المدافعون عن الحرية

TT

المدافعون عن الحرية

* تعقيبا على خبر «مقاتل شرس من أجل الحق»، المنشور بتاريخ 14 أبريل (نيسان) الحالي، أود أن أقول: لعل ما يحتاج إليه العالم في وقتنا الراهن، ليس مزيدًا من التقدم، لأن ما تراكم لدى الإنسان من الإنجازات العملية والتطور التكنولوجي يُعَدّ علامة فارقة في تاريخ البشرية، فقهر الإنسان معظم الموانع التي تحول دون تجواله في الكون، وهو قد قلّص المسافات بينه وبين الآخرين من خلال اختراعاته المدهشة، إنما ما يحتاج إليه حقا هو وجود الأشخاص الذين يفكرون بالضمير، ويضعون لأنفسهم هدفا يتمثل في حماية الحقيقة أينما كانت من الشرق أو الغرب، الأمر لا يفرق بالنسبة لمن يدافع عن الحق ما دام يتحمل مسؤولية إعادة المعنى إلى وجودنا، تماما مثلما فعل الكاتب الألماني غونتر غراس، ماذا ينفع وجود الإنسان، وماذا يجدي تطوره إذا فقد قدرته في الدفاع عن الحق؟ لا يزال هناك أشخاص في العالم لا تمنعهم التطورات المدهشة من انتقاد الجوانب السلبية والمظاهر المقيتة في الحياة، لأنهم يدركون بأن مهمتهم ليست الإطراء، وإنما تتمثل مهمتهم في مواصلة النقد من أجل عالم أفضل تتدنى فيه نسبة الظلم بين البشر.
[email protected]



2034... السعودية مونديالية... «أهلاً بالعالم»

أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)
أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)
TT

2034... السعودية مونديالية... «أهلاً بالعالم»

أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)
أطفال يحتفلون بالإعلان التاريخي في كورنيش جدة (تصوير: علي خمج)

بعد 6 أعوام من الترقب والانتظار، عاش المواطنون المحتشدون في الساحات والميادين العامة في السعودية، وكذلك من هم خلف الشاشات، تفاصيل اللحظة الفارقة والأهم في تاريخ الرياضة السعودية، بإعلان منح بلادهم «رسمياً» حق استضافة مونديال 2034؛ في خطوة وصفها كثيرون بالتتويج اللائق لمساعي المملكة الطموحة نحو تبوء مركز متقدم بين القوى العظمى في عالم كرة القدم.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن عن منح إسبانيا والمغرب والبرتغال حق استضافة مونديال 2030، مع إقامة ثلاث مباريات في أميركا الجنوبية (الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي)، فيما نالت السعودية حق استضافة نسخة 2034 للمرة الأولى في تاريخها.

الكبار والصغار عاشوا الفرحة الكبرى خلال احتفالات مركز إثراء بالظهران (تصوير: عيسى الدبيسي)

وستكون المملكة أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً وطنياً في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.

كان الملف السعودي هو المرشح الوحيد وصفق لاختياره أكثر من 200 اتحاد عضو في «فيفا». وقد شارك هؤلاء عن بُعد في اجتماع عبر الإنترنت استضافه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في زيوريخ.

وأعطى «فيفا» الملف السعودي تقييماً عالياً غير مسبوق في تاريخ ملفات الدول المتقدمة لاستضافة كأس العالم منذ انطلاقتها عام 1930، حيث حصل على 4.18 من 5، واصفاً المخاطر بأنها متوسطة، فيما وصف ملف مونديالي 2026 و2030 بـ«عالي المخاطر»، ودرجة تقييم أقل من الملف السعودي.

بوليفارد سيتي في الرياض تحول إلى بقعة احتفالية ساحرة بعد الإعلان (تصوير: سعد الدوسري)

وكانت المملكة قد سلمت ملف ترشحها بشكل رسمي لاستضافة هذه النسخة من نهائيات كأس العالم يوليو (تموز) الماضي، تحت شعار «معاً ننمو»، الذي كشفت فيه عن خططها الطموحة لاستضافة هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم، من خلال استضافة مباريات المونديال في 15 ملعباً، موزعة على خمس مدن مضيفة؛ هي الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، بالإضافة إلى عشرة مواقع استضافة أخرى عبر المملكة.

وتهدف المملكة من خلال استضافة كأس العالم 2034 إلى توفير تجارب استثنائية للاعبين والمشجعين من حول العالم، مع توفير مرافق وخيارات إقامة متميزة، تلبي متطلبات الزوّار على اختلافها، مع اهتمامها باستدامة المشاريع المنشأة والمحافظة على البيئة، كما تتوافر شبكة مواصلات متطورة، تمكن الجماهير من الوصول إلى الملاعب بسرعة وسهولة، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات السفر؛ لضمان تجربة مريحة ومتميزة للزوّار.

وأكدت المملكة، بعد إعلانها رسمياً دولة مستضيفة لكأس العالم 2034 للمجتمع الدولي، التزامها بتقديم تجربة استثنائية وغير مسبوقة للحدث الرياضي الأكبر حول العالم، مساهمة بذلك في بناء الإنسان، وتنمية القدرات البشرية، ومد جسور التواصل بين ثقافات العالم، مراعية بذلك الأثر البيئي، وعوامل الاستدامة، وتعظيم الإرث الرياضي والوطني من الاستضافة، حيث تمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة مهمة لتسليط الضوء على مسيرة التقدم التي تعيشها المملكة منذ إطلاق ولي العهد لـ«رؤية المملكة 2030» في عام 2016، إلى جانب الإنجازات المستمرة في قطاع الرياضة، باستضافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية مثل سباقات فورمولا1، وفورمولا إي، ورالي داكار، علاوة على السوبر الإسباني والسوبر الإيطالي، وغيرها من الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة والمتنوعة، التي أثمرت عن نمو كبير في قطاع السياحة؛ بتجاوز عدد السياح المحليين والدوليين لـ100 مليون سائح خلال عام 2023.