الثني يتوقع حسم معركة بنغازي قريبًا وينتقد مبعوث الأمم المتحدة

تبادل القصف الجوي بين قوات الجيش وميلشيات «فجر ليبيا»

الثني يتوقع حسم معركة بنغازي قريبًا وينتقد مبعوث الأمم المتحدة
TT

الثني يتوقع حسم معركة بنغازي قريبًا وينتقد مبعوث الأمم المتحدة

الثني يتوقع حسم معركة بنغازي قريبًا وينتقد مبعوث الأمم المتحدة

تجدد القصف الجوي بين سلاح الجو بالجيش الليبي وما يسمى بميلشيات «فجر ليبيا» أمس، في مدينة غريان، التي تبعد نحو 80 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس، كما شنت طائرة تابعة لميلشيات «فجر ليبيا» غارة على بلدتي الزنتان والرجبان. وبينما وجه رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبد الله الثني انتقادات حادة لمبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون، متوقعا حسم معركة بنغازي قريبا، أعلن مسؤول ليبي مقتل فلبيني وإصابة 8 أشخاص في هجوم صاروخي كان يستهدف على ما يبدو مصفاة في مدينة الزاوية بغرب ليبيا.
وقال محمد الخضراوي، رئيس المجلس المحلي للمدينة، إن المصابين هم 4 ليبيين و3 فلبينيين وآخر من دولة أفريقية، وأضاف أن صاروخا من طراز غراد سقط في ساعة متأخرة يوم الأحد قرب سيارة كانت تقل الأجانب لمنازلهم بعد الانتهاء من العمل.
ونفى مصدر من القوات المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا، ومقرها شرق البلاد، ما ردده بعض المسؤولين في طرابلس التي تديرها حكومة منافسة من أنهم أطلقوا صاروخ غراد باتجاه الزاوية أو مصفاة نفط قريبة تنتج 120 ألف برميل يوميا.
من جهتها، زعمت ميلشيات فجر ليبيا عبر مكتبها الإعلامي في بيان مقتضب، أن الطائرات التي تخرج من الزنتان تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دعت إليه الأمم المتحدة وعلى مرأى ومسمع من مندوبها برناردينو ليون الذي اعتبرت أنه لم يتكلف حتى بإصدار بيان يستنكر فيه ما يحدث.
وأضافت أن «هذه الطائرات المعتدية قامت لليوم الثاني على التوالي بغارة جوية استهدفت منطقة بورشادة الواقعة في الحدود الإدارية لمدينة غريان العصية من دون أي إصابات.
في المقابل، اتهمت غرفة عمليات الجيش الليبي بالمنطقة الغربية ميليشيات فجر ليبيا بقصف مدينة القلعة ومحاولة إلصاق المسؤولية بالجيش عن قصف المدينة.
وأكدت الغرفة في بيان أصدرته أمس أن «الجيش الليبي المنحاز لشرعية وإرادة الشعب لم يهاجم مدينة القلعة حتى عندما كانت هذه الميليشيات تتخذ من المدينة مأوى لها، فما بالك الآن بعد أن طردت منها».
وفي غضون ذلك، أعلن مصدر بالغرفة قيام طائرتين بتنفيذ ضربات جوية استهدفت مقر الأمن العام بمنطقة أبو رشادة، ورادار الدفاع الجوي، الذي يستخدم لرصد طائرات الجيش، مشيرا إلى أن القصف لم يسفر عن تسجيل خسائر بشرية.
كما أكد شن طائرة تابعة لميلشيات «فجر ليبيا»، غارة على بلدتي الزنتان والرجبان، بالقرب من مناطق سكنية ومدارس والطريق العام بمنطقة الجبل، دون تسجيل خسائر.
وتخوض كتائب الزنتان وقوات «جيش القبائل» الموالية للجيش الليبي معارك عنيفة في عدة مناطق بمدن غرب طرابلس، ضد قوات فجر ليبيا منذ سيطرة الأخيرة على طرابلس في شهر أغسطس (آب) الماضي.
