إخراج 2000 شخص من مخيم اليرموك.. و«النصرة» تؤكد وقوفها على الحياد

مصادر إعلامية تتحدث عن اتصال بين مشعل وأحمد جبريل بخصوص أمن المخيم

طفلان من مخيم اليرموك يجران عربة حملا عليها أغراضهما هربا من القتال العنيف (أ.ف.ب)
طفلان من مخيم اليرموك يجران عربة حملا عليها أغراضهما هربا من القتال العنيف (أ.ف.ب)
TT

إخراج 2000 شخص من مخيم اليرموك.. و«النصرة» تؤكد وقوفها على الحياد

طفلان من مخيم اليرموك يجران عربة حملا عليها أغراضهما هربا من القتال العنيف (أ.ف.ب)
طفلان من مخيم اليرموك يجران عربة حملا عليها أغراضهما هربا من القتال العنيف (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس (الأحد)، خلال احتفال بافتتاح حديقة «الاستقلال» في رام الله بالضفة الغربية، إن أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية المقيمين في سوريا يحاولون معالجة الأزمة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد أن اجتاحه متشددو تنظيم داعش. في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، عن إخراج نحو ألفي شخص من سكان المخيم خلال اليومين الماضيين باتجاه أحد الأحياء المجاورة، بينما كشفت مصادر أن أوساطا فلسطينية تضغط باتجاه إرسال قوات خاصة فلسطينية متمرسة في القتال من مخيمات لبنان إلى مخيم اليرموك لإنقاذ سكانه الفلسطينيين.
وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي لوكالة الصحافة الفرنسية: «فتحنا معبرا آمنا من بيت سحم (جنوب شرق) والبلدية (شمال شرق)، وتمكنا يومي الجمعة والسبت بمساعدة الحكومة ومنظمات إغاثة من إخراج نحو 400 عائلة، أي ما يقارب ألفي شخص إلى حي الزاهرة» المجاور الخاضع لسيطرة قوات النظام.
وأضاف: «تم إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة وقدمت إليهم الاحتياجات اللازمة، كما تم إسعاف نحو 25 جريحا إلى مشفى المجتهد ومشفى يافا».
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء مدنيين من مخيم اليرموك بعد اقتحامه الأربعاء من مقاتلي التنظيم المتطرف، الذين خاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين فلسطينيين، وتمكنوا في اليومين الأخيرين من السيطرة على أجزاء واسعة من المخيم. ويسيطر التنظيم (وفق عبد الهادي) على وسط المخيم والمنطقة الغربية الجنوبية، بينما يسيطر مقاتلو أكناف بيت المقدس، وهو فصيل فلسطيني قريب من حركة حماس، على المنطقة الشمالية الشرقية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته خروج المئات من سكان المخيم في اليومين الأخيرين. وأشار إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين تنظيم داعش وكتائب أكناف بيت المقدس، لافتا إلى إلقاء المروحيات التابعة لقوات النظام ليل السبت - الأحد 13 برميلا متفجرا على الأقل مستهدفة مناطق عدة في المخيم.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، إن تنظيم داعش استولى على نحو 90 في المائة من المخيم، حيث يعاني 18 ألف مدني منذ سنوات من القصف وحصار الجيش وسيطرة الجماعات المسلحة.
وأوضحت مصادر وكالة «سما نيوز» الفلسطينية، ليلة أول من أمس، أن اتصالات حثيثة تجري مع كافة الأطراف بما فيها الحكومة السورية، لاستيضاح موقفها من الجريمة التي تجري في اليرموك، والسماح لقوات فلسطينية بالدخول إلى المخيم وطرد مقاتلي «داعش».
وتابعت أن معلومات لم تتأكد حتى الآن تفيد بأن «مسلحي (داعش) أعدموا العشرات من الفلسطينيين داخل المخيم بتهمة الردة». ويمنح الهجوم على مخيم اليرموك للتنظيم المتشدد وجودا كبيرا في العاصمة السورية. بذلك يصبح على بعد كيلومترات قليلة عن مقر سلطة الرئيس بشار الأسد.
وأسفرت الاشتباكات (وفق المرصد) عن مقتل 26 شخصا على الأقل من مدنيين ومقاتلين من الطرفين منذ بدء الهجوم الأربعاء.
وتحاصر قوات النظام المخيم منذ أكثر من عام مما تسبب بنقص كبير في المواد الغذائية والأدوية أسفر عن وفاة مائتي شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفا قبل اندلاع النزاع إلى نحو 18 ألفا. من جهة أخرى، أعلنت جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في بيان لها، أنها «تقف على الحياد من الأحداث التي تجري في مخيم اليرموك»، وجاء في البيان: «وضحنا للجميع أننا في جبهة النصرة في جنوب دمشق، نقف على الحياد بما يخص القتال الحاصل بين أكناف بيت المقدس و(تنظيم الدولة) في مخيم اليرموك، ولسنا وحدنا في ذلك، فمجموعات أخرى، ومنها أحرار الشام، اتخذت نفس الموقف، واتخذت قرارا بالتهدئة، مغلبة مصلحة المنطقة المحاصرة المنهكة الجائعة، التي تتآكل بمصالحات مع نظام الأسد».
ونوه البيان بأن «النصرة» فتحت مقراتها واستقبلت فيها «كل من لا يريد الاشتراك في هذا القتال وأمنتهم».
وكانت «وكالة القدس للأنباء» قد أشارت عبر مصادر فلسطينية مطلعة، إلى أن اتصالا هو الأول من نوعه منذ بداية الأزمة السورية قبل سنوات، جرى بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بالأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، أحمد جبريل، تمحور حول الأوضاع المتفجرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأكّدت حماس على ضرورة تحييد مخيم اليرموك وكل المخيمات الفلسطينية بعيدا عن تطورات الأزمة السورية «المؤلمة».
وفي السياق نفسه، كشف مسؤول العلاقات الخارجية في «حماس»، أسامة حمدان، عن سلسلة اتصالات أجرتها حركته بقيادة خالد مشعل لضمان أمن الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك.
وقال حمدان، في تصريحات إعلامية مساء أول من أمس (السبت): «إن ما يجري في مخيم اليرموك معركة لا ناقة للفلسطينيين فيها ولا جمل، ومن غير العدل أن يتحمل الفلسطينيون نتائج صراعات ليس لهم علاقة بها».
ودعا لوقف الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ووقف الحصار وإغاثة الشعب الفلسطيني هناك.
ورأى حمدان فيما يجري أمرا مريبا أدى إلى استدعاء حالة مسلحة إلى المخيم، مطالبا القوى والفصائل الفلسطينية بالترفع عن تبايناتها وخلافاتها خلال السنوات الماضية، والبدء بحملة مضادة لإنهاء العدوان على المخيم وإعادة الاستقرار.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.