قتيل برصاص الحوثيين أثناء مظاهرة للحراك التهامي بالحديدة مؤيدة لعاصفة الحزم

أنصار الله هددوا بقمع أي مسيرات مناوئة.. والحراك نحو تشكيل لجان لطرد المسلحين من المؤسسات

مسلحان مواليان لقوات الرئيس هادي خلال مواجهات في تعز (إ.ب.أ)
مسلحان مواليان لقوات الرئيس هادي خلال مواجهات في تعز (إ.ب.أ)
TT

قتيل برصاص الحوثيين أثناء مظاهرة للحراك التهامي بالحديدة مؤيدة لعاصفة الحزم

مسلحان مواليان لقوات الرئيس هادي خلال مواجهات في تعز (إ.ب.أ)
مسلحان مواليان لقوات الرئيس هادي خلال مواجهات في تعز (إ.ب.أ)

قُتل شخص وجرح العشرات برصاص جماعة الحوثي المسلحة في مدينة الحديدة، غرب اليمن، أمس، اثنان منهم حالتهم توصف بالخطيرة، وذلك عند قمع مسلحي الحوثي لمظاهرة شعبية مناهضة لهم في محافظة الحديدة مستخدمين الرصاص الحي والهراوات. وشارك في المسيرة الآلاف من أبناء تهامة نظمها الحراك التهامي السلمي وشباب الثورة جابت شوارع المدينة رافعين فيها لافتات تؤيد عملية «عاصفة الحزم» ومناهضة للحوثي، ومؤكدين وقوفهم مع شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي المسلحة استخدمت الهراوات والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين وقتلت أحدهم ويدعى جمال العياني وجرح العشرات من المشاركين في المسيرة، وإن المسلحين الحوثيين منعوا سيارات الإسعاف للوصول إلى المكان ونقل الجرحى إلى المستشفيات». وأكد الشهود أن «المسلحين الحوثيين اختطفوا الكثير من المشاركين في المسيرة الاحتجاجية المطالبة بطردهم من تهامة وإن من بين المختطفين جرحى سقطوا برصاص الحوثيين، وإنهم يقومون بإطلاق نار كثيف وبجنون بشكل عشوائي على المتظاهرين وفي الهواء». وقال عضو مجلس الأمناء في منظمة رصد للحقوق والحريات، مجاهد القب، لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الحوثية المسلحة قتلت أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية وجرح أكثر من 9 آخرين اثنان منهم إصابتهما خطيرة».
وأكد عضو منظمة رصد للحقوق والحريات أن «المنظمة كشفت أن ميليشيات الحوثيين في المحافظة هددت يوم أمس خلال اجتماع باللجنة الأمنية بالمحافظة بقمع كل المتظاهرين الذين يخرجون في مسيرات مناوئة لهم وأنها سوف تستخدم القوة، وهو ما تم استخدامه فعلا».
وأدانت منظمة «رصد للحقوق والحريات» استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين من قبل المسلحين الحوثيين، كما كشفت المنظمة استخدام الحوثيين لعدد من المدارس في مدينة الحديدة لنصب مضادات الطيران على أسطحها أو بجوارها على غرار مدرسة الشيماء في مديرة الحوك بمحافظة الحديدة.
في الوقت الذي تستمر فيه «عاصفة الحزم» من عملياتها العسكرية ضد المقار العسكرية التابعة لجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح، شنت طائرات التحالف العربي «عاصفة الحزم» ضرباتها على مواقع عسكرية في ميناء الصليف، أكبر مديريات محافظة الحديدة في غرب اليمن، في حين علمت «الشرق الأوسط» أن الصين أجلت ما يقارب 500 من رعاياها عبر ميناء الحديدة، غرب اليمن، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، من العاملين في اليمن من دبلوماسيين وعمال ومنهم أيضا أكثر من 60 شخصا ممن يعملون في توسعة مصنع إسمنت باجل، التابعة لمحافظة الحديدة. فيما هدد الحراك التهامي من تشكيل لجان شعبية لطرد جماعة الحوثيين المسلحة من جميع المرافق والمنشآت الحكومية التي استولوا عليها.
