أعلنت الحكومة العراقية، أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيزور أربيل عاصمة إقليم كردستان، اليوم، للقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني لبحث آخر المستجدات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة ومناقشة عدد من الملفات المهمة وعلى رأسها عملية تحرير الموصل من «داعش».
وقال سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: «سيزور رئيس الوزراء حيدر العبادي غدا (اليوم) مدينة أربيل على رأس وفد حكومي وعسكري رفيع المستوى، وسيلتقي رئيس الإقليم مسعود بارزاني وكبار المسؤولين في حكومة الإقليم»، مضيفا أن «زيارة العبادي تأتي لتنسيق الجهود المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في ما يتعلق بالتصدي للإرهاب ومحاصرة مخاطره وتحرير المناطق التي لا يزال تنظيم داعش يسيطر عليها في شمال العراق وعلى رأسها محافظة نينوى»، مؤكدا أن «ملف تحرير محافظة نينوى ملف حيوي للحكومة الاتحادية وسيكون في مقدمة برنامج زيارة رئيس الوزراء إلى أربيل»، مشددا على أن «بغداد ملتزمة بتحقيق هذا الهدف وإعادة فرض السيطرة السيادة على التراب العراقي وإخراج تنظيم داعش من المناطق التي يوجد فيها، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم إلا بالتنسيق والتعاون المشترك مع حكومة الإقليم وإشراك قوات البيشمركة في دور أساسي والتنسيق معها للقيام بالعمليات المشتركة في هذه المدينة والمناطق الأخرى المحاذية للإقليم».
وعن أهم الملفات الأخرى التي سيناقشها العبادي خلال زيارته إلى الإقليم، قال الحديثي: «هناك ملفات حيوية ستكون هناك فرصة لطرحها في النقاش بين الجانبين في أربيل، من أبرزها سبل تدعيم الاتفاق النفطي الأخير بين الطرفين، وتذليل العقبات التي تعرقل تنفيذه، وخصوصا أن الجانبين أعلنا التزامهما مبدئيا وقرارهما السياسي ملتزم بالاتفاق». وتابع: «هناك مشكلات فنية وإجرائية والزيارة فرصة لبحث سبل معالجة هذه المشكلات والتوصل إلى تطبيق الاتفاق بصورة كاملة».وتابع: «كذلك سيتم بحث ملف النازحين الذي يعتبر ملفا حيويا، وهناك أعداد هائلة من النازحين في الإقليم وبالتالي لا بد من تعزيز الجهود المشتركة للحصول على دعم المجتمع الدولي وتنسيق الجهود لتوفير الاحتياجات الإغاثية والإنسانية لهذه الأعداد الهائلة الموجودة من النازحين في الإقليم وفي المناطق الأخرى».
بدوره، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب العراقي، عرفات كريم لـ«الشرق الأوسط»، إنه «على الرغم من أن هذه الزيارة تأتي متأخرة، فإنها بلا شك ستكون زيارة مهمة، لأن حيدر العبادي هو رئيس وزراء العراق والهدف من الزيارة في الأساس هو حل المشكلات بين الجانبين، وخصوصا أن هناك محاولات لإفشال الاتفاقية المبرمة بين أربيل وبغداد، فهناك 25 نائبا شيعيا في مجلس النواب العراقي يجمعون التواقيع لمعرفة نسبة النفط المصدر من الإقليم، وفي الحقيقة كل هذا يعتبر تهديدا للاتفاقية، لكن زيارة العبادي بالدرجة الأولى هي للتأكيد على أن الكرد جزء مهم جدا من العراق، ويجب استمرار الاتفاقية لأنها تصب في مصلحة الشعب العراقي»، مبينا أن الزيارة «ستؤدي إلى انفراج الأزمة بين الجانبين وتعتبر دليلا على أن هناك نية لحل المشكلات».
يذكر أن زيارة العبادي إلى أربيل اليوم هي الأولى له إلى عاصمة الإقليم منذ تسنمه منصبه منذ نحو ثمانية أشهر. وشهدت العلاقات بين الإقليم وبغداد في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي تدهورا ملحوظا أسفر عن قطع بغداد لميزانية ورواتب موظفي الإقليم، الأمر الذي تسبب في أزمة اقتصادية كبيرة في الإقليم.
من ناحية ثانية، تواصل رئاسة برلمان كردستان اجتماعاتها مع كل الأطراف السياسية في الإقليم للتوصل إلى إجماع وطني حول صياغة دستور لإقليم كردستان وقانون رئاسة الإقليم. وفي هذا السياق التقى رئيس الإقليم أمس رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد صادق ونائبه جعفر إيمنكي وسكرتير البرلمان فخر الدين قادر، وبحث الجانبان آخر المستجدات العسكرية وأوضاع جبهات القتال وعددا من القضايا الأخرى على الساحة السياسية في الإقليم في مقدمتها مسألتا الدستور ورئاسة الإقليم.
وقال كامران سبحان، السكرتير الإعلامي لرئيس برلمان الإقليم لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانبين «أكدا أن مسألة الدستور ورئاسة الإقليم مسألتان وطنيتان تحتاجان إلى إجماع وطني، حيث يجب معرفة آراء كل الأطراف أولا ومن ثم تسويتهما تحت قبة البرلمان، وفي المقابل أكد رئيس الإقليم أنه سيجتمع أيضا مع الأطراف السياسية في كردستان، من أجل صياغة دستور للإقليم»، مشيرا إلى أن بارزاني أكد في الوقت ذاته أننا «مع كل شيء في إطار القانون».
العبادي في أربيل اليوم لبحث ملفات أمنية وسياسية مهمة مع بارزاني
في مقدمتها عملية تحرير الموصل ومشاركة البيشمركة فيها
العبادي في أربيل اليوم لبحث ملفات أمنية وسياسية مهمة مع بارزاني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة