«عاصفة الحزم» تبدد مخاوف اليمنيين في الخارج وتعيد آمالهم بغد أفضل

رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم أكد أن وقفة السعودية تجسد معاني الأخوة

مهدي النهاري، رئيس الجالية اليمنية في جدة ورئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم
مهدي النهاري، رئيس الجالية اليمنية في جدة ورئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم
TT

«عاصفة الحزم» تبدد مخاوف اليمنيين في الخارج وتعيد آمالهم بغد أفضل

مهدي النهاري، رئيس الجالية اليمنية في جدة ورئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم
مهدي النهاري، رئيس الجالية اليمنية في جدة ورئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم

بددت «عاصفة الحزم» مخاوف ملايين اليمنيين من مستقبل مظلم ينتظرهم في ظل بطش الميليشيات الحوثية بأسرهم والسعي فسادا وطغيانا لتنفيذ مخططاتها بقوة السلاح دون أي اعتبار لشرعية ودستور في البلاد، بعد أن استباح الحوثيون دماء آلاف اليمينيين في الميادين وعلى الطرقات لزرع الخوف في النفوس للرضوخ لهم.
اليمنيون يجدون أن «عاصفة الحزم» أعادت لهم الأمل في غد أفضل في بلادهم، مشيرين إلى أن وقفة السعودية إلى جوارهم هي تجسيد لمعاني الأخوة الصادقة، وإنقاذ المستضعفين من الظلم والقهر الذي كان يحيط بهم من الحوثيين وأعوانهم من أركان النظام السابق الذي ظل يقف دوما ضد مصالح البلاد وأمام أي مبادرة للإصلاح وتحسين الأوضاع، إلى حد قولهم.
وشدد مهدي النهاري، رئيس الجالية اليمنية في جدة ورئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم، على رفض كل المغتربين اليمنيين والمجتمع اليمني القبول بسلطة تحت وطأة سلاح، وبأجندة خارجية تخدم مصالح أخرى، منوها بأن الأمر يعد بالنسبة لهم محسوما وليس به جدال، مشيرا إلى أنهم مع الشرعية والمبادرة الخليجية.
وقال النهاري، لـ«الشرق الأوسط»: «عاصفة الحزم قرار شجاع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لاحتواء الأزمة اليمنية والوقفة الصادقة إلى جوار إخوتهم اليمنيين، إلى جانب دول مجلس التعاون ودول التحالف في دعم الشرعية في اليمن، وإبعاد يد البطش الحوثية التي دمرت وقتلت بمساعدة وتحالف من النظام السابق في تسهيل مهمتهم». وأضاف النهاري «اليمنيون دوما مع الحوار والشراكة الاستراتيجية، لا أن تحضر ميليشيات تود فرض هيمنتها بقوة السلاح والعنف والقتل، فهو أمر لا نقبله كمجتمع يمني، ومتمسكون بالمبادرة الخليجية والحوار الوطني الذي يهدف إلى نهضة البلاد مع أي فصيل سياسي أو طائفي بشرط أن يكون ضمن طاولة الاجتماعات وبعيدا عن السلاح».
في الجهة المقابلة، التقط الشاب عامر عبد الله، وهو مغترب يمني بمدينة جدة (غرب السعودية)، هاتفه المحمول مسرعا للرد على مكالمة هاتفيه واردة له من أسرته بموطنه «اليمن»، رسمت على محياه ابتسامة عريضة، دفعتنا للحديث معه عن الأوضاع في بلاده. قال عبد الله «كنت قلقا على أسرتي ووالدي الذين يقطنون مدينة عدن، وارتحت عند سماع صوته.. الأوضاع بطبيعة الحال سيئة، وكل ذلك يهون في سبيل الخروج من النفق المظلم الذي وضعنا به النظام السابق وأعوانه الحوثيون الذين ذهبوا لقتل الأبرياء أطفالا ونساء وشيوخا، ولم يُستثن أحد من بطشهم، في سبيل فرض هيمنتهم على البلاد». وأضاف «يقول والدي: إننا رضخنا لسنوات تحت وطأة الظلم، يا بني (عاصفة الحزم) ستعيد اليمن لا تقلق.. أدوارنا بسيطة وأرواحنا فداء لتراب الوطن. سنحارب وسنقاتل الحوثيين وأعوانهم، وهناك من يهتمون بنا ويوفرون لنا احتياجاتنا، ولا ينقصنا منكم إلا الدعاء».
تنهد عبد الله قبل أن يسترسل في حديثه «لدي شعور كبير بأن (عاصفة الحزم) ستكون فال خير على اليمنيين، وستسهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم في بناء دولة حديثة تزيل غبار الماضي التليد الذي تلبس بها لأعوام عدة. مهما تحدثنا لن نوفي السعودية ودول الجوار ما تبذله من أجل شعبنا، ونحمد الله يوميا على نعمة الأمن والأمان التي نحظى بها في وطننا الثاني».
أما توفيق عثمان، العامل اليمني، أحد أبناء العاصمة صنعاء، فاستهل حديثه مع «الشرق الأوسط» بالقول «ليس أمامنا سوى الدعاء بأن تزول الغمة ويذهب بلاء الحوثيين وأعوانهم، وما يقومون به هو ضد الإنسانية، فهم يستهدفون البيوت بدباباتهم ويتناوبون على قتل اليمنيين بذخيرتهم. نسأل الله أن ينتقم منهم عما قريب». وأضاف «قرار خادم الحرمين الشريفين نصره الله وجزاه عنا خير الجزاء بإطلاق (عاصفة الحزم) بالتحالف مع دول مجلس التعاون ودول عربية، أنصف اليمنيين جميعا وأسهم في إنقاذهم من بطش من ليس له دين أو شرف من أناس تعد الخيانة في دمائهم، حوثيين وأركان نظام سابق، تمكن بواسطتهم المخلوع علي عبد الله صالح من البطش بأبناء جلدته ممن تحملوه 3 عقود عانى فيها اليمنيون الأمرين». وأردف قائلا «الحياة بطبيعة الحال هناك سيئة، واليمنيون قادرون على التحمل في سبيل إخراج القتلة من البلاد ومحاكمتهم، و(عاصفة الحزم) سهلت كثيرا من مهمة أبناء اليمن في محاربة الحوثيين، لما توفره لهم من غطاء جوي لهم مكنهم من إحراز تفوق على أعدائهم الحوثيين رغم فارق الإمكانات والتسلح بينهما».
وتابع عثمان «جميع ما يرتكبه الحوثيون في المحافظات والمدن اليمنية أفعال وحشية، فهل يريدون حكم الشعب بقوة السلاح، فإما القتل أو الرضوخ. نسأل الله أن يخلصنا منهم في القريب العاجل، وأتمنى أن يعود اليمن السعيد اسما على مسمى».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».