رئيس مجلس صلاح الدين: في طريقنا للقضاء على انتحاريي «داعش» المختبئين في تكريت

مسؤول أمني لـ «الشرق الأوسط» : 90 % من قتلى التنظيم عرب وأجانب

رئيس مجلس صلاح الدين: في طريقنا للقضاء على انتحاريي «داعش» المختبئين في تكريت
TT

رئيس مجلس صلاح الدين: في طريقنا للقضاء على انتحاريي «داعش» المختبئين في تكريت

رئيس مجلس صلاح الدين: في طريقنا للقضاء على انتحاريي «داعش» المختبئين في تكريت

أكد رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم أن «مدينة تكريت تحررت بالكامل وتسابق الحكومة المحلية الزمن من أجل إعادة البنية التحتية للمدينة التي طالها تدمير كبير بعد احتلالها للشهور الماضية من قبل تنظيم داعش».
وقال الكريم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع الشاذة التي حصلت في المدينة عقب تحريرها بيوم واحد والتي حاول البعض استغلالها لأغراض شتى بين انتقامية أو ثأرية أو لمجرد ضعف النفس البشرية حيال الممتلكات الموجودة في الدوائر والمنازل انتهت بأسرع مما كنا نتصور بعد أوامر صارمة من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي واستجابة سريعة من قبل القيادات العسكرية وقيادات الحشد الشعبي بالسيطرة على مجريات الأمور والضرب بيد من حديد على كل من حاول استغلال الوضع».
وأشار الكريم إلى أن «المدينة الآن محمية من قبل الشرطة المحلية وبعض قطعات الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية وبالتالي فإن الأمور الآن جيدة جدا، حيث يعمل الجهد الهندسي على أشده من قبل معالجة عمليات التلغيم والتفخيخ بالإضافة إلى أننا كحكومة محلية نعمل من أجل إعادة البنية التحتية إلى المدينة من أجل إعادة النازحين إلى منازلهم».
وردا على سؤال عما إذا كانت لا تزال هناك جيوب لتنظيم داعش داخل المدينة، قال الكريم: «نعم لا تزال هناك جيوب لكنها ليست كتلك التي يشار إليها عبر بعض وسائل الإعلام لأغراض التهويل حيث تم العثور يوم أمس (الأحد) على 16 انتحاريا مختبئين في أحد المنازل وجرت مواجهة معهم انتهت إلى قتلهم جميعا وبتنا على قناعة بأن هناك انتحاريين بأعداد قليلة يختبئون في بعض المنازل من أجل معاودة عمليات التخريب لكن هذه المسائل لم تعد مجدية».
وحول ما إذا كانت الجهود ستتجه لتحرير باقي مناطق تكريت، قال الكريم إن «تلك المناطق معروفة وهي لا تزال بيد الدواعش وسنؤمن تكريت تماما ومن ثم نبدأ عن قريب بتحرير باقي المناطق بعد أن تم استكمال كل شيء».
في سياق ذلك، أكدت قوات الحشد الشعبي في صلاح الدين والمكلفة الآن بمسك الأرض إن «العمل جار الآن بقوة من أجل تأمين تكريت بالكامل وتنظيف أحيائها تمهيدا لإعادة النازحين طبقا لأوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي». وقال يزن الجبوري، القيادي في الحشد الشعبي من محافظة صلاح الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت بعض أحياء تكريت ومنها حي القادسية لم يجر تحريرها بالكامل إن «كل أحياء تكريت تم تحريرها لكن حي القادسية هو الحي الأول الذي بدأنا عملية تنظيفه حتى يكون أول الأحياء في المدينة المؤمنة بالكامل من كل النواحي العسكرية والأمنية والإنسانية والخدمات»، مبينا أن «رئيس الوزراء العبادي أصدر أوامر غير قابلة للنقاش بأن نعيد العوائل النازحة إلى المدينة في غضون 10 أيام، وهو ما يتطلب منا تنظيف أحياء تكريت بدءا بحي القادسية». وبشأن ما إذا كان هناك مئات الانتحاريين لا يزالون داخل تكريت قال الجبوري إن «الموجودين من انتحاريين في كل أحياء تكريت لا يتعدون العشرات وهم مختبئون في بعض البيوت وتجري معالجتهم أثناء عمليات التنظيف، حيث قمنا اليوم (أمس) مثلا بمعالجة 4 من الانتحاريين كانوا مختبئين في أحد المنازل».
بدوره، أكد الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات تابعة لتنظيم داعش تم قتلها في معارك تحرير تكريت. وأضاف جودت أن ما نسبته 90 في المائة من قتلى مسلحي تنظيم داعش هم من العرب وبينهم أجانب من شرق آسيا، أما فيما يخص المسلحين من العراقيين المنضويين مع «داعش» الإرهابي فإننا كنا نسمع اتصالاتهم ويبدو أنهم يقومون بدور تحريك المسلحين العرب والأجانب على الأرض». من جهته، قال العميد تحسين إبراهيم مدير إعلام وزارة الدفاع إن القوات المشتركة «أتمت بالكامل عمليات تحرير مدينة تكريت والآن العمل جار على الانتقال للمرحلة الثانية من معارك تحرير محافظة صلاح الدين».
من ناحية ثانية، أكد مصدر أمني العثور على 10 مقابر لضحايا مجزرة سبايكر، في إشارة إلى القاعدة العسكرية في تكريت حيث اعتقل تنظيم داعش مئات الجنود وأعدمهم في يونيو (حزيران) الماضي. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم بالفعل فتح أول مقبرة جماعية في منطقة القصور الرئاسية وقامت بتحويطها والتحفظ عليها لحين فتحها من قبل الجهات المختصة». ويعتقد أن المقبرة تضم رفات 100 جندي.
وفي تطور آخر ذي صلة، أعلن رئيس غرفة عمليات الأمانة العامة لمجلس الوزراء محمد التميمي العثور على 28 ناجيا من مجزرة سبايكر كانوا اختبأوا عند بعض الأهالي، مشيرا إلى أن عددا من الناجين عادوا إلى العمل ضد عصابات «داعش» الإرهابية والتحقوا بالقوات الأمنية وأبناء الحشد الشعبي فور تحرير مدينة تكريت.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.