1697 شخصًا حصيلة ضحايا شهر مارس في سوريا

جميع الأطراف ارتكبت تجاوزات ترقى لـ«جرائم حرب» وللنظام النصيب الأكبر

قوات الدفاع المدني ترش مقاتلي المعارضة في إدلب شمال سوريا بالماء بعد أن استهدف موقعهم بغاز الكلور مساء الثلاثاء (رويترز)
قوات الدفاع المدني ترش مقاتلي المعارضة في إدلب شمال سوريا بالماء بعد أن استهدف موقعهم بغاز الكلور مساء الثلاثاء (رويترز)
TT

1697 شخصًا حصيلة ضحايا شهر مارس في سوريا

قوات الدفاع المدني ترش مقاتلي المعارضة في إدلب شمال سوريا بالماء بعد أن استهدف موقعهم بغاز الكلور مساء الثلاثاء (رويترز)
قوات الدفاع المدني ترش مقاتلي المعارضة في إدلب شمال سوريا بالماء بعد أن استهدف موقعهم بغاز الكلور مساء الثلاثاء (رويترز)

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 1697 في سوريا في شهر مارس (آذار) المنصرم، يتوزعون على ضحايا بسبب استهداف من القوات الحكومية، والقوات الكردية، وجماعات متشددة، وفصائل المعارضة المسلحة، وقوات التحالف. وكان للقوات الحكومية النصيب الأكبر في عدد الضحايا التي تسببت في مقتلهم، وبلغ عددهم 1276 شخصا، يتوزعون على 1029 شخصا مدنيا، بينهم 147 طفلا (بمعدل 5 أطفال يوميا)، كما أن من بين الضحايا 136 امرأة، فيما بلغ مجموع الضحايا الذين ماتوا تحت التعذيب 134 شخصا، بينهم طفل و3 سيدات (بمعدل 5 أشخاص يموتون تحت التعذيب يوميا).
وبلغت نسبة الأطفال والنساء 28 في المائة من أعداد الضحايا المدنيين، وهو مؤشر صارخ، بحسب تقرير الشبكة، على استهداف متعمد من قبل القوات الحكومية للمدنيين. بينما قتلت القوات الحكومية 247 شخصا مسلحا خلال عمليات القصف أو الاشتباك.
على مستوى القوات الكردية، فقد قتل مدني واحد، وسجلت الشبكة مقتل 279 شخصًا على يد الجماعات المتشددة، كان لتنظيم داعش النصيب الأكبر في مقتلهم، حيث قتلت 241 مدنيا، بينهم 33 طفلا، و22 سيدة، وشخص واحد قضى تحت التعذيب. بينما قتل تنظيم داعش ما لا يقل عن 10 مسلحين أثناء الاشتباكات مع فصائل من المعارضة المسلحة، أو من خلال عمليات إعدام ميدانية للأسرى.
ويرصد التقرير ضحايا جبهة النصرة من المدنيين، فقد قتلت 16 مدنيا، بينهم طفل و3 سيدات، وشخص واحد قضى تحت التعذيب. بينما قتلت 12 مسلحًا، أثناء الاشتباكات مع فصائل من المعارضة المسلحة أو من خلال عمليات إعدام ميدانية للأسرى.
وفيما يخص فصائل المعارضة المسلحة، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 91 شخصاً على يد المعارضة المسلحة، 84 شخصا منهم مدنيين، بينهم 15 طفلا، و6 سيدات. بينما قتل 7 مسلحين أثناء الاشتباكات بين الفصائل بعضها مع بعض.
كما رصد تقرير الشبكة نصيب قوات التحالف الدولي من الضحايا، فسجل مقتل 3 مدنيين، بينهم طفلان وسيدة.
وسجل التقرير 45 حادثة قتل أخرى: بينهم 7 أطفال، و3 سيدات، و8 مسلحين. وتشير الشبكة إلى وجود حالات كثيرة لم تتمكن من الوصول إليها وتوثيقها، وخصوصا في حالات المجازر وتطويق البلدات والقرى وقطع الاتصالات التي تقوم بها الحكومة السورية في كل مرة وبشكل متكرر؛ مما يرشح العدد الفعلي للارتفاع، وكل ذلك بسبب منع الحكومة السورية لأي منظمة حقوقية من العمل على أراضيها.
وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية والشبيحة قامت بانتهاك أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة. إضافة إلى ذلك هناك العشرات من الحالات التي تتوفر فيها أركان جرائم الحرب المتعلقة بالقتل. وتشير الأدلة والبراهين وفق مئات من روايات شهود العيان، إلى أن أكثر من 90 في المائة من الهجمات الواسعة والفردية وُجّهت ضد المدنيين وضد الأعيان المدنية. وهذا يخالف ادعاءات الحكومة السورية بأنها تقاتل «القاعدة والإرهابيين».
كما يؤكد تقرير الشبكة أن تنظيم داعش ارتكب جرائم قتل تعتبر بمثابة جرائم حرب. كذلك ارتكبت بعض فصائل المعارضة المسلحة جرائم قتل خارج نطاق القانون، ترقى لأن تكون جريمة حرب. كما ارتكبت قوات الحماية الشعبية (الكردية) جرائم حرب عبر جريمة القتل خارج نطاق القانون.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجلت ما لا يقل عن 217 حالة قصف بالذخائر العنقودية، منذ يونيو (حزيران) 2012 وحتى 17 مارس 2015، نصفها تقريبا في عام 2014، ووثقت في التقرير ما لا يقل عن 94 حالة قصف، و9 حالات قصف باستخدام الذخائر العنقودية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015، وهذا مؤشر واضح على استمرارية القوات الحكومية في استخدام الذخائر العنقودية.
وقتلت عمليات القصف المباشر بالذخائر العنقودية 289 شخصاً، بينهم 71 طفلاً و27 امرأة، بينما قتلت حوادث انفجار مخلفات الذخائر العنقودية 129 شخصاً، بينهم 26 طفلاً وسيدتان، أي أن مجموع الضحايا الذين قتلوا بواسطة الذخائر العنقودية ومخلفاتها وصل إلى 418 شخصاً، نسبة المدنيين بينهم تبلغ 95 في المائة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.