«عاصفة الحزم» تقطع الطرق إلى عدن.. ومراكز قيادات حوثية بين السكان

عسيري: قصف معسكر في صنعاء يستهدف الحدود السعودية.. والصليب الأحمر يتخلف عن موعده

TT

«عاصفة الحزم» تقطع الطرق إلى عدن.. ومراكز قيادات حوثية بين السكان

أكدت قوات التحالف أمس، أن الميليشيات الحوثية عمدت لإنشاء مراكز قيادة خاصة بها داخل الأحياء السكنية والفنادق، مشيرة إلى أن العمليات الجوية قطعت عدة طرق على المتمردين أثناء توجهم من البيضاء والمخا والحديدة إلى عدن، وكذلك من صنعاء إلى الحدود السعودية، واستهدفت عقبات «البيضاء» و«الثره» و«القنذع»، في المقابل تخلفت منظمة الصليب الأحمر الدولي عن الرحلة إلى اليمن، بعد تحديد موعدها صباح أمس، وطلبت تأجيلها إلى وقت غير مسمى.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف، أن قوات التحالف حصلت على معلومات دقيقة، مفادها أن الميليشيات الحوثية عمدت لإنشاء مراكز قيادة خاصة بها داخل الأحياء السكنية والفنادق، لاستدراج قوات التحالف لاستهدافها وإيقاع ضحايا من المواطنين الأبرياء، مشيرا إلى أن العمل جار على التأكد من هذه المعلومات وتحديد المواقع بدقة.
وقال العميد عسيري المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، خلال الإيجاز العسكري اليومي في مطار قاعدة الرياض الجوية أمس، إن «قوات التحالف ستعمل على اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال غرف العمليات التي أنشأتها الميلشيات الحوثية داخل الأحياء، ولدينا الصبر الكافي للتعامل مع هذه المواقف، لذا نفضل عدم الاستعجال بالمراحل التي ستأتي تباعا في الوقت المناسب}.
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن الموقف في عدن مطمئن، على الرغم من أن الميليشيات الحوثية ما زالت تستهدف المساكن لترويع المواطنين بالرماية العشوائية، كما أن هذه الميليشيات بدأت اليوم (أمس) بقطع مضخات المياه والكهرباء، في أحياء كثيرة في عدن، إلى جانب تدمير البنية التحتية واستهداف المواطنين وترويعهم، لا سيما وأن الحوثيين يحاولون الانتقال إلى الميناء. وأضاف «كنا نتمنى إيجاد بنية تحتية تخدم المواطن اليمني، ولكن استبدلت هذه البنية التحية بمستودعات ذخيرة وصواريخ كثيرة».
ولفت مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن قيادة التحالف مستمرة في عمليات الإسقاط لدعم اللجان الشعبية في عدن عسكريا بمواد لوجستية، لمواجهة هذه الميليشيات، وقال: «اللجان الشعبية والمواطنون الشرفاء الذين يدعمون شرعية الرئيس اليمني، يوحدون صفوفهم، والنتائج مبشرة بحول الله».
وذكر العميد عسيري، أن مدينة الضالع {تعرضت لقصف من قبل المتمردين على المساكن بالمدفعيات وقذائف الهاون، حيث لا يوجد قتال حقيقي، ورصدنا تحرك الكثير من العربات الثقيلة من وقت إلى آخر في المدينة نفسها، حيث إن قوات التحالف تعمل على تحقيق الأهداف، وأن التعامل مع الميليشيات الحوثية، يختلف عن التعامل مع الجيوش النظامية}.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف، أن الحملات الجوية استهدفت مستودعا داخل مزارع في محيط مدينة صنعاء، يحتوي صواريخ بالستية، حيث اتضح أن عدد هذه الصواريخ كبير داخل المستودع بعد رؤية حجم الانفجار المهول جراء الضربة.
وأوضح المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قوات التحالف عملت على تعطيل حركة الميليشيات الحوثية، وذلك باستهداف عقبة «القنذع» للمرة الثانية، وأيضا عقبة «البيضاء»، وذلك لمنعهم من التوجه من البيضاء إلى العاصمة الشرعية مدينة عدن.
وأضاف «ثبت لدى قوات التحالف، أن هناك معسكرا في مدينة صنعاء، وهو نقطة انطلاق المركبات الحوثية المتحركة التي تصل إلى الحدود السعودية، حيث تمت مهاجمتها لقطع الطريق عليهم ومنع وصول معداتهم إلى الحدود السعودية».
