ستيرلينغ المتألق.. «صداع» في رأس ليفربول

تصرفات المهاجم الإنجليزي الدولي تثير الجدل.. وتزيد من شائعات مغادرته معقل أنفيلد

رحيم ستيرلينغ (في المنتصف) يحتفل بتسجيله هدفا في شباك نيوكاسل (أ.ب)  -  الصورة التي نشرتها الصحف البريطانية لستيرلينغ وهو يستنشق أكسيد النيتروز وأثارت جدلا
رحيم ستيرلينغ (في المنتصف) يحتفل بتسجيله هدفا في شباك نيوكاسل (أ.ب) - الصورة التي نشرتها الصحف البريطانية لستيرلينغ وهو يستنشق أكسيد النيتروز وأثارت جدلا
TT

ستيرلينغ المتألق.. «صداع» في رأس ليفربول

رحيم ستيرلينغ (في المنتصف) يحتفل بتسجيله هدفا في شباك نيوكاسل (أ.ب)  -  الصورة التي نشرتها الصحف البريطانية لستيرلينغ وهو يستنشق أكسيد النيتروز وأثارت جدلا
رحيم ستيرلينغ (في المنتصف) يحتفل بتسجيله هدفا في شباك نيوكاسل (أ.ب) - الصورة التي نشرتها الصحف البريطانية لستيرلينغ وهو يستنشق أكسيد النيتروز وأثارت جدلا

