طرفا النزاع في ليبيا يقدمان في اجتماع الصخيرات ملاحظاتهما حول مشروع اتفاق

من شأنه أن يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية

طرفا النزاع في ليبيا يقدمان في اجتماع الصخيرات ملاحظاتهما حول مشروع اتفاق
TT

طرفا النزاع في ليبيا يقدمان في اجتماع الصخيرات ملاحظاتهما حول مشروع اتفاق

طرفا النزاع في ليبيا يقدمان في اجتماع الصخيرات ملاحظاتهما حول مشروع اتفاق

تواصلت المفاوضات، أمس، في مدينة الصخيرات في المغرب بين وفدي البرلمانين المتنافسين في ليبيا، حيث سلم طرفا النزاع ملاحظاتهما إلى الأمم المتحدة على مشروع اتفاق سيفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
فبعد جولتين سابقتين في مارس (آذار) الماضي، استؤنفت المفاوضات في هذا المنتجع البحري قرب الرباط، تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون، الذي حاول الضغط على المشاركين لإبداء المرونة والقبول بـ«تنازلات».
وكان ليون قد أعلن مساء الأربعاء أن «الليبيين يكاد ينفذ صبرهم والمجتمع الدولي أيضا»، وذلك بعد ساعات على قصف قرب العاصمة طرابلس. كما قام المبعوث أول من أمس بجولة مكوكية خلال النهار على وفدي طرفي النزاع في ليبيا في الصخيرات، وفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال محمد معزب، عضو وفد المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس): «قدمنا ملاحظاتنا على مشروع الاتفاق»، الذي يهدف إلى تأسيس «توافق حول السلطات التي ستتسلم مقاليد المرحلة الانتقالية المقبلة».
من جانبه، قال محمد شعيب، عضو برلمان طبرق المعترف به دوليا: «لقد قدمنا مذكرتنا الجوابية للمبعوث الأممي»، معربا عن أمله في «التوصل إلى اتفاق نهائي خلال اليومين المقبلين». إلا أن ليون لم يعلق على هذين التصريحين.
وكانت الأمم المتحدة قد اقترحت على طرفي المفاوضات خريطة طريق تنص على «تشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي لمرحلة انتقالية وبرلمانا يمثل جميع الليبيين». وفي هذا الشأن قال ليون إنه يتوقع من الجولة الجديدة في الصخيرات أن تؤدي إلى اتفاق نهائي على الحكومة «بما في ذلك الأسماء»، ولكن أيضا على «الترتيبات الأمنية». مشيرا إلى أنه سيكون على كل معسكر العودة «إلى برلمانه لتقييم ما إذا كان الاتفاق جيدا للتصديق عليه. ولكن يجب على الأطراف أن تدرك أن هذا أقصى ما يمكن أن يحصلوا عليه».
وعلى صعيد متصل، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مساء أمس إنها تلقت ملاحظات طرفي النزاع في ليبيا على مذكرتها لإنهاء النزاع في هذا البلد، وأوضحت أنها تعمل على «تضييق الهوة» بينهما، تمهيدا للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال سمير غطاس، الناطق الرسمي باسم البعثة الأممية، لقد «تلقينا الملاحظات المكتوبة من الأطراف حول المذكرة الأممية. وهناك نقاط خلافية نعمل على تضييق الهوة بخصوصها، لكن هناك أيضا نقاط التقاء كثيرة بين الأطراف تم الاتفاق بشأنها».
وأضاف غطاس من منتجع الصخيرات السياحي (جنوب العاصمة الرباط)، حيث تعقد المفاوضات لإنهاء الأزمة في ليبيا، أن فريق عمل البعثة «يدرس تلك الملاحظات ويعمل على تجميعها». وبالتزامن مع مفاوضات الصخيرات تواصلت أعمال العنف في ليبيا، إذ نقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية للسلطات الحاكمة في طرابلس، أن «الطيران الحربي التابع للواء حفتر قصف صباح أمس معسكر كتيبة الصواريخ بمنطقة بئر الأسطى ميلاد في تاجوراء (نحو 10 كلم شرق طرابلس) والتابع لرئاسة الأركان العامة»، مضيفة أن قصف الطيران استهدف «ساحة المعسكر لكنه لم يسفر عن أي خسائر بشرية».
ولم يلتق طرفا النزاع في ليبيا مباشرة أمس، وهو ثالث يوم من جولة الحوار الرابعة التي يحتضنها المغرب، حيث قدما مقترحاتهما مساء الخميس، بينما انكب الفريق الأممي على دراستها أمس. وبعدما وافق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم طرفي النزاع، لا يزال الخلاف قائما حول تركيبة السلطة التشريعية، إذ يقترح المؤتمر الوطني العام، وهو برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا، إنشاء غرفتين بدل غرفة واحدة، تضم الطرفين وباقي المكونات، حسب ما أفاد مساء أول من أمس محمد المعزب، عضو المؤتمر الوطني العام. لكن وفد برلمان طبرق المعترف به دوليا يرفض بشكل تام فكرة اقتسام السلطة التشريعية.
وقال عثمان توفيق، عضو برلمان طبرق: «إن الطرف الآخر يصر على المشاركة في السلطة التشريعية، وهو طلب يصعب علينا كثيرا القبول به.. وقد وافقنا على مشاركتهم في الحكومة، لكن مشاركتهم في السلطة التشريعية ستكون صعبة جدا».
ورجح عثمان توفيق تمديد المفاوضات في الصخيرات، وقال بهذا الخصوص: «أتوقع تمديد المفاوضات لما بعد الأحد لأن بعثة الأمم المتحدة ستدرس ملاحظات الطرفين الجمعة (أمس) والسبت (اليوم) على أن تعد نسخة جديدة لمذكرتها تكون منطلقا لمفاوضات جديدة».
ويؤكد وفد برلمان طبرق إلى الصخيرات أن هذا البرلمان جاء عبر صناديق الاقتراع، وأن جزءا مهما من المنسحبين منه عادوا إليه، لذلك يتمسك بكونه الممثل الوحيد الشرعي للسلطة التشريعية في ليبيا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.