85 مجموعة مدنية تطالب دول العالم بالمساعدة على وقف البراميل المتفجرة

بان كي مون: العالم يتخلى عن الشعب السوري ويركز على «داعش»

منطقة بستان القصر التي تتعرض لقصف مستمر ببراميل النظام.. وتبدو حافلات معطلة وقد رفعت كستار لصد رصاص القناصة (رويترز)
منطقة بستان القصر التي تتعرض لقصف مستمر ببراميل النظام.. وتبدو حافلات معطلة وقد رفعت كستار لصد رصاص القناصة (رويترز)
TT

85 مجموعة مدنية تطالب دول العالم بالمساعدة على وقف البراميل المتفجرة

منطقة بستان القصر التي تتعرض لقصف مستمر ببراميل النظام.. وتبدو حافلات معطلة وقد رفعت كستار لصد رصاص القناصة (رويترز)
منطقة بستان القصر التي تتعرض لقصف مستمر ببراميل النظام.. وتبدو حافلات معطلة وقد رفعت كستار لصد رصاص القناصة (رويترز)

أطلقت 85 مجموعة سورية تضم ناشطين سلميين حملة تطالب العالم بالمساعدة على وقف البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري فوق مناطق مختلفة وتشجيع محادثات سلام، كوسيلة وحيدة لوقف التطرف الذي أفرزته الأزمة السورية، في الوقت الذي قال فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الشهري الثالث عشر أول من أمس، إن الشعب السوري يشعر على نحو متزايد بأن العالم يتخلى عنه مع انتقال تركيز الاهتمام العالمي على مقاتلي تنظيم داعش، بينما العنف والبيروقراطية يعرقلان تقديم المساعدات لنحو 12 مليون شخص.
ونقل بيان وزع منتصف الليلة الماضية عن سلمى كحالة، المشاركة في تنظيم حملة «كوكب سوريا»، قولها: «نشعر بإحباط شديد في داخلنا لافتقارنا إلى الحد الأدنى من دعم الأصدقاء حول العالم. الفكرة ليست معقدة بتاتا، فالغالبية المطلقة من السوريين لا يريدون ديكتاتورية أو عنفا. نحن نريد بالضبط ما يحتاجه أي إنسان في أي مكان على الأرض: الحرية والكرامة».
ووقعت 85 مجموعة ناشطة في المجتمع المدني البيان، وبينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا ومنظمات نسائية وكردية وآشورية وإعلامية وحقوقية، بالإضافة إلى ست مجموعات رفضت الكشف عن أسمائها لأسباب أمنية.
وأوضح البيان أن المجموعات الموقعة تنتشر في مناطق خاضعة لأطراف متعددة «من درعا والغوطة في الجنوب إلى حلب والحسكة في الشمال»، و«تعمل مع المجتمعات المحلية على ملفات كالتعليم وسبل العيش والحماية»، و«توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والانخراط في صناعة السلام»، وتمثل 17 ألف سوري.
وقالت علا رمضان من المنظمين، إن اسم الحملة «كوكب سوريا»، سببه «أننا نشعر أحيانا وكأننا من كوكب مختلف!»، و«لأن ثورتنا السلمية تحولت إلى حرب دولية تورطت في تأجيج العنف فيها ثمانون دولة على الأقل».
واعتبر البيان أن هناك «خطوتين على المجتمع الدولي تنفيذهما لإحلال السلام: الأولى وقف البراميل المتفجرة حتى لو استدعى ذلك فرض منطقة حظر جوي، والثانية دعم محادثات سلام سورية تجمع كل الأطراف دون استثناء أو إقصاء».
وربط البيان بين «الرمي المستمر للبراميل المتفجرة في سوريا وظهور (داعش) وتفشيه». وقال حايد حايد، أحد منظمي الحملة، إن «كل برميل متفجر يزيد في قوة (داعش)، كل دعم يتلقاه هؤلاء المتطرفون في سوريا مرتبط مباشرة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من نظام الأسد».
وكرر بيان الحملة: «نناشد أصدقاءنا حول العالم ليدعمونا في حملتنا لوقف العنف والتطرف اللذين يخرجان عن السيطرة (..)كي نحقق هذا الهدف، نريد لبراميل الموت المتفجرة أن تتوقف، ولمحادثات السلام الجادة أن تبدأ. يجب أن يتحقق الأمران معا.. والآن».
وبدأ النزاع السوري في منتصف مارس (آذار) 2011 بمظاهرات سلمية طالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وقمعت بالقوة، قبل أن يتطور النزاع إلى حرب دامية أوقعت أكثر من 215 ألف قتيل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد صرح أول من أمس، بأن الشعب السوري يشعر «على نحو متزايد بأن العالم يتخلى عنه مع انتقال تركيز الاهتمام العالمي على مقاتلي (داعش)، بينما العنف والبيروقراطية يعرقلان تقديم المساعدات لنحو 12 مليون شخص».
وأضاف بان في تقريره الشهري الثالث عشر عن سوريا الذي قدمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن غياب المحاسبة أثناء الحرب الأهلية التي استمرت أربعة أعوام، أدت كذلك إلى زيادة في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
واستغلت جماعات متطرفة الفوضى والجهود الدبلوماسية المتعثرة لإنهاء الحرب وإعلان تنظيم داعش قيام خلافة في مناطق يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال بان إن توصيل المساعدات بات يشكل تحديا متزايدا بسبب «العنف وانعدام الأمن وتغير خطوط الصراع والتدخل المتعمد من قبل أطراف الصراع وإجراءات إدارية، تفرض قيودا على التوصيل الفعلي للمساعدات».
وبينما تصل المساعدات لنحو مليون شخص، قال بان، إن وضع نحو 8.‏4 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها وبخاصة نحو 212 ألف شخص في المناطق المحاصرة يبعث على «قلق بالغ». وتتعرض المستشفيات والمدارس لهجمات وفشل التمويل الدولي للمساعدات في الوفاء بالاحتياجات. وأضاف بان، أن الحكومة لم ترد على كثير من طلبات إرسال المساعدات، وأن قوات الأمن الحكومية تقوم بمصادرة الإمدادات الجراحية من قوافل المساعدات.
وطلبت الأمم المتحدة نحو 8.‏4 مليار دولار لعام 2015 لتلبية الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الحرب السورية، بعد أن تمكنت من الحصول فقط على نصف المبلغ الذي طلبته في عام 2014.
وقال بان، إن مؤتمرا للمانحين يعقد في الكويت في 31 مارس الحالي سيكون حاسما. وأضاف أن «انعدام الأمن والقيود التي تفرضها أطراف الحرب على العمليات الإنسانية تستمر في عرقلة الحصول على الإمدادات والمعدات الطبية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.