وقال قيادي في الحراك التهامي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحراك التهامي السلمي سيقوم بتشكيل لجان شعبية لإخراج جماعة الحوثي المسلحة من المنشآت التي حولها مسلحو جماعة الحوثي إلى ثكنات عسكريه رغم وقوعها في قلب الأحياء السكنية ومجاورة لمدارس أو أحياء سكنية، أيضا، وذلك بعد مطالبة قياديين في الحراك التهامي محافظ المحافظة العميد حسن أحمد الهيج بتحمل مسؤولياته الكاملة وإخراج المسلحين الحوثيين من الأحياء السكنية وإلا سيكون ذلك من أوليات مهام اللجان الشعبية التابعة للحراك والتي قد يستخدمون فيها القوة أيضا، مثلما يتعامل الحوثيون بلغة السلاح».
وأكد القيادي: «سبب توجه أبناء تهامة والناشطين في الحراك التهامي لهذا التوجه لأن المسلحين الحوثيين قاموا بنصب مضادات الطيران في الأحياء السكنية، وأن التهديد لن يطالهم فقط بسبب وضعهم المضادات وأنه قد يصل إلى طردهم من جميع المرافق الحكومية التي استولوا عليها بما فيها قلعة الكورنيش التاريخية، وأنهم مستمرون في مسيرتهم المطالبة بطرد جميع الميليشيات المسلحة من تهامة واستعادة الأمن والسلام للمحافظة والتأكيد على التمسك بإقليم تهامة دون هيمنة أو وصاية».
من جهة أخرى، قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن «طيران التحالف شن عملياته ضمن عملية عاصفة الحزم بشكل كثيف على منطقة الصليف وأن الطائرات قصفت عددا من المواقع العسكرية في المنطقة ومحطة الرادارات ومواقع الدفاع الجوي في ميناء الصلف».
ويخشى أهالي مدينة الحديدة من تعرضهم لأي إصابات بسبب مضادات الطيران التي تحاول صد هجوم عمليات عاصفة الحزم بسبب تمركز المسلحين الحوثيين بأماكن قريبة من السكان والمناطق المزدحمة مما قد يلحق بهم الخطر إن كانت هناك ضربة جوية ضد ثكنات المسلحين الحوثيين.
وتُعد مديرية الصليف الواقعة على شمال غربي مدينة الحديدة على بعد 70 كلم عبر طريق مسفلت متفرع من طريق الحديدة - جيزان، من أهم المواقع التي تشتهر فيها بميناء يمتاز بأعماقه الطبيعية تصل إلى 25 مترا ومن أهم المرافئ اليمنية وقد جهز فيه رصيف حديث مجهز لرسو السفن العملاقة، كما تشتهر أيضا بمناجم الجبس والملح الصخري عالي النقاوة، ويعمل معظم سكانها في اصطياد الأسماك ومناجم الملح وصناعة السفن التقليدية والمشغولات اليدوية من الحصير واليسر، ويتبعها إداريا، أيضا، ميناء راس عيسى، الذي يتم منه تصدير النفط اليمني.
في المقابل، أكد شهود عيان أن الصين أجلت عبر فرقاطة صينية 500 شخص من رعاياها في اليمن عبر ميناء الجديدة، وقال أحد عمال مصنع إسمنت باجل لـ«الشرق الأوسط» إن «السفارة الصينية استدعت أكثر من 60 شخصا يعملون في المصنع لكي يغادروا إلى الصين عبر البحر، وأن الذين غادروا هم ما يقارب الـ60 شخصا منهم خبراء ومهندسون وعمال وجنسيتهم صينية، بالإضافة إلى مغادرة 3 خبراء استشاريين من الجنسية الرومانية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».