عكس إحجام وزارة الخارجية المصرية عن توجيه دعوة لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض للمشاركة في القمة العربية التي انطلقت أعمالها يوم أمس في مدينة شرم الشيخ بمصر عمق الخلافات بين الطرفين، مما أدى لشغور المقعد السوري في القاعة الرئيسية، ورفع العلم ذي النجمتين، المعتمد من قبل النظام، بجوار الكرسي الخالي.
رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف» هيثم المالح اعتبر أن «ما حصل يسيء للثورة السورية ويخدم بشار الأسد، خاصة أن لـ(الائتلاف) كامل الحق من الناحية القانونية في أن يشغل المقعد السوري في القمة وفي كل مؤتمرات الجامعة العربية»، تطبيقا للقرار الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بتجميد عضوية سوريا، وذلك «بسبب ممارسات النظام السوري بحق شعبه»، ومن ثم الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.
وقال المالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه شارك في الاجتماعات التحضيرية للقمة وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب «كما أنني تقدمت بمذكرة للخارجية المصرية أبدينا فيها استعدادنا للمشاركة في مؤتمر القمة وسمّينا وفدا رفيعا للمشاركة، إلا أننا لم نتلق أي دعوة».
كذلك أوضح المالح أنه قد جرى إرسال الكلمة التي كان من المفترض أن تتلى خلال المؤتمر إلى جميع الوفود المشاركة، وأعرب عن أسفه لأن «هناك عددا من الدول العربية التي تريد أن تصافح القاتل بشار الأسد وتدعمه». وأضاف «نعلم تماما أن الجزائر والعراق وعُمان، كما قد يكون لبنان أيضا، هددت بالانسحاب من الجامعة في حال مشاركة (الائتلاف)، كما أن الموقف المصري غامض منذ اجتماع المعارضة الذي عقد في القاهرة والذي تم استبعادنا عنه».
ومن جانب آخر، نفى المالح أن تكون الجامعة العربية قد رضخت لضغوط غربية أو أميركية لعدم توجيه الدعوة لـ«الائتلاف»، لافتا إلى أنه التقى مسؤول الملف السوري في الخارجية الأميركية قبل أيام، وأكد له حق «الائتلاف» في أن يشغل مقعد سوريا في القمة.
جدير بالذكر أن بروتوكولات القمة العربية تفرض أن توجّه وزارة الخارجية للدولة العربية المستضيفة للقمة دعوات للمشاركة بناءً على تنسيق مع الجامعة العربية. وفي «قمة الدوحة» التي انعقدت في مارس (آذار) 2013، جلس معاذ الخطيب الرئيس السابق لـ«الائتلاف» على مقعد بلاده في القمة، وألقى كلمة أمام القادة ورؤساء وفود الدول العربية، ورُفع علم «الثورة» ذو النجمات الثلاث الحمراء داخل القاعة الرئيسية للمؤتمر. أما في «قمة الكويت» في مارس (آذار) 2014، فلم يجلس أحمد الجربا، رئيس «الائتلاف» حينذاك على المقعد، واكتفى بإلقاء كلمة فيها، بينما رُفع العلم السوري ذو النجمتين الخضراوين في القاعة.
وعبّر «الائتلاف» السوري في بيان عن «أسفه الشديد» للإحجام عن دعوته لحضور القمة العربية، معتبرا هذه الخطوة «مؤشرا على تراجع موقف الجامعة العربية عن اعترافها بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، تزامنا مع مشاريع تعويم النظام، وتعطيل قوانين الجامعة العربية الصادرة بهذا الخصوص».
مقعد سوريا بالقمة العربية شاغر
المالح لـ {الشرق الأوسط} : ضغوط عربية حالت دون دعوتنا
مقعد سوريا بالقمة العربية شاغر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة