صدور تنظيم جائزة عبد العزيز بن سلمان للأعمال العلمية التطبيقية للاقتصاد السعودي

دعمًا من نائب وزير البترول والثروة المعدنية وإثراءً للبحوث والدراسات التطبيقية

جانب من مدينة الرياض.. وفي الإطار الأمير عبد العزيز بن سلمان ({الشرق الأوسط})
جانب من مدينة الرياض.. وفي الإطار الأمير عبد العزيز بن سلمان ({الشرق الأوسط})
TT

صدور تنظيم جائزة عبد العزيز بن سلمان للأعمال العلمية التطبيقية للاقتصاد السعودي

جانب من مدينة الرياض.. وفي الإطار الأمير عبد العزيز بن سلمان ({الشرق الأوسط})
جانب من مدينة الرياض.. وفي الإطار الأمير عبد العزيز بن سلمان ({الشرق الأوسط})

كشفت جمعية الاقتصاد السعودية عن صدور تنظيم «جائزة الأمير عبد العزيز بن سلمان للأعمال العلمية التطبيقية للاقتصاد السعودي» التي تأتي دعما من الأمير عبد العزيز بن سلمان، نائب وزير البترول والثروة المعدنية رئيس شرف جمعية الاقتصاد السعودية، للاقتصاد السعودي، وإثراء للبحوث والدراسات التطبيقية عن الاقتصاد الوطني، وتحفيزا للمشاركات الاقتصادية على مستوى السعودية، كما تمثل عاملا أساسيا في تحفيز الأعمال الاقتصادية العلمية التطبيقية، وتعزيزا لدور البحوث والدراسات الاقتصادية في إسناد بيئة الاقتصاد السعودي.
وتهدف الجائزة إلى أن تكون حافزا رائدا على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في البحث والتطوير، وبث الوعي للبحوث والدراسات التطبيقية المتعلقة بالاقتصاد السعودي، إضافة إلى ترسيخ ثقافة الأصالة والتميز.
كما تهدف إلى الإسهام في تقدم العلوم والمعرفة، وإثراء الفكر الإنساني، وتعزيز منظومة البحث العلمي التطبيقي في مجال الاقتصاد السعودي، وتنمية ودعم الدراسات والبحوث الرفيعة في المجالات التطبيقية ذات العلاقة بالاقتصاد السعودي، بما يقود لنتائج تسهم في صياغة السياسات الاقتصادية، وحفز وإثراء البحوث والدراسات التطبيقية في مجال الاقتصاد السعودي، وبناء القدرات في مجال البحث والتطوير والتطبيق، وتشجيع وتكريم ومكافأة المبدعين والمتميزين في المجال الاقتصادي، وتطوير ودعم الدراسات المقارنة بين الاقتصاد السعودي والاقتصادات الأخرى.
وتمنح الجائزة سنويا للمتميزين وأصحاب الإنجازات المتميزة في الأبحاث العلمية والدراسات الاقتصادية التطبيقية، أو أي إسهامات علمية مرتبطة بالاقتصاد السعودي، تشجيعا من الأمير عبد العزيز بن سلمان للباحثين السعوديين على إجراء البحوث العلمية التطبيقية التي تخدم اقتصاد السعودية، ومساهمة منه في دعم وتعزيز البحوث الاقتصادية التي من شأنها أن تدعم التطوير والتنمية في المملكة بشكل فاعل وبناء في تطوير الأبحاث العلمية، ونشر المعارف والدراسات التطبيقية المتسمة بالمهنية، والتميز، والرصانة، والجودة العلمية في مجالها العلمي الذي تمنح فيه.
وتقدم «جائزة الأمير عبد العزيز بن سلمان للأعمال العلمية التطبيقية للاقتصاد السعودي»، جائزة تشجيعية سنوية قيمتها 600 ألف ريال، وتنقسم إلى جائزة أولى وتمنح لأفضل بحث، أو دراسة، أو كتاب في المجالات التطبيقية عن الاقتصاد السعودي بإحدى اللغتين العربية أو الإنجليزية، وقيمتها 300 ألف ريال.
