تراجع «زخم» الحرس الثوري الإيراني في سوريا

مصادر صحافية تحدثت عن انكفائهم إلى جبهات حول العاصمة

شاب سوري يبكي على أنقاض منزل عائلته بعد أن دمرته طائرات النظام السوري المحملة بالبراميل المتفجرة أمس في حلب (أ.ف.ب)
شاب سوري يبكي على أنقاض منزل عائلته بعد أن دمرته طائرات النظام السوري المحملة بالبراميل المتفجرة أمس في حلب (أ.ف.ب)
TT

تراجع «زخم» الحرس الثوري الإيراني في سوريا

شاب سوري يبكي على أنقاض منزل عائلته بعد أن دمرته طائرات النظام السوري المحملة بالبراميل المتفجرة أمس في حلب (أ.ف.ب)
شاب سوري يبكي على أنقاض منزل عائلته بعد أن دمرته طائرات النظام السوري المحملة بالبراميل المتفجرة أمس في حلب (أ.ف.ب)

تقاطعت المعلومات حول تراجع زخم الحرس الثوري الإيراني داخل سوريا وانكفائه إلى جبهات رئيسية حول العاصمة دمشق، بعدما كانت عناصره منتشرة في معظم المناطق الساخنة على الأراضي السورية.
وكانت «الشرق الأوسط» أشارت إلى هذا الانكفاء في عددها الصادر في السابع من أبريل (نيسان) الماضي، ناقلة عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله، إن القوات الإيرانية التي تصدرت الهجمات في بعض المناطق خلال الأشهر الماضية «تكاد تغيب الأنباء عن إطلاقها هجمات في الفترة الحالية لدعم القوات النظامية، وذلك منذ انشغال طهران بالمباحثات حول ملفها النووي»، مشيرا إلى أن «غياب دور ملحوظ لها، أفقد النظام القدرة على المبادرة وإطلاق الهجمات».
ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عما قالت إنها مصادر مقربة من حزب الله، قوله إن «مقاتلي الحرس الثوري انسحبوا من كثير من الجبهات السورية، وانكفأوا إلى مراكز محددة لهم في دمشق وحولها»، وأشارت إلى أن إيران تركز جهودها في جبهات رئيسية حول العاصمة السورية.
وأوضحت المصادر أن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني «انكفأوا في كثير من الجبهات السورية، وقررت قيادتهم الإيرانية سحبهم بسبب عدم وجود فائدة استراتيجية لهذه القوات في كثير من المناطق، فضلاً عن الخسائر غير القليلة التي مُني بها الحرس الثوري ومناصروه». وقالت المصادر: «تركز الحرس الثوري الآن في العاصمة دمشق واستحكم فيها، كما تركز جنوب غربي العاصمة في الجولان قريبا من الحدود مع إسرائيل، وكذلك في القلمون وفي مناطق شمال غربي دمشق قريبا من الحدود مع لبنان، وفي منطقة وسط جنوبي سوريا خاصة بقواعد عسكرية حول إزرع والصنمين».
ونفت المصادر أن تكون طهران قد سحبت مقاتليها من سوريا وأرجعتهم إلى إيران، وقالت: «نعتقد أنهم بحدود ستة آلاف مقاتل في كل سوريا، جميعهم من الحرس الثوري، ولا يوجد أي مقاتل من الباسيج، كما يُشرف عليهم ضباط إيرانيون ولا يتدخل السوريون بعملهم، ويقتصر الأمر على التنسيق مع القوات العسكرية السورية وخصوصا سلاح الجو والمدفعية لتغطية عمليات وتحركات هذه القوات الإيرانية».
وأرجعت المصادر «انكفاء القوات الإيرانية» إلى «أسباب تجميعية، خصوصا أن الكثير من الجبهات التي شاركت فيها تلك القوات غير ذات قيمة، ولم تحقق أي تغيير أو إضافة قيمة استراتيجية، وكذلك لضمان عدم تكبيد المزيد من الخسائر البشرية لتلك القوات في سوريا».
بدوره، أوضح عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، أن «زخم مقاتلي الحرس الثوري هو الذي تراجع في سوريا وليس وجودهم»، لافتا إلى أن «الناشطين والمقاتلين السوريين تمكنوا من رصد هذا التغيير منذ بدء المفاوضات المباشرة حول برنامج إيران النووي، علما أن هذه المعطيات لا تزال سارية حاليا».
وأكدت مصادر لبنانية معنية بالملف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحرس الثوري الإيراني غير موجود داخل سوريا كقوى قتالية بل كخبراء وقوة استشارية، وتحديدا في المناطق الساخنة»، نافية نفيا قاطعا، توجه مقاتلين من الحرس الثوري أو من حزب الله إلى اليمن «باعتبار أن المقاتلين هناك ليسوا بحاجة إليهم».
وكان مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين الهمداني، قال في وقت سابق، إن القادة العسكريين الإيرانيين تمكنوا من تحرير 85 في المائة من الأراضي السورية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية نهاية الشهر الماضي، أن عدد قتلى العناصر المنتسبين للحرس الثوري الإيراني الذين يساندون جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، بلغت قرابة 200 شخص.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.