أصبح المهاجم رحيم ستيرلينغ بمثابة الصداع في رأس إدارة ناديه ليفربول الإنجليزي سواء بتصرفاته المجنونة، أو رفضه التام لتجديد تعاقده مع الفريق رغم رفع راتبه من 35 ألف إسترليني إلى 100 ألف في الأسبوع.
وأثار ستيرلينغ جدلا واسعا بعد الصور التي نشرت له أمس في الصحف البريطانية يظهر فيها وهو يستنشق أكسيد النيتروز (غاز الضحك المخدر)، وذلك بعد الضجة التي أثارها اللاعب نفسه إثر انتشار صورة له وهو يدخن النرجيلة (الشيشة). والغريب أن الضجة المثارة حديثا تأتي بعد ساعات قليلة من تألق ستيرلينغ وإحرازه هدفا قاد به فريقه ليفربول للفوز 2 / صفر على ضيفه نيوكاسل يونايتد وأبقى على آماله في المنافسة على مركز مؤهل لدوري الأبطال.
وبفضل هدفي ستيرلينغ وجو ألين قلص ليفربول الفارق إلى 4 نقاط الفارق الذي يتأخر به وراء مانشستر سيتي صاحب المركز الرابع قبل 6 جولات من النهاية.
لكن أخبار الانتصار توارت خلف صور ستيرلينغ التي نشرتها صحيفة «الصن» أمس وهو يستنشق أكسيد النيتروز من بالون، وفي أعقاب انتشار صور له وهو يدخن الشيشة.
وعقب ما نشر علق برندان رودجرز المدير الفني لفريق ليفربول بأنه يعتزم التحدث مع ستيرلينغ بشأن الصور التي نشرتها الصحيفة البريطانية وقال إنه يجب عليه التعامل بشكل أكثر احترافية.
وقال رودجرز: «لا أعتقد أنه يفترض عليك القيام بمثل هذا الشيء، هذا هو الأمر ببساطة. نريد هنا أن يكون اللاعبون احترافيين وينصب تركيزهم على أدائهم في كرة القدم». وأضاف: «هذا ليس فقط على أرض الملاعب وإنما خارجه أيضا، لكنني سأتحدث معه بهذا الشأن.. اللاعبون صغار السن يرتكبون الأخطاء. والشيء المهم أن يتعلموا منها».
ولا يعرف إذا كان ستيرلينغ، 20 عاما، يقبل على هذه الأفعال إعلانا لرفضه الاستمرار مع ليفربول بعد تجاهله عرضا من الإدارة لتمديد عقده مقابل الحصول على راتب أسبوعي قيمته 100 ألف جنيه إسترليني أم أنها بالفعل أفعال طائشة من لاعب ما زال صغير السن.
وتزداد يوما بعد يوم شائعات قرب خروج ستيرلينغ من ملعب أنفيلد معقل ليفربول، وسط عروض مغرية من أندية ريال مدريد وتشيلسي ومانشستر سيتي لضمه.
واعترف ستيرلينغ في وقت سابق أن قراراته لا ترتبط بالمال، إذ إنه يتمتع بنفس طموحة للغاية ويتوق للعب في بطولة دوري الأبطال.
وتحدث اللاعب الإنجليزي عن تجديد تعاقده مع فريقه الحالي قائلا: «لو كنا حصدنا لقب الدوري الإنجليزي في العام الماضي لقمت بتمديد تعاقدي».
وفتح ستيرلينغ بتصريحاته الباب أمام الفرق العالمية الكبرى للتنافس على الفوز بخدماته، ويأتي على رأسها ريال مدريد.
وتواصل ستيرلينغ صاحب الأصول الجمايكية مع القائمين على إدارة النادي الملكي أكثر من مرة، وبدا أن النيات تتجه إلى رحيل اللاعب إلى مدريد. وكان النجم الفرنسي السابق والمدير الفني الحالي لفريق ريال مدريد الرديف زين الدين زيدان هو آخر من تحدث عن هذه الصفقة في حديثه مع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية قائلا: «نحن نعرف من هو ستيرلينغ وبالطبع نتابعه كلاعب كرة قدم».
ورغم الأزمات التي يخلقها اللاعب لفريقه فإن المدرب رودجرز ما زال متمسكا به ويأمل أن يسوى مسألة تجديد عقده قبل الصيف المقبل.
وقال رودجرز: «واثق من حل هذه المسألة وتركيز رحيم ينصب حاليا على كرة القدم، ومن الواضح أنه سيتم مناقشة الشروط عندما نبدأ المفاوضات».
وشدد رودجرز على أن ليفربول سيقدم كل ما عنده من أجل التأهل لدوري الأبطال الموسم القادم.
وبعد هزيمة مانشستر سيتي حامل اللقب وصاحب المركز الرابع أمام جاره مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد الماضي كان ليفربول بحاجة للانتصار على نيوكاسل من أجل إنعاش أمله في التأهل لدوري الأبطال.
وشعرت جماهير ليفربول بالتوتر بعد هزيمتين متتاليتين في الدوري، لكن ستيرلينغ مهد الطريق نحو فوز فريق المدرب رودجرز قبل أن يضمن جو الين الانتصار ليتقلص الفارق مع سيتي قبل 6 جولات من نهاية المسابقة.
