركي الذي «سيزعزع الوضع بشكل خطير» في هذا البلد السوفياتي السابق. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن «وجود اختصاصيين من بلد ثالث لا يسهل تسوية النزاع وتوفير مناخ جيد بل على العكس يزعزع الوضع بشكل خطير».
وتتهم موسكو الولايات المتحدة بالوقوف وراء حراك «ميدان» الذي أدى إلى سقوط النظام الموالي لروسيا في أوكرانيا والإطاحة بالرئيس المقرب من موسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير 2014. وتبع هذا السقوط إعلان ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا بعد أقل من شهر، ثم نشوب نزاع مسلح في الشرق الأوكراني.
وأفاد وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين، أمس، بأن بلاده تريد من المحكمة الجنائية الدولية (مقرها لاهاي)، التحقيق في كل مزاعم جرائم الحرب في القرم وشرق البلاد. وقد أعطت أوكرانيا بالفعل المحكمة الدولية سلطة التحقيق في الجرائم التي وقعت على أراضيها اعتبارا من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 حتى 22 فبراير 2014 وهي فترة سبقت سقوط الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وقال كليمكين في مقابلة مع وكالة «رويترز»، قبل الاجتماع مع رئيس المحكمة ومدعي المحكمة في لاهاي، أمس: «نحن متفائلون تماما إزاء زيادة مشاركة المحكمة الجنائية الدولية». وأضاف أن من شأن الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية أن تغطي «كل شيء تحت ولاية المحكمة بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية».
وتتهم كييف والغربيون روسيا بتسليح التمرد الانفصالي الموالي لها وبنشر قوات نظامية في شرق أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه موسكو بشكل قاطع. وبحسب البيان الذي نشره الجيش الأميركي على موقعه، يفترض أن تستمر فترة التدريب 6 أشهر على أن يتم تناوب المدربين الأميركيين كل شهرين. ونقل البيان عن القائد جوزيه منديز أن هدف الجنود الأميركيين أن يدربوا الجنود الأوكرانيين، ليس فقط على تقنيات القتال، بل أيضا على «الالتزام بالروح المهنية وتعزيزها وبالقوة العسكرية الماهرة».
وطلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة تنظيم هذه المناورات المسماة «الحراس الشجعان» التي ستبدأ الاثنين المقبل. وقال الكابتن أشيش باتل على موقع الجيش الأميركي الإلكتروني، إن «هذه المناورات ستساعد الأوكرانيين في الدفاع عن حدودهم وسيادتهم»، مضيفًا أن المعدات العسكرية المستخدمة في المناورات لن تترك للقوات الأوكرانية.
من جهته، أشار المتحدث باسم الجيش الأوكراني، أندري ليشينكو، إلى أن «المدربين الأميركيين لديهم خبرة كبيرة في معارك قد تكون نافعة خلال المواجهات».
غضب في موسكو بعد وصول 300 مظلي أميركي إلى أوكرانيا
كييف تطالب «لاهاي» بالتحقيق في الجرائم المرتكبة بالقرم والشرق الانفصالي
غضب في موسكو بعد وصول 300 مظلي أميركي إلى أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة