قوى سياسية مصرية تشكك في جدوى حوار الحكومة معها حول انتخابات البرلمان

عضو بالتيار الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»: لم نلمس أي تجاوب مع مقترحاتنا

قوى سياسية مصرية تشكك في جدوى حوار الحكومة معها حول انتخابات البرلمان
TT

قوى سياسية مصرية تشكك في جدوى حوار الحكومة معها حول انتخابات البرلمان

قوى سياسية مصرية تشكك في جدوى حوار الحكومة معها حول انتخابات البرلمان

شككت أحزاب وقوى سياسية مصرية، في جدوى حوار الحكومة معها بشأن تعديل القوانين المنظمة لانتخابات البرلمان، والتي انتهت آخر جلساتها أمس.
وبينما ذكرت قيادات حزبية تحدثت مع «الشرق الأوسط» أن «الحوار المجتمعي مع الحكومة انتهى.. وسط شكوك حول عدم إجراء أي تعديل في قوانين الانتخابات»، محذرين من الطعن على البرلمان المقبل فور انعقاده حال عدم تعديل القوانين، قال رئيس حزب الكرامة، أحد أعضاء التيار الديمقراطي، محمد سامي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأحزاب لم تلمس أي تجاوب من الحكومة مع المقترحات التي قدمتها بشأن تعديل القوانين»، واصفا جلسات الحوار المجتمعي الثلاث بـ«حوار الطرشان».
وأعلن رئيس الوزراء إبراهيم محلب، خلال لقائه ممثلي القوى السياسية وعددا من الأحزاب والائتلافات والشخصيات العامة في مقر مجلس النواب بوسط القاهرة، أن جلسة أمس (الخميس) هي الأخيرة، وأن اللجنة المكلفة بتعديل القوانين المنظمة للعملية الانتخابية تعمل على الانتهاء في أسرع وقت من إنجاز عملها، للبدء في إجراء الانتخابات البرلمانية قبل شهر رمضان المقبل، لافتا إلى أن الحكومة أقسمت على أنها لم ولن تتحدث مع أحد في موضوع الانتخابات، وأنها لم تطلب من أحد خوض الانتخابات ولم تؤيد أحدا، وأن هذا الأمر «قاطع».
وأضاف محلب أنه كرئيس للحكومة سيكون رجلا أمينا على إجراء انتخابات برلمانية يشهد لها العالم، منوها بأن الصورة في اللقاءين السابقين كانت رائعة، وأنه قد يكون حدث خلاف في الرؤى؛ لكن المجمل كان رائعا، وليس كما حاول البعض تصويره على أنه فشل.
ويعد ذلك اللقاء هو الثالث والأخير، حيث بدأت الحكومة عقد أولى الجلسات الأربعاء قبل الماضي، بين قادة الأحزاب واللجنة المكلفة بتعديل قوانين مجلس النواب برئاسة وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب، إبراهيم الهنيدي. وشهدت جلسة أمس مشادات وتلاسنا وخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية. وكانت محكمة القضاء الإداري قد قضت أواخر فبراير (شباط) الماضي بوقف قرار اللجنة العليا للانتخابات بدعوة الناخبين إلى الاقتراع، وكان مقررا أن تبدأ الانتخابات في 21 مارس (آذار) الماضي. وقبلت المحكمة الدستورية العليا من قبل طعنا على قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، وانصب الحكم على عدم وفائه بتمثيل عادل للناخبين، وفي أعقاب حكم الدستورية طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من اللجنة تعديل القوانين المتعلقة بالانتخابات البرلمانية، وهي آخر مقررات خارطة المستقبل.
وأشارت قيادات حزبية إلى أن «الحكومة لم تستجب لمطالب الأحزاب التي قدمتها، ورغبت في تصدير صورة خلال الجلسات الثلاث بأن الأحزاب لا تتفق في ما بينها». وتوقعت القيادات الحزبية عدم حدوث أي تعديل على القوانين التي طالبت القوى السياسية بتغييرها، سواء في النظام الانتخابي أو نظام القوائم.
وأضاف سامي، الذي رفض حضور لقاء الحكومة أمس، أن «حزب الكرامة لم يشارك في جلسة أمس، بسبب الفوضى التي شهدتها الجلسة الثانية (الثلاثاء) الماضي، وعدم الإنصات لمطالب الأحزاب. وقال سامي «الأمر بدا أنه لا قيمة له ولا معنى»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة لم تبد أي تجاوب بشأن مقترحات الأحزاب حول القوانين، وأنها تتبع نفس الأسلوب القديم»، متسائلا «ما شأن الحكومة بموضوع تعديل القوانين، حيث المفترض أنها سلطة تنفيذية، ولجنة تعديل قوانين مجلس النواب سلطة تشريعية؟».
وتوقع رئيس الكرامة، أحد أحزاب التيار الديمقراطي، الذي يضم أحزاب «الدستور والعدل والتحالف الشعبي الاشتراكي»، ألا يجرى أي تعديل في قوانين الانتخابات، محذرا من الطعن على البرلمان المقبل فور انعقاده.
من جانبه، قال رئيس حزب الوفد، السيد البدوي، في بيان لحزبه أمس «نعلم يقينا أن هذا القانون غير دستوري»، في إشارة منه إلى قانون الانتخابات «وأرسلنا أكثر من توضيح ورسالة مكتوبة بالعيوب الدستورية التي تشوب هذا القانون؛ ولكن من دون رد على ما كتبنا»، مضيفا «حوارات رئيس الحكومة ومجموعة من الأحزاب لا جدوى منها ولا عائد من ورائها».
وبينما قاطعت قائمة «صحوة مصر» جلسات الحوار المجتمعي، وقالت مصادر بها إن «الأحزاب المشاركة في الحوار لم تتفق على شيء.. وبالتالي لم يصل الحوار إلى نتيجة»، قال ممثل ائتلاف «نداء مصر»، طارق زيدان، إن مقاطعة جلسات الحوار جاءت بسبب قيام أحزاب وقوى سياسية بالترويج لفكرة واحدة في محاولة لتضليل الرأي العام بأن الأكثرية مع تلك الفكرة.
في السياق نفسه، قال وزير العدالة الانتقالية، إبراهيم الهنيدي، إن اللجنة المكلفة بتعديل القوانين المنظمة للانتخابات تعمل حاليا على إعداد الصياغة النهائية للقوانين، مضيفا «الحكومة حريصة على إنجاز الانتخابات في أسرع وقت، وهذا يتطلب إعداد قوانين تتوافق مع الدستور، وتتجنب أي طعون من شأنها حل مجلس النواب لاحقا».
ونوه الهنيدي أمس بأن اللجنة حرصت على الاستماع إلى كل الآراء من القوى والأحزاب والشخصيات العامة، في إطار حرصها على التوافق الوطني حول القوانين التي تعمل اللجنة على إعدادها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».