وتمنح الجائزة الثانية لأفضل بحث أو دراسة في مجالات الاقتصاد التطبيقية التي تنشر في مجلات علمية متخصصة تصدرها الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية والجمعيات الاقتصادية باللغة العربية أو الإنجليزية، وقيمتها 200 ألف ريال.
والجائزة الثالثة تمنح لأفضل بحث أو دراسة تقدم في اللقاء السنوي لجمعية الاقتصاد السعودية لكل عام على حدة، وقيمتها 100 ألف ريال.
وحددت مجالات الجائزة سنويا في أحد موضوعات الاقتصاد الكلي، الاقتصاد الجزئي، اقتصادات النفط والطاقة، الاقتصاد الزراعي، اقتصادات الصناعة، اقتصادات النقل والكهرباء والمياه، اقتصادات المصارف والأسواق المالية، اقتصادات البيئة، اقتصادات المياه، التنمية المستدامة، النمو الاقتصادي، اقتصادات التعليم.
وتشترط الجائزة شروطا عدة فيمن يمنح الجائزة، إذ تتطلب أن تكون له مؤلفات أو أعمال أو بحوث سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها في أحد مجالات الجائزة، وأن يكون لهذا الإنتاج قيمة علمية تطبيقية أو فنية ممتازة، وأن تظهر فيه الأصالة ودقة البحث والابتكار وفق مناهج البحث العلمي المعروفة، وأن يضيف إلى العلوم الاقتصادية شيئا جديدا ينفع الوطن خاصة والإنسانية عامة، وأن تكون أعمال المرشح قد نشرت بصفة أصلية بعد عام 2008 وليس قبلها.
واستثنت الجائزة من ذلك إذا كان كتابا، أو بحثا أو دراسة أو ورقة علمية قد جرى إعدادها من قبل باحث أو أكثر، ونُشرت في إحدى الدوريات المتخصصة، والمحكمة المرموقة، أو قدّمت في أحد المؤتمرات العلمية على أي من المستويات الدولية، أو الإقليمية، أو المحلية، أو أن تكون دراسة نشرتها جهة أكاديمية أو بحثية معروفة أو كتابا منشورا متى أجمع مجلس أمناء الجائزة على فعاليتها في خدمة الاقتصاد السعودي بشكل علمي تطبيقي.
وتعتمد الجائزة قبول الترشيحات المقدمة من الترشيح الفردي، والترشيح المشترك لباحثين عدة، والأقسام العلمية بالجامعات (أقسام الاقتصاد والمالية العامة)، والمؤسسات الأكاديمية والجمعيات الاقتصادية، والمؤسسات العلمية ومراكز البحوث الاقتصادية، وذلك بخطاب موقّع ومعتمد من شخص المرشح، يرفق بالأعمال المقدمة للجائزة في كل حالة على حدة.
ويمكن التقديم للجائزة بصورة مباشرة، أو عبر البريد، أو البريد الإلكتروني، أو بتعبئة النماذج الخاصة بالجائزة من على رابط موقع جمعية الاقتصاد السعودية في شبكة الإنترنت www.sea.org.sa
يذكر أن مجلس أمناء الجائزة يتكون من الدكتور خالد بن عبد الرحمن الحمودي، والدكتور ماجد بن عبد الله المنيف، والدكتور فايز بن إبراهيم الحبيب، والدكتور خالد بن عبد الرحمن المشعل، والدكتور سعيد بن عبد الله بن عيسى الشيخ، والدكتور أحمد بن حامد نقادي، والدكتور ناصر بن إبراهيم القعود، والدكتور حسن بن رفدان الهجهوج، والدكتور خالد بن نهار الرويس رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، إضافة إلى عبد الحميد بن حسن العمري في أمانة الجائزة.