وتشهد مدن جنوب طرابلس منذ الأسبوع الماضي، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي والموالية لها، ضد ميلشيات «فجر ليبيا»، خلفت أكثر من 30 قتيلا و40 جريحا خلال الأيام الماضية.
وتدور الاشتباكات حاليا، في أطراف بلدة بئر الغنم التي تقع على 120 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، وفي محيط مدينة العزيزية على مسافة 30 كيلومترا جنوب طرابلس، بعد سيطرة «فجر ليبيا» على هذه المناطق، وإجبار القوات الموالية للجيش، على الانسحاب خارجها.
إلى ذلك، كشفت الحكومة الانتقالية في ليبيا النقاب عن أن رئيسها عبد الله الثني، قال لدى لقائه مساء أول من أمس مع إيفان مولوتكوف سفير روسيا الاتحادية لدى ليبيا، أن روسيا ستكون من الدول الأوائل التي سيدرس معها إمكانية تدريب وتسليح الجيش الليبي، بالإضافة للتعاون مع روسيا في كثير من المجالات الأخرى سواء كانت أمنية أو تنموية.
كما أكد رئيس الحكومة الليبية للسفير الصيني لدى ليبيا، لي تشي قوه، سعي حكومته لتعزيز العلاقات بين البلدين، مجددا التزام الدولة الليبية بكل العقود المبرمة مع دولة الصين، موضحا أنها بصدد دراسة كل العقود وإيجاد الحلول اللازمة لعودة الشركات الصينية للعمل داخل الأراضي الليبية، مضيفا أن ليبيا تسعى لعقد كثير من الاتفاقيات مع الصين في كل المجالات الأمنية والتنموية.
وعلى صعيد متصل، أكد الثني للسفير المصري لدى تونس أيمن جمال الدين مشرفة أن حكومته ستبذل جهدها لضمان سلامة المصريين الموجودين في المناطق الخطرة وستوفر لهم ممرات آمنة للخروج.
وأضاف أن المصريين الموجودين في ليبيا يعاملون معاملة حسنة من قبل الشعب الليبي وهذا ليس بغريب، لأن الشعبين تربطهما علاقات تاريخية وعلاقات حسن الجوار.
وكان الثني قد شن في مقابلة تلفزيونية من مقر إقامته في تونس التي يزورها حاليا، هجوما حادا على مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون واعتبر أن ما يصرح به عبر وسائل الإعلام هو إجحاف في حق الحكومة المعترف بها دوليا، مضيفا أن «ليون لا ينظر للطرفين بعين واحدة، وأرى أنه عبارة عن ناطق لبعض الدول التي تستخدمه لتمرير سياساتها، ويجب عليه أن يقف على مسافة واحدة من الجميع».
وأضاف: «نحن مع الحوار المبني على عدة ثوابت، وهي أنه لا يجوز المساواة بين البرلمان الشرعي والمؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق والمنتهية ولايته)، ومحاربة الإرهاب المتمثل في «داعش» و«القاعدة» و«فجر ليبيا».
وتوقع الثني أن يتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة حسم معركة بنغازي، التي أكد أن «جيوبا صغيرة هي فقط المتبقية فيها من ميليشيات الإرهاب والتطرف».
وأوضح أن «ما يحدث في بنغازي هو قتال لجيوب بسيطة من الإرهابيين ولكنهم يستخدمون المنازل والسكان كدروع بشرية، لذا وجب على الجيش التعامل معهم بكل حذر من خلال توجيه ضربات دقيقة لتلك الجماعات حماية لأرواح المدنيين العزل».
ودعا الثني سكان العاصمة طرابلس للابتعاد عن مناطق الاشتباك وأخذ الحيطة والحذر والترقب، والامتثال لأوامر الجيش الليبي الذي يوجد حاليا بمنطقة العزيزية، مبديا خوفه من استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل ميليشيات الإرهاب في طرابلس، مثلما حدث في مدينة بنغازي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.