إجلاء أردنيين وسودانيين من اليمن برًا وبحرًا

بكين تغلق سفارتها لدى اليمن

موظفون ورجال أمن في مطار صنعاء الدولي وتبدو طائرة روسية لإجلاء رعايا أجانب من اليمن أمس (إ.ب.أ)
موظفون ورجال أمن في مطار صنعاء الدولي وتبدو طائرة روسية لإجلاء رعايا أجانب من اليمن أمس (إ.ب.أ)
TT

إجلاء أردنيين وسودانيين من اليمن برًا وبحرًا

موظفون ورجال أمن في مطار صنعاء الدولي وتبدو طائرة روسية لإجلاء رعايا أجانب من اليمن أمس (إ.ب.أ)
موظفون ورجال أمن في مطار صنعاء الدولي وتبدو طائرة روسية لإجلاء رعايا أجانب من اليمن أمس (إ.ب.أ)

تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب في اليمن؛ حيث أعلن أمس إجلاء أردنيين وسودانيين وصينيين عن طريق الجو والبحر.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي أمس أن بلادها أجلت 287 من مواطنيها من اليمن، بسبب تدهور الوضع الأمني. وقالت الرافعي إنه «تم إجلاء 130 مواطنا أردنيا بعد ظهر أمس من اليمن برا، وصلوا إلى الأراضي السعودية، ليصل عدد الأردنيين الذين تم إجلاؤهم خلال الأيام الأخيرة إلى 287». وأضافت الرافعي في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، أن «العمل مستمر لتأمين إجلاء جميع الأردنيين في اليمن ضمن خطط موضوعة يتم العمل عليها من قبل مركز عمليات وزارة الخارجية (الأردنية) الذي يعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع السفارة في صنعاء والجهات المختصة». ولم تذكر المتحدثة مزيدا من التفاصيل عن عدد الأردنيين في اليمن.
وأكد الأردن في 26 مارس (آذار) الماضي مشاركته في التحالف الذي يستهدف ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية لصالح. وكانت الجزائر أجلت 160 من رعاياها من اليمن السبت الماضي وسبقتها في ذلك مصر التي أجلت 35 من مواطنيها الجمعة. وفي 28 مارس الماضي، تم إجلاء أكثر من مائتي أجنبي من صنعاء عبر الجو بينهم موظفون في الأمم المتحدة وفي سفارات وشركات أجنبية. كما أجلت البحرية السعودية عشرات الدبلوماسيين السعوديين والعرب والأجانب من مدينة عدن جنوب اليمن إلى مدينة جدة على البحر الأحمر، وأعلنت بكين إرسال سفن حربية للمساعدة على إجلاء رعاياها من اليمن «بسبب تدهور الوضع» في البلاد.
وأعلنت الحكومة السودانية عن بدء عمليات إجلاء المواطنين السودانيين المقيمين في اليمن في غضون يومين برا، وأن عمليات الإجلاء الجوي تنتظر موافقة إحدى شركات الطيران، فيما غادر مواطنون اليمن بجهود ذاتية، إثر تعثر عمليات الإجلاء الرسمية.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر صحافية أن السودان ومنظمة الهجرة الدولية اتفقا على أن يكون «محطة إجلاء» للرعايا الأجانب الراغبين في العودة لبلادهم، عن طريق الجو عبر مطار الخرطوم، وعن طريق البحر عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وقال الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج حاج ماجد سوار إن عمليات إجلاء السودانيين باليمن برا ستبدأ خلال يومين، وأن عمليات الإجلاء الجوي تنتظر موافقة إحدى شركات الطيران.
ونفى سوار إقلاع أي طائرة سودانية إلى اليمن لإجلاء الرعايا السودانيين، وفقا لما تناقلته تقارير صحافية محلية، وكشف عن ترتيب مع الخطوط الجوية اليمنية لإجلاء السودانيين، بيد أن وزارة الخارجية اليمنية منعتها. وأوضح أن عمليات الإجلاء البري للسودانيين يجري التنسيق بشأنها مع الدول التي تربطها حدود مع اليمن، (المملكة العربية السعودية وعمان)، وأن الخارجية السودانية تتولى الاتصالات اللازمة.
وأشار سوار إلى أن عمليات الإجلاء الجوي تحتاج لتنسيق دقيق لأن المطارات قد تعد أهدافا عسكرية، سيما المطارات التي توجد بها مخازن للأسلحة وتنطلق منها المضادات الجوية.
وقال: «اتصلنا بكثير من شركات الطيران، فأبدت تخوفا باعتبار أن المطارات غير آمنة، وكان أحد خياراتنا الإجلاء عبر الخطوط اليمنية، ولكن هي الأخرى تم إيقافها من قبل الحكومة اليمنية». وأوضح سوار أن إدارته وفرت الاعتمادات المالية واتخذت الإجراءات والترتيبات والأذونات كافة مع سلطات التحالف، باعتبار أن خيار الإجلاء الجوي هو الأنسب والأسرع، وأضاف: «قمنا بالتنسيق مع السلطات السعودية عبر السفارة السودانية في الرياض ومكاتبها في جدة، بالإضافة إلى إجراءات بين وزارتي الدفاع السودانية والسعودية لضمان الإجلاء».
ونفى سوار أن يكون السودانيون المقيمون في اليمن قد تعرضوا لاعتداءات ممنهجة، خلا بعض الاعتداء اللفظية التي واجهها البعض. وحسب سوار، فإن منظمة الهجرة الدولية تتولى التنسيق مع الجهات الأخرى لإجلاء الرعايا الأجانب من اليمن، مثل الصليب الأحمر، والأمم المتحدة، والمنظمات الأخرى، وأضاف: «دول قليلة جدا تمكنت من إجلاء رعاياها، وهناك دول كثيرة لم تتمكن من إجلاء رعاياها بعد».
من جهة أخرى، غادر أفراد وأسر سودانية اليمن بجهودهم الذاتية، إثر تعثر عمليات الإجلاء الرسمية التي كان من المقرر بدءها الأحد الماضي.
وذكر سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم تعرضوا لاعتداءات واسعة من الحوثيين عقب إعلان السودان مشاركته في «عاصفة الحزم».
وذكرت عائلة سودانية أنها غادرت برا إلى سلطنة عمان بعد أن تعرضت لمضايقات وتعرض أفراد منها للضرب والنهب والسب، فيما أكدت مصادر أخرى مغادرة عدد من الأفراد والأسر بمجهوداتهم الذاتية.
من جانبها، أفادت الخارجية الباكستانية بأن إسلام آباد أجلت حتى الآن 850 باكستانيا من رعاياها في اليمن. وقالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن بكين أغلقت سفارتها وقنصليتها العامة لدى اليمن بسبب تردي الأوضاع الأمنية هناك. وأضافت الوزارة أن سفينتين تابعتين للبحرية الصينية قامتا بإجلاء 613 مواطنا صينيا و279 أجنبيا من البلاد. وهذه هي المرة الأولى التي يساعد فيها الجيش الصيني دولا أخرى في إجلاء رعاياها خلال أزمة دولية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.