أيدت معظم قطاعات الشعب اليمني العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إلى الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفي الوقت الذي أعلنت فيه الكثير من القوى السياسية تأييدها لعملية «عاصفة الحزم»، فإن الكثير من تلك القوى حملت المسؤولية للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح بشأن ما آلت إليه الأمور، باعتبارهم المتسببين من خلال تحالفهم وانقلابهم على السلطة الشرعية في البلاد وتحالفهم العسكري لاجتياح جنوب البلاد، في حين تعتبر فكرة التدخل الخارجي مرفوضة في الشارع اليمني، لكن نظرة المواطنين تختلف كثيرا إزاء التدخل الخليجي والعربي في اليمن، على اعتبار أن اليمن يواجه مخاطر التفكك والانهيار وأن هذا التدخل ضروري لليمن ولدول المنطقة، حسبما يؤكد الكثير من الخبراء والمواطنين العاديين، باستثناء الحوثيين وصالح الذين يعتبرون عمليات التحالف بأنها «تدخل سعودي» في اليمن.
وما زالت عملية «عاصفة الحزم» تثير الكثير من ردود الفعل التي أغلبها إيجابي في الساحة اليمنية، شمالها وجنوبها، وأعلنت قبائل محافظة مأرب تأييدها للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأعلنت فصائل «الحراك الجنوبي» تأييدها للعملية العسكرية، كما أيدها «الحراك التهامي» في غرب البلاد، وأكدت على تأييدها معظم الأحزاب السياسية في اليمن، باستثناء حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
من جهته، أعلن العميد صالح عبيد أحمد، نائب رئيس الوزراء اليمني الأسبق تأييده لعملية «عاصفة الحزم». وقال عبيد لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، جاء لمواجهة قوى الشر في اليمن والبدء بعملية إنقاذ البلد من الكوارث المحققة». وأضاف: «إننا نعلن تأييدنا الكامل للعملية التي جاءت لتخلص الشعب من آفة الحروب الأهلية بأبعادها السياسية والطائفية والفئوية والمناطقية، وكذا إنقاذ اليمن وعروبته من هيمنة دولة إيران الفارسية التي تنشر خرابها في المنطقة بغية بناء إمبراطوريتها الطائفية العدوانية على أنقاض العرب». وأكد العميد عبيد، أن «تحالف المخلوع علي صالح والحوثيين أنتج واقعا مأساويا كبيرا وبدأوا بتمزيق اللحمة والنسيج الاجتماعي وأشعلوا بؤر الحروب الداخلية».
وفي الجنوب، رحب «المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب» بـ«عاصفة الحزم»، وذلك لـ«ردع بطش الغزاة والتي شنها طيران التحالف وفي مقدمته طيران المملكة العربية السعودية الشقيقة». وحمل المجلس «مجرم الحرب الأول علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي ومن معهما وخلفهما كامل المسؤولية الدينية والجنائية والسياسية والأخلاقية على مترتبات حرب الاحتلال الجديدة وتداعياتها وسفك الدماء الطاهرة». ودعا مجلس الحراك «مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى التدخل بقوات برية دولية للتمركز في الحدود السابقة للدولتين (الجمهورية العربية اليمنية - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) لحماية شعب الجنوب من الإبادة الجماعية على طريق تكوين دولته الحرة المستقلة». ودعا الفصيل الجنوبي إلى «استمرار المقاومة البطلة بالمعدات المتوفرة على شحتها لطرد الغزاة من كل المدن الجنوبية ووقف القتل العبثي ونطالب بسرعة إسناد العاصمة عدن بالمقاومين من كافة محافظات الجنوب للوقوف مع الأهالي الذين يمرون بأحلك الظروف الإنسانية ومعرضون للقتل الجماعي في الشوارع من دون رحمة ولا وازع ديني».
وأعلنت منظمات المجتمع المدني في جنوب اليمن تأييدها لـ«عاصفة الحزم»، وذلك من أجل «وضع حد لغطرسة وجنون محور الشر (صالح والحوثي) وما يقومان به من حرب وتدمير وقتل وإبادة لمقدرات الدولة والشعب والوطن والعبث بأمن اليمن والمنطقة والعالم، واستهتارهما بإرادة وإجماع اليمنيين شمالا وجنوبا والانقلاب على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني وقرارات الشرعية الدولية، والانقلاب العسكري بقوة سلاح الميليشيات الطائفية المسلحة على الدولة ورئيسها ورئيس حكومتها ووضعهم رهن الاعتقال دون أدنى قدر من الشعور بالمسؤولية لتداعيات، ودعواتهما للحرب والعدوان وتهديد الأمن والاستقرار الدوليين، من خلال خطاباتهما العلنية كالذي دعا إليه وهدد به صالح قبل أيام وقرار التعبئة العامة الذي أعلنه المتمرد عبد الملك الحوثي دون أي حق قانوني أو دستوري يجيز له ذلك، وإقدامهما على إعلان الحرب على الجنوب واجتياحه عسكريا»، حسبما جاء في بيان أصدره رئيس منتدى منظمات المجتمع الجنوبي ورئيس نقابة المحامين الجنوبيين، المحامي عدنان شيخ الجنيدي.