هل تصبح فرنسا «اليونان الجديدة» في منطقة اليورو؟

أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)
TT

هل تصبح فرنسا «اليونان الجديدة» في منطقة اليورو؟

أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)

تواجه فرنسا في الوقت الراهن تحديات اقتصادية وسياسية معقدة، تتمثل في ارتفاع معدلات الدين العام وتزايد عدم الاستقرار السياسي، مما يهدد استقرارها الداخلي ويثير القلق بشأن انعكاسات هذه الأوضاع على منطقة اليورو بشكل عام. تأتي هذه الأزمات في وقت بالغ الأهمية، حيث يمر الاتحاد الأوروبي بفترة تحول حاسمة بعد تبعات الأزمة المالية العالمية، مما يطرح تساؤلات حقيقية حول قدرة الدول الأعضاء على مواجهة الأزمات الاقتصادية المقبلة. في خضم هذه التطورات، تظل فرنسا محط الأنظار، إذ يتعرض نظامها السياسي للشلل بينما يتصاعد العجز المالي. فهل ستتمكن باريس من تجنب مصير الدول التي شهدت أزمات مالية مدمرة؟ وما الدروس التي يمكن لفرنسا الاستفادة منها لضمان استدامة الاستقرار الاقتصادي في المستقبل؟

تتجاوز ديون فرنسا اليوم 110 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغت تكلفة اقتراضها مؤخراً مستويات تفوق تلك التي سجلتها اليونان. ويوم الجمعة، توقعت «موديز» أن تكون المالية العامة لفرنسا أضعف بشكل ملموس خلال السنوات الثلاث المقبلة، مقارنة بالسيناريو الأساسي الذي وضعته في أكتوبر (تشرين الأول) 2024. هذه المعطيات أثارت مخاوف متزايدة من أن تكون هذه الأوضاع الشرارة التي قد تؤدي إلى أزمة جديدة في منطقة اليورو. ومع ذلك، عند مقارنة حالة الاتحاد الأوروبي في ذروة الأزمة المالية العالمية، حين كان يواجه خطر التفكك الكامل، مع الوضع الراهن، تتضح الفروق الجوهرية، حيث يظهر الوضع الحالي قدرة الاتحاد على الصمود بشكل أكبر بكثير، مما يعكس قوة أكثر استقراراً وصلابة في مواجهة التحديات الاقتصادية، وفق «رويترز».

وبعد انهيار حكومتها الهشة في أوائل ديسمبر (كانون الأول)، توجد فرنسا حالياً في دائرة الضوء. فقد أدت الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في يوليو (تموز) إلى انقسام الجمعية الوطنية، مما أدى إلى تعميق الأزمة السياسية في البلاد. وفي مسعى لتشكيل حكومة قادرة على استعادة الاستقرار، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السياسي المخضرم ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء بعد الانتخابات، على أمل بناء إدارة مستدامة. لكن التوترات بين الحكومة والبرلمان اندلعت عندما دعا بارنييه إلى خفض الموازنة للحد من العجز المتوقع، والذي قد يصل إلى 6.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وقد أدى هذا إلى تجمع أعضاء البرلمان من مختلف الأطياف السياسية لرفض الموازنة، وكان التصويت بحجب الثقة الذي أدى إلى إقالة بارنييه هو الأول من نوعه منذ عام 1962.

وأثناء تطور هذه الأحداث، ارتفعت عوائد السندات الفرنسية لأجل عشر سنوات بشكل مؤقت إلى مستويات أعلى من نظيرتها اليونانية، مما أثار المخاوف من أن فرنسا قد تصبح «اليونان الجديدة». ومع ذلك، إذا تم النظر إلى ما حدث في اليونان في عام 2012، عندما وصلت عوائد سنداتها لأجل عشر سنوات إلى أكثر من 35 في المائة، يلاحظ أن الوضع اليوم مختلف بشكل جذري. ففي الوقت الراهن، تقل عوائد السندات اليونانية عن 3 في المائة، مما يعني أن العوائد الفرنسية قد ارتفعت بأقل من 60 نقطة أساس خلال العام الماضي لتصل إلى مستويات مماثلة.

ومن خلال تحليل التغييرات في عوائد السندات في منطقة اليورو خلال السنوات الأخيرة، يتضح أن اليونان قد نجحت في تحسين وضعها المالي بشكل ملحوظ، في حين أن فرنسا شهدت تدهوراً طفيفاً نسبياً.

قصة التحول: اليونان

بعد أن اجتاحت الأزمة المالية العالمية أوروبا في أواخر العقد الأول من الألفية، تعرضت اليونان لمحنة مالية شديدة، حيث تكشفت حقيقة الوضع المالي للبلاد، وارتفعت تكاليف ديونها بشكل كبير. وفي إطار استجابة لهذه الأزمة، حصلت اليونان على حزم إنقاذ من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل تنفيذ حزمة من الإجراءات التقشفية القاسية. ونتيجة لذلك، دخلت اليونان في ركود اقتصادي طويل دام لعقد من الزمن، بينما تعرضت لعدة فترات من عدم الاستقرار السياسي.

