أعلنت فصائل عسكرية عدة توحدها تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب» شمال سوريا من قبضة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، فيما انطلقت المفاوضات غير المباشرة بين «جبهة النصرة» وممثلي النظام لتحرير الطيارين الذين اعتقلوا قبل يومين في إدلب إثر إسقاط طائرتهم.
وتقول مصادر في المعارضة إن النظام لن يبذل جهودا كبيرة للإفراج عن جنوده، لا سيما في ظل المعلومات التي أشارت إلى أنّه عمد إلى ترفيعهم وصرف رواتب لعائلتهم، وهو الإجراء الذي يقوم به عادة عند مقتل أي عسكري أو ضابط من قواته، مما يشير إلى أنه يتعامل معهم على أنهم أصبحوا في عداد القتلى، وفق ما كشفته مصادر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط». وأشارت المصادر إلى أن النظام يولي أهمية اليوم لجثتين تعودان لعنصر في حزب الله وآخر إيراني سقطا في حماه قبل فترة، بينما لا يبدي تجاوبا للتفاوض على مئات المعتقلين لديهم من قواته بمن فيهم العلويون، لافتا إلى أن آخر المحاولات في هذا الشأن كانت الاجتماع الذي عقد قبل أيام في ريف دمشق وجمع ضابطا رفيع المستوى من النظام وممثلين من المعارضة، للتفاوض على أسرى علويين كانوا قد اعتقلوا في منطقة عدرا، لكن كان لافتا تعامل النظام بسلبية مع الموضوع.
وترى المصادر المعارضة أن عزوف النظام عن السير في عمليات التفاوض يعود لأسباب عدّة، أهمها أن الإفراج عن الأحياء منهم سيكشف لأهالي القتلى أنّ أبناءهم ليسوا على قيد الحياة، وهو ما ليس من مصلحة النظام.
من جهته، استبعد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن يسير النظام في مفاوضات تحرير الطيارين، لا سيما أنهم وإن كان ثلاثة منهم من العلويين لكنهم من عائلات فقيرة، وبالتالي فإن التفاوض عليهم إن حصل لن يكون مقابل ثمن كبير. ولفت عبد الرحمن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هناك انقساما في صفوف «جبهة النصرة» بين القبول بالتفاوض على الطيارين والرفض، إذ يعتبر البعض أنه يجب أن يكون مصير هؤلاء الإعدام، بسبب الآثار التي تنتج عن القصف بالبراميل المتفجرة. ورجّح عبد الرحمن أن تنعكس «معركة تحرير إدلب» سلبا على مفاوضات مبادلة الطيارين، لا سيما في ظل موقع قوات النظام الضعيف على الأرض، علما بأنه سبق أن تخلى عن طيارين في وقت سابق ولم يجر أي مفاوضات لإطلاق العشرات من الطيارين وتركهم لمصير الإعدام، كما حصل في مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة.
وكانت «جبهة النصرة» قد أعلنت يوم الأحد الماضي أنها أسقطت طائرة شحن تابعة لقوات الأسد محمّلة بالمواد الغذائية والذخيرة ليلا في شمال غربي البلاد، على متنها ستة طيارين. وأوضحت «النصرة» أنه تم إسقاط الطائرة قرب مطار أبو الظهور العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام في محافظة إدلب، بينما نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن طائرة الشحن تحطمت بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف، مشيرا إلى أن طاقم الطائرة لقي حتفه خلال تحطم الطائرة وهي تحاول الهبوط في مطار أبو الظهور.
في سياق آخر، أعلنت فصائل عسكرية عدّة توحدها يوم أمس تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب»، وذلك بهدف التحضير والاستعداد لبدء تحرير المدينة من قوات النظام والميليشيات الموالية له. وشهدت المنطقة يوم أمس معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة، التي نجحت في محاصرة مدينة إدلب من محاور عدة، وفق ما أشار عبد الرحمن. وأوضح لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو واضحا أن النظام في حالة ارتباك عسكري نظرا إلى عدم توازن قوى قواته الموجودة في هذه المعركة مقارنة مع الفصائل الأخرى، وهو الأمر الذي يشير إلى عدم إطالة المعركة وعدم صمود النظام الذي بدأ التحضير لنقل إداراته وكتائبه إلى منطقة جسر الشغور».
وأبرز الفصائل المعارضة التي تقاتل في إدلب هي «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، و«ألوية صقور الشام»، و«فيلق الشام»، و«أجناد الشام»، و«جيش السنة».
وأصدرت غرفة عمليات جماعة «جيش الفتح» بيانا يتضمن رسالتين، على موقع «تويتر»، موجها لأهالي مدينة إدلب تحت عنوان «رسالة إلى أهلنا في إدلب». جاءت في الرسالة الأولى، التي توجهت بها إلى الموالين لها، بشرى بقرب تحرير مدينة إدلب «حتى نقتلع جذور الطاغية ليحل محله حكم الإسلام ورحمته وعدله»، وفق ما جاء في البيان، الذي طلب منهم الالتزام في البيوت خلال الأيام المقبلة «حتى يأذن الله لنا ولكم بالنصر والتحرير».
الرسالة الثانية وجهت إلى مؤيدي قوات النظام، داعية إياهم إلى «التوبة»، وجاء فيها «وإننا نعلن عن عفو عام لكل من تاب إلى الله وألقى السلاح ولزم بيته ما لم تكن يده قد تلطخت بالدماء».
مفاوضات تحرير «الطيارين الأسرى» من دون أفق.. وانقسام حولها في صفوف «النصرة»
مصادربالجيش الحر : النظام يتعامل معهم على أنهم قتلى.. والأولوية لجثتين
مفاوضات تحرير «الطيارين الأسرى» من دون أفق.. وانقسام حولها في صفوف «النصرة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة