النائب العام المصري يأمر بتفتيش 7 سجون بعد تقارير عن تعذيب في «أبو زعبل»

محكمة النقض تنظر اليوم طعن النيابة العامة على أحكام البراءة في قضية مبارك

النائب العام المصري يأمر بتفتيش 7 سجون بعد تقارير عن تعذيب في «أبو زعبل»
TT

النائب العام المصري يأمر بتفتيش 7 سجون بعد تقارير عن تعذيب في «أبو زعبل»

النائب العام المصري يأمر بتفتيش 7 سجون بعد تقارير عن تعذيب في «أبو زعبل»

أفادت مصادر قضائية مصرية، أن «النائب العام المستشار هشام بركات، كلف مساعديه أمس، بالقيام بزيارات مفاجئة لـ7 سجون، عقب أنباء عن وقائع تعذيب تعرض لها بعض المتهمين المحتجزين في سجن أبو زعبل (شرق القاهرة)، وللكشف عما إذا كان يقع بها انتهاك لحقوق الإنسان من عدمه. وبدورها، قالت راجية عمران، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار النائب العام، والتي استجاب فيها لتقرير مجلس حقوق الإنسان خطوة جيدة؛ لكن المهم هو النتائج التي ستسفر عنها التحقيقات والتي لا بد أن يتم معاقبة من قام بالتعذيب في السجون».
في سياق آخر، تنظر محكمة النقض اليوم طعن النيابة العامة على أحكام البراءة الصادرة بحق الرئيس الأسبق حسني مبارك ورموز نظامه في قضايا فساد والتورط في قتل متظاهري ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011
وكان وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان، قد زار سجن أبو زعبل قبل 3 أيام، للوقوف على شكوى بعض السجناء من تعرضهم لانتهاكات من قبل إدارة السجن. وأوضح المجلس في بيان له، أن الخطاب الموجه للنائب العام تعلق بوجود آثار ضرب على الظهر لأحد المحتجزين ممن قابلتهم بعثة المجلس، فضلا عن عدم ملائمة الظروف المعيشية داخل غرف التأديب طبقا للمعايير الدنيا في أماكن الاحتجاز. وجدد المجلس القومي لحقوق الإنسان توصياته بتطبيق القواعد القانونية والإجراءات واللوائح التي تنظم الاحتجاز والحبس الاحتياطي، وأهمية ذلك في تأهيل المحتجزين.
وشمل تقرير المجلس للنائب العام، أسماء 520 متهما آخرين محبوسين لأكثر من سنة احتياطيا، بعضهم تم عرضه على النيابة ويجرى التجديد له، وآخرون لم يتم عرضهم على النيابة. وأوصى المجلس القومي لحقوق الإنسان في تقريره المبدئي عن الزيارة للنائب العام، بإعادة النظر في المواد التي تنظم الحبس الاحتياطي وضرورة تطبيق لائحة السجون الجديدة.
من جانبها، قالت المصادر القضائية، إنه «تقرر عرض المتهمين الواردة أسماؤهم في تقرير المجلس على مصلحة الطب الشرعي، لبيان ما جاء بهم من إصابات وسببها، وتحديد ما إذا تعرضوا للتعذيب خلال إيداعهم السجن من عدمه».
وأعربت الناشطة الحقوقية راجية عمران، التي كانت ضمن الوفد الذي زار سجن أبو زعبل، عن تخوفها من عدم الجدية وأن تسفر التحقيقات عن أن المساجين غير صادقين في ادعاءاتهم وأن الأوضاع كلها طبيعية وملائمة لحقوق الإنسان، مؤكدة أن المجلس سوف يتابع نتائج هذه التحقيقات خطوة بخطوة، لحين معاقبة من قام بتعذيب المساجين.
في سياق آخر، اقتربت سلسلة الإجراءات القضائية ودرجات التقاضي بحق مبارك من بلوغ منتهاها فيما يتعلق بالاتهامات المنسوبة إليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ«محاكمة القرن»، حيث تنظر محكمة النقض في جلستها المقرر انعقادها اليوم (الخميس) في الطعن المقدم من النيابة العامة على الأحكام بالبراءة، التي سبق وأن أصدرتها محكمة جنايات القاهرة في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، والذي يقضي ببراءة مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال حسين سالم (هارب)، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، من كل الاتهامات الموجهة إليهم، والتي تتعلق باشتراك العادلي ومساعديه في قتل المتظاهرين السلميين في خلال ثورة 25 يناير، وعدم جواز توجيه الاتهام ذاته إلى مبارك، إضافة إلى براءة مبارك في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار زهيدة، وانقضاء دعوى الفساد المتهم فيها مبارك ونجلاه وحسين سالم.
وكان النائب العام المصري، قد أمر مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باتخاذ إجراءات الطعن أمام محكمة النقض في الحكم الصادر بتبرئة الرئيس الأسبق ورموز نظامه، بعد أن أثار الحكم بتبرئة مبارك وباقي المتهمين من اتهامات بالتورط في قتل المتظاهرين، استياء واسعا في مصر وموجة احتجاجات من جانب نشطاء قتل خلالها شخصان وأصيب عدد آخر قدر بنحو 15 شخصا على الأقل. وتعد جولة اليوم، هي الفصل الأخير في محاكمة مبارك وبقية المتهمين فيما هو منسوب إليهم من اتهامات.. ويشار إلى أن المحاكمة بدأت جولتها الأولي في 3 أغسطس (آب) 2011.
وسبق لمحكمة جنايات القاهرة أن قضت في 2 يونيو (حزيران) 2012 بمعاقبة كل من مبارك والعادلي بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما بعدما أدانتهما بالاشتراك في جرائم القتل المقترن بجنايات الشروع في قتل آخرين خلال أحداث ثورة 25 يناير. وببراءة مساعدي الوزير مما أسند إلى كل منهم من اتهامات وردت في الدعوى الجنائية.
وتضمن حكم محكمة الجنايات الأولى انقضاء الدعوى الجنائية ضد كل من مبارك ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، بشأن ما نسب إليهم من استغلال النفوذ الرئاسي. كما برأت المحكمة حينها مبارك مما أسند إليه فيما يتعلق بتصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن سعر بيعها عالميا. وتقدم دفاع مبارك والعادلي، بطعن أمام محكمة النقض على حكمي الإدانة الصادر ضدهما، كما تقدمت النيابة العامة بطعون على أحكام البراءة الصادرة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.