لكن الحكومة الحالية التي تنتمي إلى التيار الوسطي - اليميني نجحت في استعادة بعض الاستقرار الاقتصادي، حيث تمكنت من تحقيق فائض أولي في الموازنة، وهو ما مكنها من تقليص عبء الديون الضخم. كما شهد الاقتصاد اليوناني نمواً بنسبة 2 في المائة العام الماضي، وهو ما يعد تحسناً ملموساً.

ورغم أن فرنسا قد تحتاج إلى جرعة من العلاج المالي ذاته، فإنها تبدأ من نقطة انطلاق أقوى بكثير من اليونان. فاقتصاد فرنسا أكثر تطوراً وتنوعاً، ويبلغ حجمه أكثر من عشرة أضعاف الاقتصاد اليوناني. كما أكدت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال ريتنغ» قبل أسبوعين تصنيف فرنسا الائتماني، مع التوقعات بأن تواصل البلاد جهودها في تقليص العجز في الموازنة. وأشارت الوكالة إلى أن «فرنسا تظل اقتصاداً متوازناً، منفتحاً، غنياً، ومتنوعاً، مع تجمع محلي عميق من المدخرات الخاصة»، وهو ما يعزز موقفها المالي.

الأمر الأكثر أهمية هنا هو أنه حتى في حال قرر المستثمرون الدوليون سحب أموالهم - وهو ما لا يوجد أي مؤشر على حدوثه - فإن فرنسا تملك إمداداً كبيراً من الأموال المحلية، يُمكِّنها من سد الفجوة المالية المتزايدة.

فعل كل ما يلزم

على الرغم من أن منطقة اليورو لا تزال تشهد تطوراً غير مكتمل، فإنه من المهم الإشارة إلى كيفية تعزيز النظام المصرفي في المنطقة منذ الأزمة المالية العالمية. كما ينبغي تذكر كيف أثبت البنك المركزي الأوروبي مراراً استعداده وقدرته على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الأزمات المالية في المنطقة. إلا أن ذلك لا يعني أن صانعي السياسات في باريس أو العواصم الأوروبية الأخرى يشعرون بتفاؤل مطلق بشأن التوقعات الاقتصادية للاتحاد.

ففي العديد من الجوانب، تبدو التحديات الاقتصادية التي تواجه فرنسا أقل حدة، مقارنة بتلك التي تواجهها ألمانيا، التي تعرضت حكومتها هي الأخرى لهزة قوية مؤخراً. ويعاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو من تداعيات سنوات طويلة من نقص الاستثمارات، حيث يواجه قطاعها الصناعي القوي سابقاً صعوبات حقيقية في التعافي. كما أن منطقة اليورو، التي شهدت تباطؤاً ملحوظاً في نمو إنتاجيتها، مقارنة بالولايات المتحدة على مدار السنوات الماضية، تواجه الآن تهديدات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب.

لكن هذه التهديدات التجارية قد تكون هي التي تدفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة كبيرة أخرى في تطوره الاقتصادي. فالتاريخ يثبت أن الاتحاد يتخذ خطوات حاسمة عندما يُدفع إلى الزاوية. وفي وقت سابق، قدم ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، خطة لإصلاحات اقتصادية طال انتظارها، داعياً إلى استثمار إضافي قدره 800 مليار يورو سنوياً من قبل الاتحاد الأوروبي.

وقد لاقت هذه الخطة دعماً واسعاً من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي، حتى أن رئيس البنك المركزي الألماني، المعروف بتوجهاته المتشددة، دعا إلى تخفيف القيود على الإنفاق في ألمانيا. وإذا أسفرت الانتخابات في ألمانيا وفرنسا عن حكومات أقوى العام المقبل، فقد يُتذكر عام 2025 ليس بوصفه بداية لأزمة جديدة في منطقة اليورو، بل بوصفه عاماً شهدت فيه المنطقة اتخاذ خطوة كبيرة نحو تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.