وخرجت، أمس، في محافظات تعز والحديدة وإب، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المسلحة، مسيرات حاشدة شارك فيه الآلاف، ترحيبا وتأييدا للضربة العسكرية الأولى التي أطلقتها المملكة العربية السعودية والتي سميت «عاصفة الحزم» ضد معاقل جماعة الحوثي المسلحة في اليمن والمقار العسكرية التابعة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وطالب المشاركون في المسيرة المؤيدة لعملية «عاصفة الحزم» استعادة مؤسسات الدولة التي سيطر المسلحون الحوثيون عليها وتأكيد وقوفهم مع شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وخروج المسلحين الحوثيين من جميع المدن التي سيطرت عليها وتسليم كل المواقع الحكومية والعسكرية للدولة.
وفي مدينة الحديدة، غرب اليمن، خرج الآلاف في مسيرة حاشدة تلبية لدعوة وجهتها لهم كل المكونات التهامية بما فيها الحراك التهامي السلمي وشباب الثورة، بعد صلاة الجمعة، والتي سموها «الإرهاب والميليشيات وجهان لعملة واحدة». وأعلن المشاركون في المسيرة تأييدهم لعملية «عاصفة الحزم» التي استهدفت مقار الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي المسلحة، وجابت المسيرة شوارع الحديدة رفعوا فيها لافتات مؤيدة لـ«عاصفة الحزم» وعبارات الشكر للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وأكد أبناء تهامة أن ثورتهم ماضية في تحقيق كل أهدافها وتحقيق الدولة المدنية بعيدا عن الميليشيات المسلحة والتمسك بإقليم تهامة دون هيمنة أو وصاية، والاستمرار في مطالباتهم بطرد المسلحين الحوثيين من تهامة.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي المسلحة انسحبت من أغلب النقاط في شوارع مدينة الحديدة وانسحب بعض المسلحين من نادي الضباط ومنزل اللواء علي محسن الأحمر، الذي سيطروا عليه قبل أشهر، وذلك بعدما تمكنت (عاصفة الحزم) من استهداف مواقع للدفاع الجوي بميناء الصليف، شمال غربي مدينة الحديدة غرب اليمن».
وأعلن الحراك التهامي السلمي في محافظة الحديدة، غرب اليمن، تأييده الكامل لعمليات «عاصفة الحزم» العسكرية التي قال عنها إنها ستعيد لليمن استقراره وأمنه وسلامة أراضية. ويقول الناشط في الحراك التهامي، سليمان المضوني، لـ«الشرق الأوسط»: «تريد ميليشيات الحوثي المسلحة المدعومة من قبل إيران بعد احتلالها لكل مقدرات الدولة المدنية والعسكرية وكافة مؤسسات الدولة بقوة السلاح وباستخدام العنف المفرط من أجل إفشال المساعي الرامية إلى بناء يمن جديد قائم على الدولة الاتحادية المكونة من ستة أقاليم، والاستيلاء على السلطة والثروة ليتمكنوا من الحكم باعتباره إرثا ورثوه عن أسلافهم».
ومن جهة أخرى، أعرب أبناء محافظة تعز، جنوب صنعاء، خلال تشييعهم لجثامين الضحايا الذين قتلوا أمس على أيدي قوات الأمن الخاصة التابعة للمسلحين الحوثيين خلال مسيرة مؤيدة لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ومطالبة بخروج الميليشيات المسلحة من تعز، أعربوا عن تأييدهم لعملية «عاصفة الحزم» ورفضهم كل الإجراءات التي تقوم بها جماعة الحوثي المسلحة. وكانت تعز شهدت في اليوم الأول من عملية «عاصفة الحزم» خروج أبنائها في مسيرة حاشدة ترحيبا بحملة قوات عاصفة الحزم، وطالبوا الحوثيين بالانسحاب من المدن اليمنية التي تسيطر عليها، ورفعوا خلال المسيرة صور الملك سلمان بن عبد العزيز وصور الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالإضافة إلى علم السعودية وعلم اليمن.
قطاعات واسعة تعلن تأييد «عاصفة الحزم» ورفع علمي اليمن والسعودية
العميد صالح عبيد: قرار خادم الحرمين الشريفين مواجهة لقوى الشر في اليمن
قطاعات واسعة تعلن تأييد «عاصفة الحزم» ورفع علمي اليمن والسعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة