محافظ مأرب لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون يندحرون بفضل القبائل والجيش

سلطان العرادة قال إن المتمردين هاجموا المحافظة وخربوا خطوط الكهرباء

محافظ مأرب لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون يندحرون بفضل القبائل والجيش
TT

محافظ مأرب لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون يندحرون بفضل القبائل والجيش

محافظ مأرب لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون يندحرون بفضل القبائل والجيش

قال الشيخ سلطان العرادة، محافظ محافظة مأرب اليمنية النفطية الهامة، والتي تشهد محاولات عسكرية من قبل الحوثيين للسيطرة عليها منذ بضعة أيام، أن الميليشيات الحوثيين تهزم، حاليًا، في المواجهات الدائرة مع رجال القبائل وقوات الجيش في مأرب. وأشاد العرادة بالقرار الدولي الذي يفرض عقوبات على زعيم الحوثيين ونجل الرئيس المخلوع، العميد أحمد علي عبد الله صالح. وقال العرادة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي هو «موقف دولي يتماشى مع ما يحدث في اليمن ومع ما يتعرضون له من قتل وتخريب وهدم لدولتهم ومؤسساتهم ومعسكراتهم، ومن تسبب في ذلك هم من صدر بحقهم القرار الدولي». وأضاف العرادة، لـ«الشرق الأوسط»، أن عملية «(عاصفة الحزم) كان لها الدور الأكبر، وهي نصرة أبناء اليمن في وقت حرج، ووقفت موقفا تشكر عليه قيادات دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المساندة والعالم أجمع لوقوفها إلى جانب اليمن الذي تعرض لهجمة مدعومة من قبل إيران». وأردف أن الهجمة التي يتعرض لها اليمن «أرادت أن تغير وجه التاريخ في اليمن وتغير دولته ومجتمعه إلى مجتمع آخر، يريدون أن يكون مجتمعًا فارسيًا ولن يكون هذا، فنحن مجتمع عربي، أمة عربية جذورها مغروسة في عمق التاريخ». وقال: «باسم أبناء محافظة مأرب، بل باسم أبناء اليمن أجمع، نشكر من وقفوا إلى جانبنا من إخوتنا العرب ومن غيرهم من بني الإنسان».
وحول التحركات الحوثية والتطورات الميدانية، قال العرادة، إن ميليشيات الحوثيين هاجمت محافظة مأرب من أربعة اتجاهات «من اتجاه منطقة فرضة ومنطقة صرواح ومنطقة حريب القراميش وحريب بيحان». وأضاف: «الحمد لله أبناء مأرب وقفوا وتصدوا للهجمات وتساند أبناء مأرب القوات المسلحة الموالية للشرعية في هذه المحافظة وصدوا هذه الهجمات، وهذه الميليشيات الآن تسحب أذيال الهزيمة إلى الخلف وأبناء مأرب في حالة تماسك يبعث على الارتياح والوحدات العسكرية بدأت تلملم نفسها للتعاون الجاد مع أبناء هذه المحافظة والأمور تسير إلى أحسن حال».
وفي ما يتعلق بتأمين المنشآت الحيوية كالنفط والكهرباء التي تضخ من مأرب لباقي المحافظات اليمنية، في ظل ما يشيعه الحوثيون من أن أبناء مأرب هم من خرب خطوط نقل الكهرباء المقطوعة باليمن، بصورة كاملة، منذ ثلاثة أيام، قال المحافظ العرادة لـ«الشرق الأوسط»، إن «العكس هو الصحيح، فالحوثيون عندما هزموا في مناطق معينة، هم من قام بضرب خطوط الكهرباء والتسبب في انطفائها»، مؤكدا أن «المنشآت النفطية في أمن وأمان، ما عدا أبراج الكهرباء التي هي تحت سيطرة الحوثيين وعند إجلائهم من المناطق التي يسيطرون عليها في مديرية مجزر، سيتم بإذن الله إصلاحها».
وتعد مأرب من المحافظات النفطية اليمنية الهامة وتقع في شرق البلاد، ويحاول الحوثيون، منذ أشهر، بسط سيطرتهم العسكرية على المحافظة، غير أن قبائل مأرب والسلطة المحلية وقوات الجيش المرابطة هناك، أعلنت دعمها وولاءها للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. وكان المحافظ العرادة من أوائل الشخصيات التي زارت عدن لتأكيد الولاء للشرعية أمام الرئيس هادي، بعد أن تمكن الأخير من الإفلات من الإقامة الجبرية التي كان يفرضها عليه الحوثيون في منزله بصنعاء، في 21 فبراير (شباط) الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.