وقال العميد عسيري، إن «عاصفة الحزم» استهدفت خلال عملياتها أول من أمس، عقبة «الثره»، وذلك لتعطيل تحركات الميليشيات الحوثية، باتجاه عدن، الأمر الذي أدى إلى استنفار المتمردين بشكل عشوائي.
وأضاف «استهدفت الطائرات الجوية، قوافل حوثية مكونة من 6 مركبات ثقيلة، تحمل عددا من الآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة والذخائر، كانت في طريقها من المخا والحديدة باتجاه عدن، وذلك عبر قصفها على مرحلتين متتاليتين».
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف، أن المتمردين يحاولون إيجاد قاعدة لهم، من أجل الانطلاق منها على الحدود السعودية، حيث قاموا بعمل حفر، الأمر الذي أدى إلى استهدافهم بنيران المدفعيات البرية، فيما رصدت القوات البحرية حركات تهريب في الموانئ اليمنية، وتم اتخاذ الإجراءات المناسبة معهم.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن اللجنة التي تم الإعلان عن تشكيلها أول من أمس لدعم العمل الإنساني والإغاثي، بدأ تفاعلها مع الجهات الأخرى، مؤكدا أن منظمة الصليب الأحمر الدولي تخلفت عن الموعد الذي حدد لها من قبل قوات التحالف في دخول الأجواء اليمنية، وتنفيذ أعمالهم، وقال: «أبلغنا الصليب الأحمر الدولي بأن الساعة التاسعة من يوم أمس، موعد الرحلة، إلا أن الصليب الأحمر تخلف عن الموعد وأبلغنا بأن هناك طلبا لتغيير الطائرة، بحيث إن الشركة التي ستنقلهم لا تريد الذهاب إلى اليمن، وطلبوا تغيير الرحلة إلى وقت غير مسمى».
وأشار العميد عسيري إلى أنه جرى تحديد مواعيد لها يوم أمس، ولم تنفذها، مثل مصر التي اعتذرت بسبب أن عدد الرعايا المصريين في اليمن، أكثر من سعة الطائرة، التي ستنقلهم من صنعاء إلى القاهرة، الأمر الذي أدى إلى تغيير الطائرة، ولم يحدد المصريون موعدا مستقبليا، فيما لم يسمح للسودان بإجلاء رعاياه من قبل الحوثيين الذين يسيطرون على مطار صنعاء.
وأضاف «وصلت طائرة لإجلاء الرعايا الأتراك بالقرب من مطار صنعاء، إلا أن الحوثيين منعوها من الهبوط وإجلاء الرعايا، وتوجهت الطائرة على الفور إلى مطار الملك عبد الله في جازان، وحين وصولها إلى مطار جازان، تم إبلاغها بالعودة إلى مطار صنعاء وإجلاء الرعايا الأتراك».
وأكد أن قوات التحالف، لا تبحث عن تبريرات {لكن نوضح للرأي العام، أن قوات التحالف تعي مسؤوليتها، وهذا أمر مهم، وهي سلامة المواطنين والأطقم الجوية، ولا نتنصل من المسؤولية}.
وحول إمكانية الإعلان عن مراكز على الأرض، لتسهيل مهمة الراغبين من الجيش اليمني بتسليم أنفسهم، أوضح المتحدث باسم قوات التحالف، أن الجيش اليمني جيش محترف، ولعل أهم خدمة يقدمها أفراد وضباط ذلك الجيش إن لم يتمكنوا من قتال الحوثيين هو كف أذاهم عن المواطن اليمني، ومن يرغب بالتعاون مع المقاومة الشعبية فالوحدات العسكرية الداعمة للشرعية تفتح أبوابها.
وردا على سؤال حول المخاوف من إمكانية هروب القيادات الحوثية عبر الحدود اليمنية العمانية، وإمكانية استخدام المجال الجوي العماني في العملية العسكرية الحالية، أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن عمان {مسؤولة عن أمن حدودها ومجالها الجوي، وقوات التحالف ليست بحاجة إلى استخدام المجال الجوي العماني، ولدينا المجال الجوي اليمني نتحرك فيه، ونسيطر عليه}.
واستبعد المتحدث باسم قوات التحالف، الزج بمقاتلات الهليكوبتر أو الطائرات دون طيار، في هذه المرحلة من مراحل العملية العسكرية. وقال: «لا يمكن أن نغامر دون التأكد من سلامة تلك الطلعات الجوية والعمليات، وإذا رآى التحالف استخدامها، سيتم ذلك».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.