وقال رودجرز: «سنكافح حتى النهاية، يدفع الفريق ثمنا غاليا دائما عند خسارة المباريات المهمة. نحن مجموعة تتعلم. كنا نعلم أنه يجب علينا الرد بعد الهزيمتين». وأضاف: «أعتقد أنه ستحدث تغييرات وسيكون هناك بعض النقاط المفقودة. اللاعبون متحمسون للغاية وأظهرنا أنه يمكننا تحقيق بعض الانتصارات معا». وتابع: «أعتقد أننا أظهرنا نيات هجومية في المباراة واستعدنا الكرة بسرعة من المنافس وسيطرنا على مجريات اللعب حتى آخر 5 أو 6 دقائق في الشوط الأول عندما بدأنا في فقدان الكرة بسهولة». وإذا تأهل ليفربول لدوري الأبطال الموسم القادم يتمنى رودجرز أن يستمر ثنائي الهجوم المكون من فيليب كوتينيو وسترلينغ في إزعاج دفاعات المنافسين.
وقال رودجرز: «أعتقد أن فيليب كوتينيو ظهر بشكل مذهل ورائع. استغل الفجوة بين خط الوسط ودفاع المنافس وظهر بشكل رائع». وأضاف: «أظهر كوتينيو لماذا هو من أفضل اللاعبين في أفضل بطولة دوري في العالم». وتابع: «أنه في غاية الأهمية. إنه لا يهدأ مطلقا. إنه يريد التعلم وتطوير نفسه. أعتقد أنه ظهر بشكل رائع، مهارات رائعة وقدرة على الوصول إلى هدفه». وتحفل مواجهات ليفربول ونيوكاسل بالأهداف عادة، إذ سجلا 130 هدفا في آخر 41 مباراة بالدوري ولم يكن التعادل دون أهداف نتيجة لأي مباراة بينهما منذ ذلك الوقت.
وبعد هزيمتين متتاليتين أمام مانشستر يونايتد وآرسنال ضمن ستيرلينغ بداية جيدة لليفربول بهدف من تسديدة رائعة في الدقيقة التاسعة.
وضاعف ألين تقدم أصحاب الأرض في الدقيقة 70 بينما عانى نيوكاسل لطرد لاعبه موسى سيسوكو لحصوله على إنذار ثان ليخسر الفريق للمرة الخامسة على التوالي في الدوري.
ورفع ليفربول رصيده إلى 57 نقطة من 32 مباراة في المركز الخامس بفارق نقطة واحدة أمام ساوثهامبتون صاحب المركز السادس لكنه يتأخر بـ4 نقاط وراء مانشستر سيتي. وبقي نيوكاسل في المركز الثالث عشر برصيد 35 نقطة من 32 مباراة.
وقال رودجرز: «لعل مانشستر سيتي فتح أمامنا الباب بعض الشيء، ولو واصلنا الانتصارات في مبارياتنا فسنرى ما الذي سيحدث، لكني واثق من أن ما تبقى من الموسم لا يزال يحمل كثيرا من التقلبات».
على جانب آخر أكد الفرنسي أرسين فينغر مدرب آرسنال أن سلسلة انتصارات فريقه في 8 مباريات متتالية بالدوري الإنجليزي الممتاز كانت مفاجأة حتى بالنسبة له. وقال فينغر: «أتمنى دائما استخراج الأفضل من فريقي.. لكن لا يوجد مدرب في العالم يستطيع توقع مسيرة كهذه، في الدوري الإنجليزي الممتاز من الصعب التوقع».
وتعرض فينغر لانتقادات مرة أخرى هذا الموسم بعد أن شعر المشجعون بخيبة أمل من فشل آرسنال في المنافسة بجدية على اللقب بالإضافة لخروجه مجددا من دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا. لكن مع خوض آرسنال قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في بداية الأسبوع المقبل واحتفاظه بفرصة ضئيلة في انتزاع لقب الدوري فان موقع فينغر يبدو في أمان.
وانتصر آرسنال في 16 من آخر 18 مباراة بجميع المسابقات، ويعتقد فينغر أن التغيير يرجع إلى امتلاكه تشكيلة خالية من الإصابات تقريبا. وقال المدرب الفرنسي: «الأمر يعود إلى جودة وسلوك الفريق.. وجودة الروح التي نمتلكها.. نستعد جيدا ونساهم في نجاحنا، وهذا أكيد. ما ينساه الناس هو أن لاعبين كبار ابتعدوا لـ4 أشهر هذا الموسم». وأضاف: «6 أو 7 لاعبين من التشكيلة غابوا تماما. هذا صنع فارقا كبيرا، هناك توازن أفضل في الفريق وبعض اللاعبين أثبتوا أنفسهم مثل فرانسيس كوكلين الذي ساهم في إحداث توازن بالفريق، وهيكتور بليرين الذي دخل القائمة أيضا، لنرى كيف سننهي الموسم وبعد ذلك نرى ما سنفعل الموسم القادم».
ويلتقي آرسنال مع ريدينغ فريق الدرجة الثانية في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي باستاد ويمبلي السبت ثم يستضيف تشيلسي في الأسبوع التالي.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.