بنغلاديش تنفذ حكم الإعدام ضد زعيم ديني أدين بمجازر 1971

السلطات أقدمت على الخطوة رغم مناشدات دولية بتأجيلها

بنغلاديش تنفذ حكم الإعدام ضد زعيم ديني أدين بمجازر 1971
TT

بنغلاديش تنفذ حكم الإعدام ضد زعيم ديني أدين بمجازر 1971

بنغلاديش تنفذ حكم الإعدام ضد زعيم ديني أدين بمجازر 1971

نفذت بنغلاديش أمس حكم الإعدام شنقا بقائد حزب ديني أدين بالتورط في ارتكاب مجزرة خلال حرب الاستقلال عام 1971 ضد باكستان، بحسب مسؤولين.
وقال وزير العدل والقانون أنيس الحق «تم إعدام محمد قمر الزمان الساعة 10:30 مساء بتوقيت بنغلاديش (16:30 تغ)». وقام 4 سجناء مدربين باقتياده إلى مشنقة أقيمت خصيصا بالقرب من زنزانته وشنقوه باستخدام حبل، بحسب إجراءات السجون في بنغلاديش. وأعلن قاض وطبيب حكومي وفاته.
وقمر الزمان هو ثالث مسؤول بارز في حزب الجماعة الإسلامية الذي يدان بتهم من بينها الخطف والتعذيب والقتل الجماعي عندما كان زعيما لميليشيا موالية لباكستان قتلت الآلاف خلال حرب الاستقلال الدامية.
وصاح مئات العلمانيين ابتهاجا بعد الإعلان عن إعدامه، ورفعوا أيديهم بعلامات النصر في ساحة شاباغ وسط دكا حيث تجمعوا للاحتفال بإعدام الرجل الذي أطلقوا عيه لقب جزار الحرب.
وقمر الزمان (62 عاما) هو الزعيم الثاني الذي يعدم بتهمة ارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971.
وأعدم عبد القادر ملا، الرجل الرابع في حزب الجماعة الإسلامية، في ديسمبر (كانون الأول) 2013. وقالت الشرطة إنها شددت الإجراءات الأمنية أمام السجن الرئيسي في العاصمة وفي جميع أنحاء البلاد قبل تنفيذ الإعدام. وصرح المتحدث باسم شركة دكا جاهانغير علام ساركار: «نحن على أهبة الاستعداد لمنع وقوع أي أعمال عنف أو أعمال تخريبية».
وكان يتوقع أن يتم إعدام قمر الزمان فجر أمس، إلا أنه تم تأجيل تنفيذ الحكم في الدقائق الأخيرة دون إعطاء سبب رسمي لذلك.
ونفذت بنغلاديش حكم الإعدام رغم دعوات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان بوقف تنفيذه.
وقالت الأمم المتحدة إن «محاكمته لا تستوفي المعايير الدولية العادلة». وقبل ساعات من تنفيذ الإعدام في قمر الزمان زاره عدد من أقاربه في السجن المشدد الحراسة.
وصرح نجله الأكبر حسن إقبال لوكالة الصحافة الفرنسية بعد زيارة والده «لقد وجدناه في صحة جيدة وغير قلق بشأن مصيره مطلقا».
وأضاف «قال في تصريحاته الأخيرة إنه يأسف لأنه لم يشهد انتصار الحركة الإسلامية في بنغلاديش». إلا أنه واثق من أنها ستحقق النصر في يوم من الأيام. وحفرت له عائلته قبرا في قريتها في إقليم شيربور الشمالي حيث سيدفن اليوم الأحد، بحسب نجله. ونفذت عقوبة الإعدام بعد أن رفضت المحكمة العليا في بنغلاديش الاثنين الماضي طلب استئناف قدمه قمر الزمان للطعن بالحكم عليه بالإعدام.
وكانت «محكمة الجرائم الدولية» الباكستانية حكمت على قمر الزمان بالإعدام في مايو (أيار) 2013 لإدانته بعمليات قتل جماعي وتعذيب وخطف.
ومنح عدة أيام لطلب الرأفة به من رئيس البلاد عبد الحميد. إلا أن ابنه قال إن والده لم يطلب الرأفة. وأضاف «قال والدي إن الله وليس الرئيس هو الذي يهبه الحياة أو يحرمه منها».



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.